يكثر الحديث عن احتمال بروز خريطة جديدة لـ«الشرق الأوسط» بسبب اندماج الصراعات الدموية عبر سورية والعراق، إضافة إلى ما يجري في عدة بلدان أخرى في المنطقة، مثل اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وذلك لأن هذه الصراعات تتخذ من الانتماءات الطائفية والقبلية والعرقية محاور للتحالفات على أرض الواقع، بشكل مختلف جدّاً عما خططت له اتفاقية «سايكس - بيكو» بين بريطانيا وفرنسا في العام 1916.
هناك شيء يسمى «أثر الفراشة» Butterfly Effect فيما يتعلق بـ «نظرية الفوضى». ففي علم الرياضيات هناك حقل يسمى «نظرية الفوضى»، والتي تجد لها تطبيقات في عدة تخصصات حاليّاً، بما في ذلك الأرصاد الجوية والهندسة، ويزداد الحديث مؤخراً عن تطبيقات هذه النَّظرية في علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع.
«نظرية الفوضى» تدرس السلوك الفوضوي في النظم الطبيعية، مثل الطقس والمناخ وغيرهما، وهذه الدراسات تعتمد على معادلات رياضية لها معطيات ونتائج. وقد اكتشف العلماء أنَّ المعادلات الرياضية للسلوك الفوضوي تكون نتائجها مختلفة بصورة كبيرة جدّاً في حال تغيرت المعطيات (المدخلات الأولية) بشكل صغير جدّاً. فمثلاً، يمكن لفراشة تطير على ساحل البحر في أميركا الجنوبية أن تتسبب بإعصار في أميركا الشمالية... بمعنى أن أثر الفراشة الصغير جدّاً يتطور - عبر المعادلات الرياضية للسلوك الفوضوي - وينتج عنه شيء كبير جدّاً. ولقد سمعنا مثلاً عن «الفوضى الخلاقة»، وغيره من التعبيرات التي تحاول نقل ما يحدث في علوم الطبيعة إلى علوم الاجتماع والسياسة.
لقد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً بتاريخ (28 سبتمبر/ أيلول 2013) للكاتبة «روبن رايت»، تحدثت فيه عن أن خريطة الشرق الأوسط الحالية في «حالة يُرثى لها»، بسبب الحرب المدمِّرة في سورية، والتي اعتبرتها نقطة تحوُّل، وأنَّ بروز «القوى النابذة لبعضها بعضاً»، والتي تتنافس على أساس الانتماء إلى الطوائف والقبائل والأعراق، من الممكن أن تؤدي إلى تقسيم خمسة بلدان عربية إلى 18 بلداً، وأنَّ مثل هذا ربما يكون من «العواقب غير المقصودة للربيع العربي».
مثل هذا الحديث ليس جديداً، فالمستشرق البريطاني - الأميركي «برنارد لويس» كان قد طرح بعد تحرير الكويت في مطلع التسعينات، أنَّه آن الأوانُ لإعادة التفكير في خريطة الشرق الأوسط. كان حينها الحديث يدور حول أنَّ كل شيء تغيَّر بعد انتهاء الحرب الباردة، وبعد احتلال وثم تحرير الكويت، وأنَّ العالم بدأ يشهد نظاماً جديداً. الأحداث الجسام كانت حينها تمر بسرعة (بشيء مماثل لما يجري حاليّاً)، وأن بروز أميركا بصفتها القوة العظمى الوحيدة (بعد انهيار الاتحاد السوفياتي آنذاك) يحتِّم صياغة خريطة جديدة للشرق الأوسط.
بعد ذلك بدأ الحديث عن «الشرق الأوسط الكبير»، وذلك بصيغ مختلفة. ففي البداية كان الحديث عن شرق أوسط كبير يحتوي جميع الدول العربية، وإسرائيل، وإيران وتركيا ودول آسيا الوسطى... وفي 2004 تغيرت الفكرة، إذ إنَّ تركيا تود اعتبار نفسها جزءاً من أوروبا، وتمَّ الاقتصار على الدول العربية (في غرب آسيا وشمال إفريقيا) وإسرائيل وإيران وباكستان وأفغانستان، وعلى أساس هذه الخريطة الجديدة، عرضت أميركا فكرة «منتدى المستقبل» بين الدول الثماني وحكومات دول المنطقة، التي تودُّ السير على فكرة إعادة صياغة المنطقة على نهج جديد تقوده أميركا.
بعيداً عن التخرصات، فإنَّنا نمرُّ بمخاضات عسيرة، وشعوب المنطقة كانت قد حُرمت قبل مئة عام من تحديد مصيرها بنفسها، وكان نتيجة ذلك استبدادٌ وهدرٌ للإمكانات وضياع للفرص. لكن ما يجري حاليّاً ليس سوى عبث وقتل وإرهاب وخراب، وهو غير قابل للبقاء؛ لأنه لا ينفع الناس في شيء، ولا يمكنه أن يمكث في الأرض.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4327 - السبت 12 يوليو 2014م الموافق 14 رمضان 1435هـ
و ما كيد فرعون الا في تباب ....
فرعون موسى كان من الطغاة حاك المؤامرات و قتل الناس و أمر باستباحة اعراض النساء و ادعى الالوهية و لكنه خسر الخسران المبين .. من القصص التاريخية فان مصير الظالمين يكون له صدى مدوي و يحصل بواسطة انتقام الهي و المشهد الدامي و الفوضى و موجات القتل و النحر في البلاد العربية الغير مسبوقة سيكون لمرتكبيها نهاية تناسب أفعالهم الإجرامية و البعيدة عن الأديان السماوية و المباديء كل يوم ينكشف خيط من المؤامرة و النساء الداعشيات لهن الدور الاكبر
المكون السكاني
فقط ظ،ظ ظھ من العالم العربي حسب قول الاستاذ عبدالله النفيسي !!
كيف يريدون حكم ظ©ظ ظھ غير ممكن لا فوضى خلاقه ولاغيرها!!!
سنصبر
سنصبر حتى يمل الصبر منا
الأثر الغير متوقع
بعد 2006 و رجوع الاتحاد السوفياتي خريطة الشرق الأوسط الجديدة بالياباني= باروبارو=امريكانونونو
الرابح و الخاسر
الرابح من هذه الفوضى هي القوى الطائفية التي تدعمها ايران ..........و الخاسر الأكبر هي الامة العربية التي أصابها داء الطائفية التي نشر فيروسها الايرانيين و دعمهم الأمريكان
البحرين
الله يعدي هالفترة على خير
نحتاج الى راحة بال
مللنا من وضعنا