اعتصم المئات من البحرينيين والمقيمين، عصر أمس الخميس (17 يوليو/ تموز 2017)، أمام بيت الأمم المتحدة في الحورة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، الذين يتعرضون لهجمات بالصواريخ من قبل القوات الإسرائيلية.

واستنكر المعتصمون استمرار قتل المدنيين والأطفال في قطاع غزة، إلى جانب هدم المباني والمنشآت في القطاع، مطالبين في الوقت نفسه بوقفة جادة من قبل جميع الدول تجاه ما يتعرض له أهل القطاع.

وألقى طفلان قصيدتين خلال الاعتصام، ورُفعت أعلام فلسطين، فيما قرأ الشيخ عبدالناصر عبدالله دعاء لأهالي غزة.

وقال عبدالله، على هامش الاعتصام، إن الاعتصام بمثابة رسالة وتأكيد أن البحرينيين لن يتخلوا عن أهلهم في غزة، وسيقفون معهم في كل الظروف، مؤكداً أنه على رغم الصيام والتعب والجو الحار، إلا أن الاعتصام شهد حضوراً واسعاً من قبل البحرينيين والمقيمين.

وشدد على أنهم يقفون مع القضية الفلسطينية، وهي القضية العادلة والحقة. مشيراً إلى أن أهل البحرين عودا أنفسهم أن يقفوا هذه المواقف الإيجابية تجاه ما يحصل للشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة.

وحيّا عبدالله الجموع التي حضرت الاعتصام، واعتبر أنه «ليس غريباً على شعب البحرين الذي نذر نفسه أن يكون في هذه المواقف، ونؤكد أننا لن نتخلى عن موقفنا ومساندتنا للشعب الفلسطيني». كما دعا إلى التبرع إلى أهالي غزة «ولو بدينار».

وعبّرت مجموعة من أفراد الجالية الفلسطينية في البحرين عن شكرها وتقديرها للوقفة التضامنية التي أقامتها عدد من الجمعيات، مؤكدين أن الشعور والإحساس بوجود أشخاص يتضامنون مع قطاع غزة، يبعث على الفرح والسرور.

وحضر الاعتصام عدد من النواب ومسئولي الجمعيات الإسلامية، كما حضر ممثلو منظمات المجتمع المدني.

إلى ذلك، وصف نائب رئيس جمعية مناصرة فلسطين هشام الساتر، وقفة الدول العربية وبقية دول العالم تجاه ما يحصل في قطاع غزة بأنها «مخيبة لآمال الشعوب». مبيناً أن «التحرك الرسمي في الدول العربية مخيب لآمال الشعوب، ومخيب بشكل أكبر للمظلومين في قطاع غزة».

واعتبر أن هناك تحركات «على استحياء» ولا ترقى لآمال الشعوب، مشدداً على ضرورة الدعم المالي والإغاثي، وأنه لا يقل أهمية عن الدعم والتحرك السياسي، وهذا مطلوب من الدول العربية.

وتساءل: «إلى متى سنأتي إلى هذا الموقع (بيت الأمم المتحدة) لنكرر الكلام السابق نفسه؟، ونستنكر ما يجري على أهالي غزة، من قبل العدوان الإسرائيلي، وهو عدوان سخيف من مجموعة من المجرمين الذين يقتلون الأطفال والمدنيين، ويمنعون الدواء والغذاء عنهم، ويهدمون بيوتهم».

وأضاف «في كل عام أو عامين تكرر الهجمات على قطاع غزة، وتهدم المباني والمنشآت ويقتل الأبرياء، وتأتي ردود الفعل في كل عام أقل من العام الذي سبقه»، متسائلاً: «إلى متى ستتعامل الأمم المتحدة بهذه الطريقة مع العدو الإسرائيلي، وترسل رسائل سلبية إلى دول العالم».

وأكد الساتر أنهم سيسلمون أحد المسئولين في بيت الأمم المتحدة رسالة احتجاج على ما يجري في قطاع غزة، إلى جانب عريضة موقعة من قبل مجموعة من الجمعيات.

وبسؤاله عن مبالغ التبرعات التي يتم جمعها، أكد أنهم يتعاملون مع جمعيات أهلية رسمية ومعترف بها داخل قطاع غزة، ويتم إرسال المساعدات الإغاثية والمالية من خلالها، وذلك بعد الحصول على الموافقة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية.

ولفت إلى أنهم دخلوا قطاع غزة مرات عدة، وأقاموا مشاريع تنموية، من بينها إنشاء مستشفى ومخبز غذائي، فضلاً عن دعم المستشفيات بتأثيثها وتوفير الأدوية، مبيناً أنهم يحصلون على الموافقات من قبل وزارة التنمية لإرسال هذه المساعدات، وخصوصاً مع وجود نظام ينظم هذه العملية.

من جانبه، رأى المدير التنفيذي لجمعية المنبر الوطني الإسلامية خالد القطان، أن الاعتصام «محاولة» لدعم أهالي قطاع غزة، والوقوف معهم أمام ما يتعرضون له من عدوان وقصف بالصواريخ من قبل العدو الإسرائيلي.

وقال: «جئنا أمام بيت الأمم المتحدة لمطالبة الأمم المتحدة لاتخاذ خطوات عملية لوقف آلة القتل الإسرائيلية ضد أهلنا في غزة».

وطالب القطان بأن تُفتح المعابر لإدخال الأدوية والأغذية، وتوفر المياه الصالحة لأهالي غزة، حتى يتمكنوا من العيش بصحة وسلام في القطاع، داعياً إلى «محاسبة إسرائيل على ظلمها للمدنيين وقتلهم، ويجب وضع حد لهذه الهجمات التي تتكرر كل مرة ضد أهالي غزة».