أكدت جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، على لسان القائم بأعمال الأمين العام رضي الموسوي، رفضها كل أنواع التمييز في البعثات والوظائف العامة وانتهاج سياسة بث الكراهية والتحريض بين ابناء الوطن الواحد.

وقال الموسوي: «نرفض سياسات الإقصاء والتهميش التي تمارس ومحاولة فرض الرأي الأوحد، مؤكدين أن هذا الوطن للجميع على قدر المساواة».

جاء ذلك في حفل تكريم 140 متفوقاً ومتفوقة من أبناء الشهداء والمتضررين من الأزمة السياسية، الذي عقد مساء الخميس الماضي في جمعية المهندسين البحرينية تحت شعار: «نجاحك... نجاح وطن».

وشدد الموسوي على أن «البلد يحتاج إلى كل الطاقات والجهود لبنائه البناء القوي الراسخ والمتين والقادر على مواجهة الصعاب مهما عظمت، بناء يقوم على العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان في دولة مدنية ديمقراطية حديثة لا تفرق بين أبنائها لا في البعثات الدراسية، ولا في العمل في أي موقع من مواقع العمل، معتمدة على الكفاءة والتحصيل التعليمي وليس على الانتماء القبلي والطائفي والمذهبي».

وقال: «إن المساواة وعدم التمييز بين المواطنين هي الطريق الذي يجب السير عليه لتطوير واقع ومستقبل مجتمعنا، لتحقيق التنمية الإنسانية الشاملة، ما يفرض ضرورة إعادة النظر في الأسس التعليمية من مناهج واستراتيجيات وتكييفها بما يضع بلادنا على خارطة البلدان المتقدمة في العلم والمعرفة (...)، وهذا هو طريق الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي الذي هو اليوم ضرورة قصوى في ضوء التحديات الكبيرة التي تمر بها المنطقة، وما تشهده من تداعيات ينبغي العمل على إبعادها عن بلادنا البحرين من خلال تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة اللحمة الداخلية بين مكونات الشعب البحريني».

واستحضر الموسوي في كلمته المعاناة التي يمر بها الطلبة المعتقلون والطلبة في فلسطين قائلاً: «أنتم تكرمون لعطاءاتكم تذكروا زملاء وزميلات لكم لايزالون وراء القضبان محرومين من دراستهم، كما أن هناك طلبة وأسراً بكاملها في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، يتعرضون لحرب ابادة من قبل الكيان الصهيوني الذي يمارس أبشع المجازر والابادة الجماعية».

وكان الحفل بدأ بنشيد «وعد»، كما تخللته فقرات فنية، كما تم توزيع شهادات التكريم والدروع على الطلبة المتفوقين من جميع المراحل التعليمية.

من جهتها، أهدت زهراء فخراوي، ابنة الشهيد كريم فخراوي، في كلمة لها نيابة عن المكرمين في الحفل، تفوقها إلى روح والدها الشهيد.

وقالت «سلامي لك يا من عاهدتُّك بأن أسير على نهجك، وأن أكمل مسيرتي العلمية بتفوق كما كنت تتمنى، وهذا التفوق لم يأت إلا ببركة الله وشهادتك وكفاح وصبر أمي»، مضيفةً «والدي علمني أن الدراسة مقاومة، كما هي التظاهرات، وأن العلم سلاح لمواجهة الطغيان».

وحيّت فخرواي، في ختام كلمتها، أرواح الشهداء الذين سقطوا من أجل هذا الوطن وشعبه، كما وجهت التحية إلى الطلبة المعتقلين المحرومين من حقهم في التعليم، كما حيّت مبادرة «وعد» على هذا الحفل والتكريم.

وفي كلمة المتفوقين من أبناء «وعد» التي ألقتها باللغة الانجليزية يارا محمد الأحمدي استهلتها بطرح الأحلام والأماني التي تراود الأطفال في أن يكونوا أطباء ومهندسين ومحامين وأساتذة ويتقمصوا هذه الأدوار في لعبهم. وقالت الأحمدي: «كلنا لدينا أحلام وقد تتغير عندما نكبر، ولكن لن تزول وتختفي، وأنا أقف أمامكم الآن سيكون الكثيرون منا نحن الخريجين قد غادرنا طفولتنا وانهينا جزءاً من حياتنا وولجنا إلى عالم آخر ونحن على يقين بأن بعض أحلامنا يمكن ان يتحقق وأن نترجم هذه الأحلام الى حقيقة، لذلك واصلوا حلمكم واسعوا لتحقيقها».

وبدورها، هنأت لجنة الرحاب للدعم النفسي والانساني في كلمة ألقتها زينب خميس المتفوقين والمتفوقات، وحيّت الصبر والتعب الذي بذلوه من أجل تحقيق النجاح والتفوق على رغم كل المصاعب والآلام.

وقالت: «لقد حصدتُّم اليوم كل ما بذلتموه من عناء وتعب وعطاء خلال عامكم الدراسي الماضي، وتكلل ذلك بالنجاح والتفوق، والذي آمل أن يبقى مشرقاً في دروب حياتكم العلمية والعملية»، مشيدةً بالجهود التي بذلها الآباء والأمهات لتوفير الجو المناسب للطلبة للدراسة والتفوق.