طالب عدد من المختصين البيئيين بضرورة وضع خطة للحفاظ على ساحل باربار. جاء ذلك خلال ملتقى الحوار الرمضاني الثاني الذي عقد مساء امس الاول (الاثنين) في قاعة نادي باربار الثقافي والرياضي، حيث قدم فيه رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للبيئة شبر إبراهيم الوداعي محاضرة بعنوان «القيمة الحضارية والاجتماعية لساحل باربار ومتطلبات الارتقاء بوظائفه البيئية والخدمية».

وبدأ المحاضرة بتقديم نبذة عن ساحل باربار عرض فيها البعد التاريخي والحضاري للساحل في الموروث الاجتماعي من حيث كونه علامة مميزة لتاريخ الغوص وموقعا استراتيجيا لأهالي القرية والعادات التي يمارسوها الأهالي التي تقع منازلهم بالقرب من الساحل، فضلا عن كونه موقعا طبيعيا للراحة والاستجمام والتنزه وممارسة الهوايات، وموقعا ذا قيمة روحية ومعيشية لأهل البحر والبحارة المعروفين في ذلك الوقت.

كما عرض فيها صورا لواقع النظام البيئي للساحل في المراحل التاريخية قبل سبعينيات القرن الماضي حيث كثرة الأسماك والنظام الطبيعي والحياة الفطرية والطبيعة الصخرية والطيور البحرية والمياه العذبة على الساحل.

وبيّن أن الآثار الاجتماعية والاقتصادية للتدمير البيئي على ساحل باربار تتمثل في حرمان شريحة من المزاولين لمهنة الصيد التي تشكل مصدرا رئيسيا للرزق، والسلوك غير الرشيد لعدد من الشباب المتهورين الذين يتعمدون تخريب الساحل كإلقاء حاويات القمامة في البحر استعراضا لقوتهم.

وأضاف أن للارتقاء بوظائف الساحل البيئية والخدمية يجب وضع مشروع لتطوير الساحل كتسويته وتشجيره وإنشاء أماكن للترفيه العائلي وإنشاء ممشى ومرسى بحري صغير وذلك يتطلب خطة مؤسسة لتنفيذ تلك التطويرات بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة وتشكيل فريق عمل تنفيذي من لجنة باربار للبيئة تتولى مهمة وضع المشروع والبحث عن رعاة والتواصل مع الجهات المعنية لمتابعة خطوات تنفيذ المشروع.

وانتهى اللقاء بطرح المرئيات والاقتراحات، فأشار مدير ادارة التنوع الحيوي بالوكالة في المجلس الاعلى للبيئة عبد القادر خميس، خلال حضوره للفعالية الى ان باربار متميزة في نشاطها البيئي ونجحت في الحفاظ على الساحل، وأكد ضرورة وضع خطة مدروسة لحماية الساحل، وقال ان النشاط البيئي في باربار نموذج لما يؤكد عليه المشروع الدولي البيئي بشأن جهود المجتمعات المحلية في المجال البيئي، وأكد اهمية العمل في ابراز هذه التجربة ضمن التقرير الوطني للتنوع البيولوجي لمملكة البحرين.

وتحدث مدير ادارة التقويم والرقابة البيئية في المجلس الاعلى للبيئة ميرزا خلف، ونقل تحيات وتقدير الرئيس التنفيذي للمجلس الاعلى للبيئة محمد بن دينة، وثمن جهود المجتمع المحلي في باربار في اقامة الفعاليات البيئية والسعي الى تنفيذ خطط حماية البيئة.

وفي سياق طرح المرئيات والمقترحات أشار عضو مجلس ادارة جمعية البحرين للبيئة عبدالنبي هلال الى ان باربار تمتلك أوراقا كثيرة في تنظيم الفعاليات على الساحل لم تستخدمها وأكد ضرورة ان يتولى نادي باربار القيام بمبادرة تشكيل لجنة أهلية تضم جميع الاطياف في المجتمع المحلي والعمل على استقطابها في انجاز أهداف المشروع.

ومن جانبه، رحب رئيس نادي باربار محمد علي حسن مدن بفكرة تشكيل لجنة أهلية واسناد مهمة اعداد نظامها واهدافها واليات عملها ورئاستها الى المستشار البيئي شبر ابراهيم الوداعي، وفي ختام الندوة أكد الحضور على صياغة وثيقة التوصيات والمخرجات التي جرى تبنيها ورفعها الى متخذي القرار والسلطات المختصة والمعنية بالشأن البيئي والخدمي.