المدرب الذهبي كما يحلو لعشاقه تسميته، ترك بصمته الواضحة مع الكرة المحرقاوية في السنوات القليلة الماضية، توجه لقيادة فريق الرفاع الشرقي في دوري الدرجة الثانية وحقق معه لقب الدوري وأثبت جدارته التدريبية بتحقيق انجاز تاريخي للكرة الشرقاوية عندما ساهم بتحقيقه لقب كأس الملك الموسم الماضي.

المدرب الوطني عيسى السعدون، الذي كتب اسمه على أحجار ذهبية لن ينساها التاريخ لاسيما للكرة البحرينية عندما استطاع أن يشق طريقه ببراعة وحنكة تدريبية عالية بتحقيقه لقب محرقاوي خليجي طال انتظار بفوزه بدوري أبطال الخليج قبل 3 مواسم.

وعلى رغم صغر سنه، إلا أنه أثبت بأنه قادر على قيادة أي فريق وبإمكانه تحقيق نتائج إيجابية لأنه يدرك بأن العمل ليس بحاجة لسنوات طويلة من أجل الوصول للأهداف، إذ حقق الكثير من الانجازات مع الكرة المحرقاوية وتفوق على مدربين عالميين يأتي في مقدمتهم المدرب الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا عندما كان الأخير مدرباً للوصل الإماراتي وفاز عليه السعدون عندما كان مدرباً للمحرق في نهائي دوري أبطال الخليج.

أشرف عيسى السعدون على فريق الرفاع الشرقي في الموسم الماضي (2013/2014)، وبعد مساهمته بصعود الفريق لمصاف أندية الكبار بتحقيق لقب الدرجة الثانية قبل انتهاء الدوري بعدة جولات، جاء الدور على مسابقة كأس الملك، إذ سار الفريق خطوة بخطوة حتى تحقق الحلم الذي طال انتظاره وتفوق على فرق مرموقة مثل الرفاع والمحرق والبسيتين، حتى الوصول للذهب الثمين.

«الذهبي» جدد عقده مع الرفاع الشرقي لقيادته للموسم الثاني على التوالي، وأكد لـ «الوسط الرياضي» أن توقعه للشرقي جاء بعد النتائج الايجابية التي حققها الموسم الماضي على رغم حصوله على عرض من ناد كبير في البحرين يفوق عرض الشرقاوية إلا أنه بحث عن «الراحة» –بحسب وصفه– ولم ينظر للجانب المادي إطلاقاً، وكشف السعدون عن الكثير من الأمور المتعلقة بالفريق الشرقاوي الذي يستعد للعب مع الكبار في الموسم المقبل إضافة إلى مشاركته في بطولة خارجية تنتظره وسيدافع عن لقب كأس الملك الذي حققه الموسم الماضي.

نفاوض 3 رفاعيين

كشف عيسى السعدون عن وجود مفاوضات جادة مع نادي الرفاع للحصول على خدمات 3 من لاعبيه هم: عبدالله جوهر، محمد عبدالوهاب وأحمد جلال، مشيراً إلى أن الأيام الثلاثة المقبلة ستحسم الصفقات بإذن الله سواء بموافقة الرفاع من عدمها.

وقال: «اختيار اللاعبين الثلاثة نظراً لحاجة الفريق لهذه المراكز، محمد عبدالوهاب لعب مع الشرقي الموسم الماضي وقدم عروضا جيدة للغاية، عموماً أتمنى أن تحسم الصفقات ونحصل على خدمات اللاعبين».

وأضاف «أكملنا في الفترة الماضية التعاقد مع لاعبين محليين والبعض الآخر جدد مع الفريق، وتعاقدنا مع لاعب قلالي ناصر سعود الذي يمتلك الاستغناء بيده، ولاعب نادي سترة عباس الساري، ولاعب الشباب محمد سهوان والحارس الدولي السابق عبدالرحمن عبدالكريم، سيكونون إضافة كبيرة للفريق في ظل الإمكانات العالية التي يمتلكونها».

وتابع «أود أن أشير الى أن التعاقدات مدروسة وبحسب المراكز التي نحتاجها، لا نتعاقد مع أي لاعب من أجل التعاقد فقط، لأننا نريد مصلحة الفريق وجميع التعاقدات تأتي بتوصية مني شخصياً».

