ليست هي المرة الأولى التي يتقاتل فيها الغزاويون والصهاينة، وليست هي المرة الأولى التي يتقاتل فيها العرب مع الصهاينة، فقد جرت معارك عدة بينهم ابتداء من الاحتلال الصهيوني لأجزاء من فلسطين سنة 1948 وإلى الآن. ومن المؤكد أن هذه الحرب لن تتوقف إلى أن يخرج الصهاينة من فلسطين التي احتلوها ظلماً وعدواناً، ولكن الذي يختلف في حرب الغزاويين مع الصهاينة في الحرب القائمة هذه الأيام أنه للمرة الأولى في تاريخ هذه الحروب نجد أن بعض العرب يقف إلى جانب الصهاينة ويشجّعهم على قتل الغزاويين!
هذا النوع القبيح من العرب هم أكثر تصهيناً من الصهاينة أنفسهم، وهم أشد خطراً على العرب وبلادهم من الصهاينة، وعندما تقرأ ما يكتبون تشعر بفداحة الأمر، وتستغرب من حجم البلاهة والحقد التي يحملها هؤلاء على أهل غزة. كما تصاب بالدهشة من درجة عبوديتهم للصهاينة واستساغتهم لجرائمهم وإرهابهم الذي يمارسونه على الغزاويين. ولو كان هؤلاء يعقلون لعرفوا أن الصهاينة يخططون للتمكن منهم ولو استطاعوا لفعلوا بهم كما يفعلون بأهل غزة الآن أو أسوأ من ذلك بكثير ولكنهم قومٌ لا يعقلون.
حرب الصهاينة مع غزة لن تتوقف إلا إذا توقفت المقاومة تماماً، فالمقاومة وحدها هي التي تزعج الصهاينة، وهي التي تذكّرهم دائماً أن وجودهم على أرض فلسطين لن يدوم إلى الأبد، والمقاومة وحدها هي التي تقول لهم إن الأمن الذي ينشدونه لا يمكن أن يتوفر لهم في هذه البلاد وأن عليهم أن يبحثوا عنه في مكان آخر، كما أن عليهم أن يعودوا من حيث أتوا!
هذه المعاني هي التي تقلق الصهاينة وأجيالهم، ولهذا فهم مستعدون لعمل كل شيء من أجل إزالة هذه الأفكار من عقول الفلسطينيين أولاً، ثم من عقول العرب ثانياً، لكي يخلوا لهم الجو ويعيشوا آمنين. ولهذا عملوا الكثير من أجل تحقيق أهدافهم، واستعانوا بأصدقائهم، خصوصاً أميركا، من أجل تحقيق هدفهم كما استعانوا ببعض العرب من هنا أو هناك، ليؤدوا دوراً في تمكين الصهاينة من أرض فلسطين. وقد نجحوا في ذلك إلى حدٍ ما، فرأينا من الحكام من يغض الطرف عن جرائمهم ورأينا من الإعلاميين العرب من يدعوا صراحةً إلى قتل الغزاويين، وإلى عدم فتح معبر رفح لجرحاهم كي يموتوا سريعاً. ومضى بعض المتصهينين إلى تبرير جرائم الصهاينة وتحميل حماس مسئولية ما يحدث في غزة. فكانت تبريراتهم متطابقة تماماً مع تبريرات الصهاينة وكأنهم كانوا يتحدثون بنفس اللسان وبنفس المنطق الأعوج.
أكثر من متصهين ادعى أن حماس هي التي تتحرش بـ «إسرائيل»، وأنه لولا هذا التحرش لما حدثت الحرب! وتناسى هؤلاء الجرائم اليومية التي ترتكبها «إسرائيل» ضد الفلسطينيين، كما تناسوا أصل المشكلة وتبعاتها. وكأنهم يطلبون من الضحية الاستمرار على السكوت والصبر رغم الاستنزاف اليومي الذي يلاقيه من عدوه! فإن ضاق ذرعاً بما يعانيه وعبر عن تبرمه ولو بأبسط الأشياء أصبح هو المتهم، وأما الفاعل الرئيس فهو البرئ المستفَز!
