من أهم الطقوس المميزة التي لا يكتمل شهر رمضان المبارك إلا بها، هو لمّ شمل الأسرة على مائدة إفطار واحدة، ما يضفي عبقاً خاصّاً على الشهر الكريم، حيث تستعيد غالبية العوائل الدفء الأسري الذي تفتقده بسبب مشاغل الحياة الصاخبة، فرمضان يمثل للغالبية بأنه فرصة للمّ شمل أفراد الأسرة حول مائدة واحدة بعد أن فرقها نمط الحياة العصرية طوال السنة.

وعلى رغم أن هناك من تجبره أوقات العمل بنظام النوبات إلى عدم الجلوس مع عائلته حول سفرة طعام واحدة، إلا أنه قد يجد من زملائه ممن هم في نفس عمله عائلة يتشارك معهم طعام الإفطار، ويتبادل معهم أطراف الحديث الممتعة، وبذلك تكون وجبة الإفطار هي من جمعته بزملائه، الذين ربما لم يكن يجلس معهم ساعات طويلة ويتبادل معهم أطراف الحديث ولكنهم في شهر رمضان تقاربوا كثيراً.

شخصيّاً أفرح كثيراً للقاء أهلي وأقربائي في هذا الشهر الفضيل، وخصوصاً أن طوال أشهر العام نكون مشغولين في أمورنا الحياتية الصاخبة... فعلاً «ما تحلى اللمّة إلا في شهر الرحمة».

برنامج الزيارات المسائية الذي تقوم بها غالبية الأسر المسلمة لبعضها البعض، وخصوصاً «صلة الرحم» من بينها الأمور التي تشجع الأجيال الجديدة على التواصل مع عوائلهم بعيداً عن التكنولوجيا، ففي هذا الشهر الفضيل تستطيع أن تعطي «الواتس أب» وجميع برامج التواصل الاجتماعي إجازة قصيرة، وأن تلتقي مع أهلك وأصدقائك وجهاً بوجه وتتبادل أطراف الحديث معهم، فذلك يُعمِّق من أواصل الترابط فيما بينكم ويزيد المحبة.

رمضان شهر الصيام والمغفرة والرحمة، ففيه يكثر الخير وتقوى أواصر المحبة وفيه تنسى الإساءة وفيه نتسابق إلى الخيرات لنيل رضا الله ومغفرته، أعاننا الله على صيامه وقيامه وجعلنا وإيّاكم من الفائزين، ولنتذكر هذا الحديث العظيم الذي يرويه رسول الله (ص) عن ربه عن عزَّوجل أنه قال: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزي به»، لنجعل صيامنا خالصاً لوجه الله تعالى حتى نفوز برضا الله ورحمته ومغفرته.

مناهل