لا تدخلات من إدارة الشرقي

ونفى المدرب الوطني عيسى السعدون أن تكون إدارة الرفاع الشرقي تتدخل في عمله الفني، وأوضح أن الإدارة الشرقاوية تتعامل معه بكل احترافية ودقة وهناك اجتماعات متواصلة بين الجهاز الفني والإدارة.

وقال: «نعم هناك محاسبة، عقد اجتماعات في حال وجود نقص أو خلل في الفريق، العمل الاحترافي يساهم بالنجاح ونحن سرنا على هذا المنطلق ونجحنا في عملنا في الموسم الماضي ونتمنى أن يتواصل في الموسم المقبل».

وتابع «أبرز أسباب النجاح التي حققها الشرقي تعود للعمل بكل إخلاص من الجميع سواء إدارة أو جهاز إداري أو فني إضافة إلى اللاعبين، نعمل كمجموعة واحدة ونحن أسرة واحدة همنا الأكبر تحقيق النجاح، ولأن قلوب الجميع على بعضها حققنا ما تحقق ونعد الجميع أن نواصل على هذا النهج الموسم المقبل».

نسير بخطى ثابتة

السعدون أكد أن فريقه الرفاع الشرقي يسير بخطى ثابتة منذ الموسم الماضي الذي حقق فيه بطولتين، وقال: «وضعنا أهدافا نسعى لتحقيقها يأتي في مقدمتها تحقيق النتائج الايجابية في الموسم المقبل الذي سنكون فيه مع الكبار، هدفنا ليس المنافسة على البقاء لأننا قادرون بإذن الله على ذلك، بل نسعى لتحقيق مراكز متقدمة انطلاقاً من المركز الخامس حتى مركز القمة».

وتابع «ندرك بأن المنافسة على لقب الدوري لن يكون سهل إطلاقاً لاسيما بوجود فرق مرموقة أمثال الرفاع حامل اللقب والمحرق والبسيتين والحد والمنامة وغيرها لكن الشرقي أيضاً فريق مرموق وقادر على تحقيق النتائج الايجابية التي تؤهله للمنافسة على الألقاب والمراكز المتقدمة».

وأضاف «مسابقة كأس الملك بعيدة حالياً، تركيزنا سينصب على الدوري في المقام الأول وبعدها لكل حادث حديث، من دون شك سنلعب الدوري بشخصية البطل أيضاً، أنا على ثقة كبيرة بقدرات اللاعبين بتقديم المستويات المطلوبة والخروج بالنتائج الايجابية».

سنتعاقد مع محترف أجنبي

وكشف «بوعبدالله» أن فريقه سيتعاقد مع محترف أجنبي رابع لدعم صفوف الفريق في الموسم المقبل، مشيراً إلى أن المحترف سيكون مهاجم لأن الفريق بحاجة الآن لخدمات محترف مهاجم.

وكان الرفاع الشرقي قد أنهى تعاقده مع 3 أجانب هم: الصربي ميلادين الذي انتقل من الرفاع إلى جاره الرفاع الشرقي، المدافع الأردني زيد جابر، المحترف ممادو الذي جدد مع الشرقي للموسم الثاني على التوالي.

وأوضح السعدون أن الميزانية المخصصة للمحترفين ستحدد على ضوءها المهاجم المحترف للشرقي، سنقوم بتجربة المحترف في بطولة نادي الجزيرة التي ستقام نهاية أغسطس/آب المقبل لاسيما أننا مع تواصل دائم مع السماسرة للحصول على أحد اللاعبين المميزين».

نتدرب على ملعب «مأساوي»

تطرق المدرب لأبرز المعوقات التي واجهته في الموسم الماضي، وأكد أن المشكلة الأكبر كانت عدم تواجد ملعب صالح للعب عليه، وقال: «الملعب مأساوي، طرحنا الموضوع في فترات كثيرة، لم نجد أي حل لهذه المشكلة، كنا مضطرين للذهاب خارج الشرقي للتدريب مثل ملعب بتلكو أو غيره».

وتابع «تصور أننا نضطر للعب بشكل عرضي على الملعب بدلاً من الطول، الملعب غير قانوني، عانينا كثيراً وعلى رغم ذلك إلا أننا حققنا بطولتين ثمينتين».

وناشد السعدون الجهات المعنية بإيجاد حلول سريعة للملاعب الشرقاوية من أجل توفير البيئة الصالحة للاعبين.

