ذكر سواق شاحنات لـ «الوسط» أنهم «يتعطلون لنحو 5 أيام انتظاراً في طابور الشاحنات والقاطرات التي تنوي عبور جسر الملك فهد في اتجاه المملكة العربية السعودية». وأرجعوا سبب ذلك إلى «العشوائية في التنظيم، وقيام بعض السواق الأجانب بالتجاوز والدخول أمام الطابور».

ونقل سواق شاحنات في اتصالات تلقتها «الوسط» أن «مشكلة تكدس الشاحنات مازالت قائمة، لكنها أخفيت عن أنظار الرأي العام ومن الشوارع العامة، ليمتلئ بها ميناء خليفة بالحد، وكذلك الساحة المخصصة للانتظار التي أنشئت بالقرب من الجسر بمنطقة الجسرة».

بحرينيون توفر أُسرُهم وجبات الإفطار لهم بميناء خليفة

سُواق: ننتظر 5 أيام لدخول «الجسر» بسبب استمرار العشوائية وتجاوزات الشاحنات

الوسط - صادق الحلواجي

نقل سواق شاحنات لـ «الوسط» شكواهم من تعطلهم لنحو 5 أيام انتظاراً في طابور الشاحنات والقاطرات التي تنوي عبور جسر الملك فهد في اتجاه المملكة العربية السعودية. وأرجعوا سبب ذلك إلى «العشوائية في التنظيم، وقيام بعض السواق الأجانب بالتجاوز والدخول أمام الطابور».

وأفاد سواق شاحنات في اتصالات تلقتها «الوسط» بأن «مشكلة تكدس الشاحنات مازالت قائمة، لكنها أخفيت عن أنظار الرأي العام ومن الشوارع العامة، وتحديداً من شارع الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة السريع في اتجاه جسر الملك فهد، وإلا فإن عدد الشاحنات قيد الانتظار لدخول الجسر يفوق 200 شاحنة، ويمتلئ بها ميناء خليفة بالحد، وكذلك الساحة المخصصة للانتظار التي أنشئت بالقرب من الجسر بمنطقة الجسرة».

وذكر سواق شاحنات أن «الآلية المتبعة بصرف الأرقام والمواعيد لدخول الجسر باتت غير مجدية، حيث قام البعض ببيع الأرقام بمبلغ يزيد على 200 دينار، إلى جانب المحسوبية التي تمرر شاحنات على أخرى كانت قضت وقتاً طويلاً من الانتظار».

وفي تفاصيل أكثر، قال يوسف العالي، وهو سائق في إحدى شركات النقل والشحن: «بحسب الإجراءات الجديدة المتبعة في تفويج الشاحنات من جانب شئون الجمارك البحرينية وبالتعاون مع المؤسسة العامة لجسر الملك فهد، فإن أية شاحنة ترغب في العبور عبر جسر الملك فهد تتوجه في البداية إلى ميناء خليفة وتنتظر ضمن طابور للحصول على رقم للتوجه بالتالي إلى الجسر، وقد تم تحويل الشاحنات إلى ميناء خليفة لتفادي عملية العشوائية والتلاعب في الأرقام والمحسوبية التي حدثت ضمن آلية المواعيد والأرقام، وشكا منها سواق الشاحنات وشركات النقل».

وأضاف العالي أن «الشاحنات لا تحصل على الأرقام بالتسلسل بمجرد دخولها ميناء خليفة، بل تنتظر في البداية ضمن طابور طويل، فإذا وصلت الشاحنات إلى البوابة خروجاً يتم تسليمها رقماً يخولها دخول الجسر. علماً بأن الشاحنات بعد خروجها من الميناء تنتظر أيضاً وقتاً إضافيّاً في الساحة المخصصة للانتظار في منطقة الجسرة، ثم تدخل الجسر بمجرد إبلاغها بذلك، أي بعد خلو الجسر من بعض الشاحنات».

