العدد 4331 - الأربعاء 16 يوليو 2014م الموافق 18 رمضان 1435هـ

ضمن ندوة استضافها نادي دبي للصحافة... رئيس تحرير "الوسط" البحرينية: الصحافة الكويتية تغطي الشأن المحلي بجرأة وتعنى بالجانب الدولي

 

صحيفة "الرأي العام" الكويتية - الخميس 6 محرم 1425هـ الموافق 26 فبراير 2004

أكد رئيس تحرير صحيفة الوسط البحرينية الدكتور منصور الجمري في ندوة نظمها نادي دبي للصحافة يوم أمس الأول حول واقع الصحافة الخليجية ومتطلبات تطورها، أن طريق تطور الصحافة الخليجية يمر عبر طريقة التعامل مع الخبر المحلي، وكيفية إبراز أبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية بعيداً عن الخبر المحلي الرسمي الجامد.

وتساءل الجمري عن مفهوم الصحافة الخليجية، وهل هناك صحافة خليجية بالمعنى الحقيقي للكلمة، ثم قال "لو اعتبرنا أن الصحافة الخليجية تعني صحافة دول مجلس التعاون الست، فإننا نلاحظ أن الصحف فيها محلية بالأساس، بمعنى أنها تهتم بالشأن المحلي أولاً والدولي ثانياً، أما البعد الخليجي فهو معدوم تقريباً".

واستعرض الجمري واقع الصحافة الخليجية على كافة المستويات فمن حيث التغطية الإعلامية، قال الجمري "إن من يتابع الصحافة الخليجية سيلاحظ تنوع التغطيات المحلية بين دولة وأخرى، ولكن فيما عدا الكويت والبحرين (أخيرا)، ظل الخبر المحلي هو الخبر الرسمي، بمعنى أن كل صحيفة تتناول بصورة أساسية اللقاءات الرسمية دون أية تفاصيل أو تحليلات، وإذا كانت هناك تعليقات فهي تعليقات عامة تؤكد الجوانب الإيجابية دون الخوض في أية تفاصيل لها قيمة محددة لمن يود الإطلاع على الخبر. وعلى العكس من ذلك حظي الخبر الدولي بتغطية مهنية عالية المستوى، حيث ستجد أفضل التحليلات والأعمدة والمقالات عن الشأن الدولي منشورة في مختلف الصحف الخليجية، بل إن بعضها بفوق في مستواه ما تقرأه في الصحافة العربية الدولية".

أما بخصوص التحقيقات الصحافية فأشار رئيس تحرير صحيفة الوسط إلى ارتفاع مستواها فيما يتعلق بالأسرة، الشباب، الفنون، الرياضة والاقتصاد، ولكنها ابتعدت عن الجوانب السياسية والحوارات الوطنية حول الشأن العام، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن هذا الأمر مختلف في دولة مثل الكويت التي استمرت صحافتها في تغطية الشأن المحلي بجرأة مشهود لها، وتبع ذلك تطور في الصحافة البحرينية في هذا المجال بعد صدور صحيفة الوسط في عام 2002، حيث نقلت "الوسط" الخبر المحلي من الرسمي إلى الأهلي، وشجعت الصحف البحرينية الأخرى إلى الولوج إلى مثل هذه التغطيات والتحقيقات.

وحول الكوادر العاملة في الصحف الخليجية قال الدكتور الجمري إن الصحافة الخليجية اعتمدت في مراحل تأسيسها على الكوادر الصحافية العربية وبشكل أساسي (المصرية، السودانية واللبنانية)، بحيث سيطرت عليها هذه المدارس الصحافية، وبقيت الكثير من هذه الكوادر المحرك الرئيسي للتحرير في مختلف الأبواب الصحافية، وهي التي قادت تأسيس النهج الصحافي. مشيراً إلى حاجة الصحافة الخليجية إلى الخبرات العربية المتفوقة في هذا المجال، غير أن الوافد العربي يتحرج في الولوج إلى الشأن المحلي بنفس الطريقة التي من الممكن أن يتناولها المحرر المحلي (فأهل مكة أدرى بشعابها).