حركة حماس لم تعترف بخطف المستعمرين الثلاثة ولا بقتلهم، والصهاينة لم يجدوا دليلاً عليها وإلا لقالوه، ولكنهم أدركوا أن الوضع العربي الهش فرصة قد لا تتكرر، فعزموا على حرب أهل غزة، وليس من الضروري البحث عن مبرر مقنع، فهم أهل القوة، وأميركا وبعض حكام العرب معهم، فلماذا يضيعون هذه الفرصة الذهبية عليهم؟
الإعلام المصري كان هو الأسوأ على الإطلاق! ويبدو أن هؤلاء المرتزقة شعروا أن الوضع يساعدهم على تقيؤ سمومهم وتفاهاتهم فقالوا عن الغزاويين ما لم يقله مالك في الخمر! وتناسى هؤلاء الأعداد الكبيرة من الجنود المصريين الذين قتلهم الصهاينة ظلماً وعدواناً وهم أسرى لديهم. وكان الأجدر بهؤلاء المرتزقة المطالبة بتحميل الصهاينة دم أولئك الجنود الشرفاء بدلاً من التصفيق لهم وهم يقتلون المسلمين في غزة، ولو تمكنوا في المستقبل لفعلوا الشيء نفسه في القاهرة أو غيرها، وتاريخهم الأسود يشهد على ذلك. وهؤلاء لا يحترمون أي اتفاقية أو عهد، فكم من اتفاقية نقضوها مع مصر ومع الحكومة الفلسطينية فهل مثل هؤلاء يوثق بهم؟
الإعلام العربي عموماً لم يكن في مستوى الحدث! بل إن معظمه لم يكن محايداً على الإطلاق؛ كما أن الجامعة العربية هي الأخرى كانت كما نعهدها! وقلت مراراً إن هذه الجامعة ماتت منذ زمن طويل فلم تعد تعبر عن العرب ولا عن قضاياهم، بل أصبحت عبئاً على الشعوب العربية.
الأزهر هو الآخر أصبح حاله مثل حال الجامعة العربية، فلم يصدر بيان استنكار إلا بعد ثلاثة أيام وكأن المسألة بحاجة إلى كل هذه المدة لمعرفة ما يجب فعله! طبعاً منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، كلها كانت على نفس الوتيرة؛ «لاحس ولا خبر»، ولو أن تلك المنظمات قامت بدورها المفروض عليها لاستطاعت تجييش العالم الإسلامي كله ضد الصهاينة لكنهم لم يفعلوا.
«إسرائيل» ماضية في جرائمها ولن تتوقف عنها على الإطلاق إلا إذا عاد العرب إلى رشدهم، وأدركوا فداحة الخطب، وأن الاستكانة إلى الصهاينة لن تفيدهم في شيء. وأميركا هي الأخرى لن تتوقف عن مساعدة الصهاينة لأنهم يحققون لها مصالحها، أما الفلسطينيون إجمالاً، فلن يتوقفوا عن المقاومة لأنهم يُقتلون كل يوم وتصادر حرياتهم وتهدم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم، وعلى العرب أن يختاروا الطريق الأصلح لهم.
أما صهاينة العرب فقد أثبتوا أنهم من حثالة البشر، وسيدركون كم هم تافهون، وكيف أن هذه الأجيال ستلعنهم كما هي الأجيال القادمة.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 4329 - الإثنين 14 يوليو 2014م الموافق 16 رمضان 1435هـ
علماؤكم حرموا الدعاء لحزب الله
في حرب الصهاينة مع حزب الله عام 2006 علماؤكم حرموا الدعاء لحزب الله فهل ينطبق عليهم ما تقوله الان
سيثبت لكم محور المقاومة انه على حقّ
محور المقاومة اثبت ويثبت كل يوم انه صاحب المنطق السليم والصائب وصاحب طريق الحق وموقف الدول العربية ضد محور المقاومة واشعال الحروب انتقاما من مواقفه التي احرجتهم هو دليل على نجاح محور المقاومة في طريقه
ومن هي تلك الدول التي ساندت فلسطين في 1948 الى يومنا هذا؟
ومن هي تلك الدولة الخليجية من المستعربين التي لم تذكرها التي تكونت على أساس اغتصاب فلسطين? وهي اليوم تلعب جهارا في سوريا والعراق ولبنان والبحرين وطبعا فلسطين....اذكرها لو سمحت،واذكر أيضاً ان المقاومة اللبنانية والدولة السورية وإيران هم من ساندوا الفلسطينيين....حامض في عين كل من يتغنى ببغضاء الطائفية.