وأوضح السائق العالي «سلمنا بوجود أزمة تكدس شاحنات وأنه يجب علينا الانتظار، لكن ما يفاقم المشكلة هو العشوائية والتجاوزات التي يقوم بها السواق من الأجانب تحديداً من دون أي رقيب أو حسيب عليهم. أي، وبتفاصيل أكثر من أجل التوضيح، نحن ندخل ميناء خليفة وننتظر ضمن طابور طويل على أن نحصل على رقم تسلسلي عند قرب بوابة الخروج من الميناء نفسه، ولا نحصل على الرقم فور دخولنا إلى هناك، وهذا الأمر خول الكثير من سواق الشاحنات الأجانب تحديداً بالسماح لآخرين من معارفهم وأصدقائهم أو شاحنات من الشركات نفسها التي يعملون فيها بالتجاوز والدخول أمام الطابور؛ لأن العملية لا يتم ترقيمها إلا عند الخروج من البوابة، فضلاً عن المحسوبية والعشوائية التي لا يمكن للسواق الاحتجاج عليها أو وقفها هناك».

وتابع العالي «أنا شخصيّاً، وعلى سبيل المثال، ذهبت بالشاحنة نحو ميناء خليفة بعد الإفطار من يوم السبت، وبقيت متوقفاً في الطابور حتى يوم الأربعاء، أي نحو 4 أيام، وذلك للأسباب التي ذكرت سالفاً»، مستدركاً «يومان والشاحنة لم تتقدم حتى 200 متر إلى الأمام بسبب التجاوزات في الطابور بميناء خليفة، وكذلك في ساحة الانتظار بمنطقة الجسرة القريبة من الجسر، واضطررت إلى أن أتواصل مع أسرتي بأن توفر لي وجبة الفطور يوميّاً لداخل الميناء لعدم قدرتي على المغادرة، وكذلك الحال بالنسبة إلى بحرينيين آخرين».

وواصل السائق العالي «لا مانع لدينا من الانتظار إذا كان القرار يطبق على الجميع دون استثناء، فنحن نقف في طابور لأيام، وفي المقابل هناك من يتجاوز ويُمرر بالمحسوبية، في الوقت الذي نكون عاجزين عن فعل أي شيء سوى التظلم واللجوء إلى الصحافة، لنقل المعاناة اليومية التي نعيشها، وقد وصل بنا الحال نحن كسواق إلى تهنئة بعضنا بعضاً عند الخروج من جسر الملك فهد وكأننا حققنا إنجازاً كبيراً».

وأشار العالي إلى أن «مجموعة من السواق قدموا مقترحاً في هذا الشأن إلى الجهات المعنية، لكن لم يؤخذ في الاعتبار، ومضمونه أن تصرف أرقام انتظار للشاحنات التي تدخل للانتظار بميناء خليفة، بحيث تصل إلى بوابة الخروج وهي بأرقام تسلسلية لا تسمح بالتجاوز أو العشوائية، وأن يسلم السواق أرقاماً ثانية تُعنى بدخول الجسر بمجرد وصولهم إلى بوابة الخروج من الميناء، وهذا سينظم العملية داخل الميناء وكذلك لدخول الجسر»، منوهاً إلى أن «الشاحنات تنقسم إلى فئتين لدخول المملكة العربية السعودية، الأولى شاحنات نقل، وأخرى نقل بالعبور (الترانزيت) التي تتجه نحو دولة قطر والكويت وغيرهما».

جاء هذا في الوقت الذي صدر فيه عن رئيس الجمارك الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة تعميمان يبدأ سريانهما من (20 يوليو 2014). الأول رقم (110) لسنة 2014، وقد تضمن وجوب تقيد كل المخلصين الجمركيين أو مالكي البضائع أو ممثليهم المفوضين من قِبلهم بتقديم البيان الجمركي خلال ساعتين من وقت وصول البضاعة، وكذلك متابعة كل الإجراءات الجمركية خلال ساعتين إضافيتين من وقت وصول الشاحنة، بحيث يجب الانتهاء من تقديم البيان الجمركي ومتابعة كل الإجراءات الجمركية الخاصة بالبضائع في وقت لا يتعدى أربع ساعات من وقت وصول الشاحنة إلى الدائرة الجمركية.

ويستثنى من أحكام ذلك البضائع التي تتطلب موافقة الجهات الرقابية للإفساح عنها، ويتبين لشئون الجمارك أن التأخير بسبب الحصول على تلك الموافقات اللازمة.

كما تضمن التعميم التأكيد على منع الإبقاء على الشاحنات في الساحات الجمركية بعد الحصول على إذن الإفساح من السلطات الجمركية المختصة منعاً باتّاً ويقع تحت طائلة المساءلة القانونية من يخالف ذلك المنع.