مجالس المنامة الرمضانية... بسيطة الشكل والمكان، بعيدة عن الرسميات والشكليات، غنية بالمضمون والحضور، تمسكت بطابعها التقليدي، وباتت بانوراما اجتماعية سنوية، تمسكت بطابعها التقليدي، لتستذكر ماضيها الجميل الذي أخفاه التطور العمراني والتوسع السكاني والتمدن.
عشرات المجالس، والمنازل، وكذلك المآتم تفتح أبوابها سنويّاً لقراءة القرآن والأدعية والأذكار، تتخللها فعاليات ثقافية ودينية واجتماعية، يحضرها الصغير قبل أبناء الجيل القديم؛ لأنها باتت مجتمعاً مختلفاً، يوفر ما افتقده الجميع من الماضي الاجتماعي بعد سطوة التطور العمراني والتوزع السكاني الذي شتت أهالي الأحياء المعروفة بـ «الفريق»، وجعلهم لا يلتقون إلا في المناسبات فقط، إلا أن لشهر رمضان ومجالسه نكهة مختلفة تماماً.
فعلى رغم التطور المدني، فإن مجالس المنامة، وكذلك غيرها من المناطق، أصرت على المحافظة على شكلها البسيط والتقليدي بعيداً عن كل الرسميات والشكليات، فتجدها في أزقة ضيقة، وبإمكانيات بسيطة للغاية، على رغم استقبالها لكبار القادة السياسيين في البلاد، فضلاً عن الوزراء والمسئولين والدبلوماسيين وغيرهم، حتى بات هذا الطابع عنصر الجذب والجمال في هذه المجالس.
واتسمت المجالس الرمضانية في المنامة بتنظيم فعاليات ثقافية ودينية وتوعية مستمرة، وتطور الحال بها خلال الأعوام الأخيرة إلى تعزيز مفهوم الكفالة الاجتماعية الذي يرتقي بالمجتمع في المنطقة ككل، من خلال برامج رعاية الأيتام والشنطة المدرسية وتوفير المكيفات وأجهزة التبريد وغيرها للأسر المتعففة.
ولم تكن مجالس المنامة الرمضانية بعيدة عن السياسة وتجاذباتها، إلا أنها حرصت وبطلب من القائمين عليها على أن تكون بمنأى عن أي خلافات وتنافر قد ينتج عنها، وذلك حرصاً على عدم فشل مشروع هذه المجالس وتسلط الأجواء السياسية على فحوى وهدف المجلس الرمضاني، حيث نظمت الكثير من الفعاليات السياسية التي تحدث خلالها سياسيون عن الوضع الأمني والسياسي في البلاد، واستهدفت في الأغلب فئة الشباب والمراهقين فضلاً عن الكبار.
واستهوت المجالس الرمضانية في المنامة الكثير من السواحل والأجانب ممن يتوغلون داخل الأحياء القديمة نظراً إلى قربها من سوق المنامة القديمة الذي يقصدونه ضمن برامجهم السياحية، وحضر الكثير منهم بعض المجالس، وأبدوا إشادتهم بالطبيعة التقليدية والبسيطة والمحافظة للمجتمع الأهلي في المناطق القديمة التي مازالت تحافظ على طابعها الذي يعكس تاريخها الإسلامي والثقافي.
وتزامنت المجالس الرمضانية الرجالية مع أخرى نسائية، طُورت بعضها إلى جانب قراءة القرآن والتزاور، بتنظيم محاضرات نسائية دينية وتوعية وثقافية.
العدد 4329 - الإثنين 14 يوليو 2014م الموافق 16 رمضان 1435هـ