أعلنت مجموعة سيتي جروب المصرفية الأميركية ووزارة العدل الأميركية، أمس الأول (الاثنين)، موافقة المجموعة على دفع غرامة قدرها 7 مليارات دولار لتسوية التحقيقات التي تجريها السلطات الأميركية في مبيعات المجموعة من الأوراق المالية المضمونة بقروض تمويل عقاري قبل تفجر الأزمة المالية الأميركية العام 2008. وتنهي هذه التسوية الاتهامات التي توجهها وزارة العدل وعدد من الولايات الأميركية ومؤسسة التأمين على الودائع الاتحادية إلى المجموعة المصرفية في تعاملات المجموعة في الأوراق المالية المضمونة بقروض عقارية وإعادة هيكلة هذه الأوراق وخفض قيمتها خلال الفترة من 2003 إلى 2008.

وذكرت سيتي جروب أنها ستدفع 4 مليارات دولار كغرامة مدنية لوزارة العدل و500 مليون دولار للمدعين العموم للولايات ومؤسسة التأمين على الودائع الاتحادية. وسيتم سداد باقي الغرامة بنهاية 2018 في أشكال متعددة لمساعدة العملاء في تحمل الخسائر التي تعرضوا لها أثناء الأزمة المالية.

وقال وزير العدل الأميركي إيريك هولدر: «كجزء من التسوية اعترفت سيتي جروب بأنها قدمت معلومات خطيرة خطأ للرأي العام بشأن قروض التمويل العقاري التي ضمنتها... هذه غرامة تاريخية تناسب قوة الأدلة على الأخطاء التي ارتكبتها سيتي». وأضاف أن أنشطة المجموعة المصرفية ساهمت بدرجة ما في الأزمة المالية التي «ضربت اقتصادنا في 2008»، مشيراً إلى أن التسوية لن تعفي سيتي جروب ولا موظفيها من أي اتهامات جنائية محتملة.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة سيتي جروب، مايكل كوربات إن التسوية «ستنهي كل التحقيقات المدنية العالقة وذات الصلة بخفض قيمة الأوراق المالية وإعادة هيكلتها وأنشطة إصدار الأوراق المالية (الأوراق المالية المضمونة بقروض عقارية سكنية والتزامات الديون المضمونة)». وأضاف «نعتقد أن هذه التسوية هي أفضل ما يمكن بالنسبة لمصلحة مساهمينا وتتيح لنا المضي قدماً للتركيز على المستقبل وليس الماضي».

وذكرت سيتي جروب، وهي ثالث أكبر مجموعة مصرفية في الولايات المتحدة من حيث قيمة الأصول، أن أرباح الربع الثاني من العام الجاري قبل حساب الضرائب ستتحمل نحو 3.8 مليارات دولار على خلفية هذه التسوية.

يذكر أن باقي البنوك الكبرى في الولايات المتحدة ومنها «جيه.بي مورجان تشيس» وافقت في وقت سابق على دفع غرامات كبيرة لتسوية نزاعات مماثلة. وكان جيه.بي مورجان تشيس قد وافق على سداد 13 مليار دولار، في حين تجري السلطات الأميركية تحقيقات مع بنك أوف أميركا حيث يمكن أن يواجه غرامات كبيرة. يأتي ذلك فيما أعلنت سيتي جروب تحقيق أرباح صافية خلال الربع الثاني من العام الجاري قدرها 181 مليون دولار وهو ما يقل كثيراً عن أرباح الفترة نفسها من العام الماضي وكانت 4.2 مليارات دولار. وبلغت إيرادات سيتي جروب خلال الربع الثاني من العام الجاري 19.2 مليار دولار مقابل 20.5 مليار دولار في العام الماضي. وكانت سيتي جروب قد سوت في أبريل/ نيسان الماضي نزاعاً قضائياً مع المؤسسات الاستثمارية ودفعت أكثر من 1.1 مليار دولار. وعلى رغم أن هذه المجموعة تعد من بين الخاسرين في الأزمة المالية، فإنها نجحت في تعديل أوضاعها العام الماضي لتحقق أرباحاً مذهلة قدرها 13.9 مليار دولار بزيادة نسبتها 84 في المئة سنوياً.