كيف لي بكم اذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا =جزء من حديث شريف
صاحب الارض الاصيل وصاحب الحق الاصيل يعتبره البعض من العرب معتديا والمحتلّ الصهيوني المغتصب للارض وأولى القبلتين يعتبر معتدى عليه. هكذا اصبح حال الأمة وكيف لا وقد تنبأ النبي الأكرم بهذا انقلبت المقاييس كلها لدى العرب
مغامرة
نفس الكلام قالوه عن السيد حسن نصر الله في حرب تموز 2006. مغامرة.وانتصر صاحب املغامرة وسينتصر اخواننا الغزاويون ان شاء الله على عدونا الارعن.
المقاومة الاسلاميه في لبنان في حرب 33يوم
من كان معهم من انظمة العرب واثرياءها من كان معهم من المنظمات الرسمية والدينيه كالجامعة العربيه والازهر وغيرها .. كان الله معهم وكل عربي شريف معهم .. اسموهم مغامرون وتآمروا عليهم في الداخل والخارج ولكن الله نصرهم وثبت اقدامهم كان نصرا إلهيا بحق وهكذا من كان مع الله كان الله معه ... تحية اجلال وتقدير لكل مقاوم شريف وجه سلاحه باتجاه العدو الاوحد اسرائيل ولا سواها
لا لوم على المصريين
فحماس وغزة اكثر من ساندت الاخوان ومنهجهم فكانوا الجار الضاار بالنسبة للمصريين كما كانوا واعني حماس ناكرين لمعروف سوريا طيلة سنوات الاحتلال وعضوا اليد الوحيده بعد ايران التي امتدت اليهم لقد كانوا اسوء مما تخيلت ولم اتوقع يوما ان فلسطيني يشارك في تفجيير نفسه في ابرياء من سوريا او لبنان !! على الفلسطينين مراجعة اخلاقياتهم قبل كل شي
مصطلحات جديده اخي الكاتب
صهاينة .. مقاومة .. لم نعتد من كتاب الخليج ذلك ،خطوه في الاتجاه الصحيح فقد نسمع يوما في الاعلام الرسمي وفي نشرات الاخبار مصطلح العدو الصهيوني وقد نسمع المقاومة الاسلاميه بدلا من بما يسمى بحزب الله !!
فعلا صهاينه ولكنهم صدقوا مع انفسهم
اصبت بصدمة للوهلة الاولى لسماعي صهاينة العرب كما اسميتهم وهم يقولون واحنا مالنا !! ولكني احترم فيهم صدقهم مع انفسهم على عكس باقي الاقوام الذين يعطون كسرة خبز لفلسطين ويعطون الوقود لاسرائيل لتزويد طائرات اف 16 هؤلاء بربك ماذا تسميهم وهم نفسهم من قال عن مقاومة لبنان مغااامرون !!
الحمد
الحمد لله لم اجد اسم بشار ولااسم ايران. بس اليوم المفروض توضع امساء ودول الخليج وتركيا
يالطيب
كان المفروض يذكر سوريا وايران لان الصواريخ اللي تنطلق من غزه ايرانيه سوريه ولو كان ملتوف خليجي انرمى على صهيوني لرأيت هذا الكاتب يتباهى ويكرر المدح والثناء بسبب ذلك الملتوف
عبد علي البصري
شكرا جزيلا اخي العزيز المحترم نظره نقديه مستقله صادقه تنم عن صفاء السريره وطيب الخلق قل الحق ولو على نفسك هكذا علما القرآن . كما اطلب منك اخي لو سمحت أن تكتب على صفحه الكوكل ((الحر ابن يزيد الرياحي )) طبت وطاب قلمك .
ياالله
ياالله راونا ربعك الغيورين على سنة العراق خلهم يغارون على سنة غزة يا غيور.
للأسف حماس مثل باقي الحركات الفلسطينية
كثير من الحركات الفلسطينية دائمن تجدهم يشاركون في اي صراع في الساحة العربية مما يؤثر عليهم مكثرا