العدد 4327 - السبت 12 يوليو 2014م الموافق 14 رمضان 1435هـ

وزارة هندية كاملة لتنظيف نهر الغانج فقط لا غير

كانت واحدة من أولي القرارات التي اتخذها رئيس وزراء الهند الجديد، نارندرا مودي، فور تنصيبه يوم 26 مايو، هي إنشاء وزارة متخصصة تحت إشراف وزير الموارد المائية، لتولي عملية تنظيف نهر البلاد الوطني: الغانج.

ومع ذلك، لم يكد يرد أي ذكر لأكبر روافد نهر الغانج " -"يامونا"- الذي يعتبر واحدا من أكثر الأنهار تلوثا في العالم، والذي تتجاهله السلطات رغم أنه يوفر للعاصمة دلهي نسبة 70 في المئة من احتياجاتها من المياه.

يذّكر الناقدون بأنه بعد فوزه الساحق في مجلس النواب الانتخابات، كرر حزب نارندرا مودي اليميني الهندوسي القومي "بهاراتيا بهارتيا"، إشارات عديدة لتلوث نهر الغانج (بما في ذلك تنظيم لقاء وطني بشأن نهر الغانغ بمشاركة كبار الخبراء) بينما تجاهل تماما رافده الأكبر، يامونا.

لكن هذا الإهمال والتجاهل ليس جديدا. فعلى الرغم من ملايين الدولارات التي تضخ في العديد من المخططات الطموحة التي تمولها الدولة، وكذلك التدخل المباشر من قبل المحكمة العليا والجهات الحكومية، تحول نهر "يامونا" الاسطوري إلي مجرد ممر للمياه النتنة.

فوفقا للمجلس المركزي لمكافحة التلوث -وهو أكبر هيئة لرصد التلوث في البلاد- تساهم العاصمة دلهي وحدها بما يبلغ 80 في المئة من التلوث الذي يعاني منه هذا النهر الذي يبلغ طوله 1،370 كيلومترا. وفي عام 2010، أشارت المحكمة العليا الهندية إلى "يامونا" بوصفه "مستودع القذارة"، لا مجرد "النهر القذر".

"يامونا" يلعب دورا محوريا في الحياة في دلهي، ويوفر المياه لنحو 57 مليون شخصا يعيشون في سهوله الفيضية. والأهم من ذلك، تستخدم 92 في المئة من مياهه لري 12.3 مليون هكتارا من الأراضي الزراعية التي تغذي جزءا كبيرا من أهالي الهند البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة.

بل وقد شجع الجمال الباهر لنهر يامونا، المغول علي بناء واحدة من أروع المعالم على ضفافه: تاج محل.

ومع ذلك، فيتضرر هذا النهر بالتلوث الضخم الناتج عن كميات القمامة الضخمة الذي تلقيها في مياهه الملايين من الأسر، ومرافق الصرف الصحي، وتآكل التربة بسبب إزالة الغابات، ناهيك عن المواد السامة الكيماوية كمبيدات الحشرات والأسمدة.

هذا وقد دق التقرير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في 9 مايو الأخير عن نوعية الهواء في المناطق الحضرية، أجراس الإنذار في أروقة السلطة في دلهي. فوفقا لهذا التقرير، تعتبر نوعية الهواء في دلهي الأسوأ في العالم، حيث تفرغ الصناعات الملوثة، دون مبالة، الكثير من نفاياتها في "يامونا" في غياب إجراءات عقابية قوية.

وبدورهم، يشدد خبراء علي أن مدى تلوث نهر "يامونا" أصبح مروعا بحيث أصبحت تغطي مياه الآن طبقة سميكة دائمة من الرغوة. كذلك فغالبا ما يوصف "يامونا" أيضا باسم "النهر الميت" بسبب ممستوي التلوث الذي يحول بالفعل دون بقاء الأسماك أو الأحياء البحرية الأخرى على قيد الحياة فيه.

وعلى الرغم من أن عددا كبيرا من المنظمات غير الحكومية ومجوعات الضغط وحركات المواطنين تنشط في تنظيف يامونا، فتعتبر كل هذه الجهود مجزأة ومتفرقة ولم تسفر عن أي فوائد ملموسة، نظرا لحجم المشكلة وأبعادها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 12:48 م

      لماذا لا نفعل ذلك نحن

      يا ريت نقتدي بالهند في نظافة شوارعنا و شواطئنا و تكون في حملات تطوّعيه للمدارس و الموظفين و حملات توعويه لنظافة بلدنا و تشجير الشوارع و المساحات المفتوحه للتقليل من الغبار. اتمنى المسؤولين يسمعوني. النظافه مسؤولية الجميع

    • زائر 4 | 9:10 ص

      وش ينظفون فيه

      ديانتهم تقول ان اذا ماتت امرأة حامل لايجوز حرقها بل رميها في النهر واذا مات طفل ايضن يتم رميه في النهر وهذا كفيل بتلوث هذا النهر عوضاً عن الاوساخ والملوثات اللتي ترمى فيه

    • زائر 3 | 5:57 ص

      .....

      توجد معلومه في المقال غير صحيحة . حيث ذكر في المقال ان طول النهر هو 1.3كلم فقط و الصح و هو 2500 كلم . لذا و جب التصحيح اخواني

    • زائر 2 | 1:51 ص

      بس مدير

      نحتاج الى مدير فقط لتنظيف خليج توبلى ليعود كما كان مليئا بالحياة والخير كما كان .لقد قضت الثوره الصناعيه على اهم الانهار والبحيرات فى اوربا بسبب التلوث ولكن تدارك السياسييين الامر واعادوها الى سابق عهدها واصدروا تشريعات لحمايتهاوعقوبات لمن يلوثها ونحن نسمع منذ ثلاثين سنه قرارات عن خليج توبلي ولا زال التلوث فى اردياد حتى مات او اصبح مصدر خطير للامراض بسبب تلوث الاسماك ولا يوجد قرار يمنع الصيد او اكل هذه الاسماك وبعدين يكولون ليش هالامراض فينا .

    • زائر 1 | 1:50 ص

      في موك

      شغلهم تكتيك... اذا نظفوا الرافد الأساسي راح ينظق الغانج مرة واحدة للأبد وبعدين بيصير ما عندهم شغل لكن اذا خلوا الرافد يتدفق بالاوساخ رايح يظلون يشتغلون... فكر انا ما في معلوم

اقرأ ايضاً