وأشار الجمري إلى الدور الفعال الذي يلعبه رأس المال في طبيعة العمل الصحافي. مؤكداً على أهمية أن يتولى القطاع الخاص مهمة الاستثمار في الصحافة، حيث إن أصحاب النفوذ والمرتبطين بدوائر القرار السياسي ما يزالون يمسكون بجزء كبير من الصحافة الخليجية المؤثرة والفاعلة، في حين أن الصحافة في الدول الغربية مملوكة لقطاع خاص غير رسمي وغير حزبي، وبالتالي فإن المهنية هي أساس العمل الإعلامي وليس وجهة النظر الرسمية أو الحزبية.

وعلى مستوى التوزيع، قال الجمري إن الصحف الخليجية قلما تخرج عن التوزيع المحلي، وذلك بسبب تركيزها على الشؤون الداخلية من جانب، وبسبب قوانين الدول المختلفة التي تفرض نوعا من الرقابة وتؤخر توزيع الصحيفة في الخارج، مشيراً إلى اتفاقيات التوأمة التي أبرمتها بعض الصحف أخيرا، بحيث تتبادل الأخبار فيما بينها، والدور الإيجابي التي تلعبه هذه الاتفاقيات بسبب أن كل صحيفة تبقى داخل حدودها، ولو أن هناك صحافة تعبر الحدود الخليجية لكانت هذه الاتفاقيات غير مفيدة.

وتحدث الدكتور الجمري حول الضغوط التي تواجه الصحافة الخليجية، فإلى جانب الضغوط الحكومية هناك ضغوط أهلية وتجارية. فالمجتمع يفرض على الصحافة طريقة في التعامل مع الخبر المحلي، وهناك رفض في المجتمع لتناول الصحافة عدد غير قليل من القضايا باعتبار أنها تلامس العادات والتقاليد، كما أن المعلن من ناحية أخرى يفرض شروطه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتتعرض الصحيفة في بعض الأحيان لعقوبات من خلال منع الإعلانات عنها إذا لم تنصع لمطالب المعلن في عدم التطرق لموضوع ما، أو في التعامل بطريقة مختلفة مع الخبر لا يرغبها المعلن.

أما فيما يتعلق بالضغوط الحكومية فقد أشار الجمري إلى أن قوانين الصحافة ما زالت دون المستوى المطلوب، فهي تعطي الحق للرقيب الحكومي للتدخل في شأن الصحافة، كما أن الصحافي ليس في مأمن من الملاحقة القانونية إذا تطلب الأمر، إلى جانب ذلك فإن الصحافيين ليست لديهم نقابات، حيث لا توجد نقابات محلية أو خليجية قادرة على الدفاع عن الصحافي الذي من الممكن أ، يتعرض لمضايقات بسبب التزامه بمهنته.

وفي سؤال ول تأثير الصحافة المرئية والمسموعة والإلكترونية على الصحافة المكتوبة أكد الدكتور الجمري أن الصحافة المكتوبة ما زالت تحافظ على موقعها المتميز، حيث إن تأثير الصحافة المسموعة والمرئية هو تأثير مباشر، في حين تلعب الصحافة المكتوبة دوراً حيوياً في إعطاء الخبر مزيداً من التحليل، وإبراز تبعات هذا الخبر في مختلف المجالات. وفي الوقت نفسه تفوقت الجريدة على الصحافة الإلكترونية من حيث سهولة التعامل معها في مختلف الأماكن وفي كافة الظروف على عكس الصحافة الإلكترونية التي تحتاج أدوات وأجهزة خاصة.

وفي ختام حديثه أكد الدكتور الجمري أن الصحافة الخليجية بحاجة لتكوين هوية واضحة، حيث أدى تغييب الشأن المحلي، واستقاء الخبر الدولي من مصدر واحد وعدم القدرة على التأثير في القضايا الدولية، إلى غياب الهوية الواضحة وسيطرة النمطية على العمل الصحافي الخليجي.

 



العدد 4331 - الأربعاء 16 يوليو 2014م الموافق 18 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً