كان يا مكان... في قديم الزمان... في بستان العم نعمان... عاشت هناك يرقة صغيرة أسمتها أمها “روعة”، كانت صغيرة وذات لون أخضر مائل للصفرة، ولم تستطع الطيران كالفراشات أو المشي كالنمل، كانت تعيش في حزن شديد لهذا السبب، بالإضافة إلى أن سخرية الفراشات كانت تؤلمها، فقد كن دائماًََ يقلن لها: أنت لستِ جميلةً بالمرة، بل إنك أقبح يرقة رأيتها في حياتي، لا أعلم ما السبب الذي دفع أمك لتسميتك بهذا الاسم! وسخرية النمل أيضاً، كل نملة تقابلها تقول لها: ما أقبحك! كم أكره اليرقات لقبحهن! وترد بتردد: هل يحكمون بالمظهر أم بالجوهر؟ فيقول النمل لها: اصمتي! ما هذا الهراء؟! أرجو أن تبتعدي عن الثرثرة.
الوحيدة التي لم تسخر منها هي النحلة “حكيمة”، وكانت اسماً على مسمى، فهي كانت أحكم حشرة، كانت تقول لـ «روعة” دائماً: ما رأيت في حياتي أحلى من اليرقات، يلدن فيكبرن شيئاً فشيئا ليصنعن لهن شرنقة ينمن فيها لمدة أسبوعين يخرجن بعدها على شكل فراشات ملونات يعجب بها الناس ويفرح بها الأطفال، هذا ما ستفعلينه في المستقبل يا “روعة” لتصبحي اسماً على مسمى.
وفي يوم من الأيام جاءت “حكيمة”، وقالت لـ«روعة”: حان الوقت لتصنعي شرنقتك، قالت النحلة هذا الكلام وابتسمت ثم طارت. لاحظ الكل غياب “روعة”، ولكن “غرور” (أكثر الحشرات كرهاً لـ «روعة”) تقول لهم: إنها يرقة حطمت الرقم القياسي في القبح، ماذا تريدون منها؟
وبعد أسبوعين، أتت للبستان فراشة في قمة الروعة!! الكل أحبها، وأعجبت بها “غرور” وسألتها عن اسمها فقالت لها: لست غريبة، إنني “روعة”! قالت فراشة: لكنك كنت يرقة قبيحة، فكيف أصبحت فراشة جميلة؟! فقالت “روعة”: هل نسيتن أنفسكن قبل أن تصبحن فراشات؟ قالت الفراشة: صدقت يا صديقتنا.
الآن يا أصدقائي بعد قراءة قصة “روعة” نتعلم ألّا نسخر من الغير، فربما هو أفضل منا.
شهد نضال
10سنوات
العدد 4331 - الأربعاء 16 يوليو 2014م الموافق 18 رمضان 1435هـ