بين إجابة الممثل المصري الكوميدي سعيد صالح على سؤال: ما هو المنطق؟ في مسرحية «مدرسة المشاغبين» وبين ما يدور حولنا هو: رسوبُ العرب بامتياز في درس المستقبل!
كأنها كتابة تسخر من المنطق الذي يُراد له أن يسود في حياة الناس، مثلما تسود القوانين التي ننام عليها ونصحو وقد أحكمت الخناق علينا بين طرْفة عين وانتباهتها!
تحاول أن تكون منطقياً وعاقلاً؛ لكن كيف يحدث ذلك في بلاد تنتج الهذيان في أسوأ درجاته؟ الهذيان الذي يتحكّم في مفاصل كل شيء؟
في ما نرى، المنطق الوحيد الذي يمكن أن يُعتدّ به هو أن تكتفي بالإصغاء للهراء من حولك. ستكتشف أنه أفضل من أية حبَّة ڤاليوم! يراد للناس جميعاً أن يستسلموا بالركون إلى ذلك القرْص السحري. لذلك القرص منطقه أيضاً: منطق أن تغيب وتكون في حال انفصال وانعزال عمّا يدور حولك. وهو المطلوب إثباته؛ بحسب ما تعلّمناه في الدروس الأولى للمعادلات الرياضية في مادة الجبْر.
وفي التفاصيل من حولنا، لن نكون بمنأى حتى عن سطوة الأمثال الشعبية التي لها منطقها هي الأخرى. منطق قائم على التبرير و»التجحيش» أحياناً. خذ مثلاً «إمشي جنب الحيطْ»، لن تشك لحظةً أن من ورائه رجل مقاولات مجهولاً وفاسداً في الوقت نفسه. قد تمشي «جنب الحيطْ» ذاك ليقع عليك، ويذهب دمك هدراً بين قبائل من المقاولين الفاسدين! ذلك المثل الذي قفز من الوعي الشعبي وقرّر أن المنطق هو أن «تمشي جنبه»، كي تنأى بنفسك عن الاحتجاج والإشارة بسبّابتك إلى الخلل والفساد!
والبعض يريد للمنطق أن يخضع لنشرة الأحوال الجوية، وينسجم مع حركة الفصول، والذين تدخل معهم في مواجهات ومماحكات أكثر من الدخول في حال الإقناع – على أقل تقدير – بالمنطق القريب الذي لا يختلف عليه بشران، فيطلع عليك من يرى في المنطق تهوّراً، وإلقاء بالنفس إلى التهْلكة. ببسيط العبارة يريد أن يقنعك بـ: ما يبدو تهوّراً في زمن، يصبح منطقاً في زمن آخر! وهنا بحسب الجهة التي تروّج لمثل تلك الحكمة التي تبدو مليئة بالمنطق، ولكنها مليئة بالألغام في الوقت نفسه، عليك أن تُذْعن وتقتنع بمنطق الوقت الذي يُمْلى عليك، وهو في الواقع منطق الذين يتحكّمون في الوقت.
وإذا ركنّا إلى منطق العرب الغابر والمعاصر، فسنجد أن العرب قررّوا أن يكون لهم منطقهمُ الفريد: أن يكونوا مخلصين للفوضى والعبث! وبهذا الفهم، والأهم من ذلك، بهذا الواقع الذي نشهد: العرب لا يحتاجون إلى المنطق، تماماً كالأموات! وبهذا الفهم أيضاً، وهو واقعي تماماً، تصبح الحياة بالمنطق الذي يُراد نفيه من دنيا العرب، لا يختلف كثيراً عن أي موْت سريري!
المأساة الكبرى في كل ذلك، هو ما تم تقعيده وتأصيله في حياة الناس كي يكون سلوكاً ومنطقاً، على مستوى الفقه والممارسة وخلال أكثر من عشرات القرون، مما لا أصل له إلا لدى من اخترع وفرّغ أموال بيوتات المال كي يقرَّ في وعي الناس: منطق الصبر على الأذى والظلم الذي يمارسه ويسلكه بعض الذين يتحكّمون في شئون ومصير شعوبهم. مثل ذلك المنطق والترويج له، هو ترويج مباشر وصريح لانقراض الجنس البشري!
وفي الحديث عن انقراض الجنس البشري لدينا من الهستيريا الحيوانية «الداعشية» ما يغنينا عن صداع المنطق و»مِنَ» سعيد صالح الذي قرر في المسرحية المذكورة في بداية المقال أن تحتل لوح الفصل كله كي ينهي المسألة والصداع!
«داعش» يقدّم اليوم منطقَ واقع عصر الكهوف في الألفية الجديدة!
تحمل صورة الخراب والدمار اللذين يصنعهما كيان «داعش» ومن قبلها الكيان الصهيوني منطقاً لا هوادة فيه في اجتثاث أهل الأرض. بالتذويب الذي تمارسه تحت مسمى تحطيم الحدود، وشحن القتلة من أصقاع الأرض كي يكونوا ولاة لأمير المؤمنين على الأراضي التي تتم السيطرة عليها على حساب تهجير أهل الأرض، وتغيير البنية الديمغرافية. ذلك يُقدَّم إلى العالم اليوم باعتباره منطق الله والرسول والدين و»السَلَف الصالح»، وما هم إلا نَقَلَة لذلك المنطق. تلك صورة لن يفلح أحد في إقناع أصحابها بما هو مُشاهد ومُعاين اليوم.
وقبل الكيانين السرطانيين، ثمة واقع لأنظمة عربية لها منطقها: أن تكتفي بالصمت والتفرّج على ما يحدث! فلا الصوت ولا الصورة أقنعتهما أن الدول التي يديرون شئونها؛ أو فوضاها، كما شئتَ، ليست مستثناةً من منطق العربدة من قبل الكيانين.
في المقابل، لتلك الأنظمة صورتها الباردة والمنعزلة عمّا هو خارج حدودها. هي مشغولةٌ بتراكم منطق الخراب الذي تمارسه في الداخل أيضاً!
بكل ذلك وبتعريف سعيد صالح للمنطق، نحتاج إلى لوح بحجم المجرّة كي نترك عليه انطباعاتنا مذ وعينا على الذين تعاملوا من دون منطق مع البشر وحتى البهائم والأشياء!
العدد 4328 - الأحد 13 يوليو 2014م الموافق 15 رمضان 1435هـ
داعش
من اين ظهرت داعش من الاسلام السياسي سؤاء السني اوالشيعي فكلهم دواعش في اوربا عندما ارادوا تطويربلدانهم جابوا رجال الدين المسيحين وقالوا لهم اي العلم والتطور واما فية شي اخر انتم مكانكم الكنيسة ودعونانخترع نطور البلد وهدا ينطبق علي رجال الدين عندنا مكانهم المسجد للوعض والارشاد ودعوا العلمانين يقودون البلد وشوف ادا حصلت علي داعشي سني اوشيعي اللة يرحم عبدالناصر والقدافي والاسد وصدام حسين وعبدالفتاح اسماعيل وقحطان الشعبي
القرآن الكريم
لدينا اخ الكريم ابلغ واحكم بيان في العلم والادب والمنطق وهي القرآن الكريم ولكن الاعاجم وغير العرب استفادوا اكثر من العرب والعرب لسؤ تدبيرهم وعصبيتهم اخذوا القشور وهذا الكلام لا ينطبق على الكل طبعا ودمتم