حددنا المشاركة في الخليجية

طلب فريق الرفاع الشرقي المشاركة في البطولة الخليجية كونه حاملاً للقب كأس الملك، إذ أكد السعدون أن مشاركة الفريق لن تكون من أجل المشاركة فقط لاسيما أن البطولة اختلفت عن السابق.

وأردف «سابقاً هناك فرق خليجية مخضرمة ولها باع في بطولات آسيوية كبرى وتشارك في البطولة الخليجية، أما الآن فالأمور اختلفت تماماً، الفرق المشاركة مستواها لا يقل شيئاً عن الرفاع الشرقي، قادرون على تحقيق النتائج الايجابية والوصول بعيداً، نمتلك لاعبين مميزين قادرين على تقديم المستويات الجيدة والخروج بنتائج إيجابية، سنسعى بإذن الله لكسب ثقة الجميع».

شعور جميل اللعب ضد المحرق

أما بشأن خوضه مباريات ضد فريقه السابق المحرق، قال: «نعم... شعور جميل اللعب ضد المحرق، صحيح أنني محرقاوي، لكنني شرقاوي اليوم، أعمل كمدرب محترف، أفكر في فريقي فقط، يراودني شعور جميل لأنني محرقاوي وكنت لاعباً ومدرباً مع الفريق وحققت الكثير من الانجازات معهم، لكن اليوم أريد إثبات نفسي بأنني مدرب ناجح مع فريق غير المحرق».

وأضاف «عندما نلعب ضد المحرق، أعتبر هذه المباريات تحديا بالنسبة لي».

وبشأن عودته للمحرق، قال: «إذا سمحت الظروف فلماذا لا، سأعود من دون شك، إذا كانت الأجواء مهيأة والعرض مناسب لن أمانع لأنني مدرب محترف اليوم، ولابد أن أشير بأن المحرق له فضل كبير علي، أتمنى للفريق كل التوفيق والنجاح».

نعم... أطمح بتدريب أحد المنتخبات

لم يخف السعدون رغبته الكبيرة بالإشراف على أحد المنتخبات الوطنية البحرينية في المستقبل القريب، إذ أكد أن أكبر طموحه الذي يراوده الوصول للمنتخبات الوطنية، وقال: «المدرب مثل اللاعب، الأخير يلعب مع ناديه من أجل الوصول للمنتخب، المدرب أيضاً، أتمنى أن أحصل على فرصة تدريب احد المنتخبات في الفئات العمرية».

وتابع «وصلت للمنتخبات في السنوات الماضية وكنت مساعداً، لكنني اليوم أطمح بأن أشرف على أحد المنتخبات، مثل الشباب أو الأولمبي وحتى الناشئين».

كلمة أخيرة

ختم عيسى السعدون حديثه بالقول: «في البداية أود أن أشيد بالجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس إدارة نادي الرفاع الشرقي وعلى رأسهم رئيس النادي الشيخ ناصر بن خالد آل خليفة على ثقتهم الغالية التي أعتز بها بتجديد التعاقد معي، حصلت على كامل الصلاحيات من مجلس الإدارة تجاه الفريق، ما تحقق شيء بسيط للغاية بحق الكيان الشرقاوي ويستحقون الكثير.

أود أن أشكر أيضاً الأمين المالي بالنادي محمد الزايد على جهوده الكبيرة معي شخصياً ومع الفريق، دوره كبير وبارز مع الفريق ويسعى لتوفير جميع الاحتياجات اللازمة للاعبين، كان عنصراً أساسياً مع مجلس الإدارة بالنجاح الذي تحقق إضافة إلى مدير الفريق محمد البوعينين الذي يعتبر من الكفاءات الإدارية النشطة التي ساهمت بتحقيق النجاح للشرقاوية، إضافة إلى جهود الجهازين الفني والإداري وخصوصاً مساعد المدرب خالد الدوسري.

جماهير الرفاع الشرقي مطالبة بالوقوف خلف الفريق في الموسم المقبل، سنخوض موسما قويا، حضورها يعطي اللاعبين دفعة معنوية عالية وكنت سعيدا للغاية برؤية الجماهير الغفيرة خلف الفريق في الموسم الماضي وكانت العلامة الفارقة التي تعطي اللاعبين دفعة عالية لتقديم المستويات المطلوبة، عليها أن تواصل دعمها للفريق ونحن بحاجة ماسة لحضورهم ومؤازرتهم للفريق».