للدعم أشكاله التي تصب في النهاية في صالح الأطراف المستفيدة منه، وتلك التي تقوم به من جهة الأجر والثواب. ونحن في شهر رمضان المبارك، تكثر هذه الأيام أنشطة الأسر المتعففة والأسر المنتجة، خاصة فيما يتعلق بالمطبخ الرمضاني، وتحديداً الوجبات الخفيفة منه.
صار اليوم سهلاً على الناس الوصول إلى تلك المنتجات، وخاصة الذين يبحثون عن دعم مشاريع تلك الأسر، إذ باتت وسائل التواصل الاجتماعي منصة لتلك المشاريع، وقادرة على إبرازها بالشكل الجاذب، علاوة على أن الأسعار في متناول كثيرين إذا ما قورنت بأسعار المحلات والمخابز المتخصصة فيها؛ من غير أن ننسى أن أطرافاً أخرى تستفيد من مثل تلك المشاريع، كالذين يقومون بتوصيل الطلبات، إلى أطرافها على سبيل المثال.
دعم تلك المشاريع، التي اتخذتها بعض تلك الأسر أمر بسيط وسهل، وبالرغم من أنها مشاريع تبدو موسمية إلا أنها تسد الكثير من حاجات تلك الأُسر. موسمية بمعنى أن نشاطها يتكثف في المناسبات كالأعياد والمواليد، وافتتاح المدارس، والعطلة الصيفية، إذ توفّر تلك المناسبات وغيرها موارد وزبائن لبعض تلك الأُسر، وخاصة تلك التي استطاعت أن تتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مستمر وحِرفي، ومن بين تلك الحِرفية الانضباط والالتزام بمواعيد التسليم.
وإضافة إلى أن تتبّع مثل تلك المشاريع، والحرص على دعمها ومساندتها يعد دعماً لأسر قررت أن تكون مكتفية بإنتاجها عن مدّ أيديها للناس، فهو يعد دعماً ومساندة لحركة الإنتاج الوطنية أيضاً والذي يظل الجميع مستفيداً منه.
هذه المشاريع التي تقوم بها تلك الأسر تحتاج إلى الدعم، خصوصاً حين تجد من يقف معها ويشجّعها ويتبنى جزءاً من مشاريعها، ويقوم أيضاً بتشجيع الآخرين على التعامل معها، والتسويق لها بما أوتي من وسائل أيضاً، لا تكلف زمناً ولا نفقات ولا كثير جهد.
إن وقوف تلك الأسر على قدميها قوية معتمدة على نفسها، ومطورة لإمكانياتها ومواهبها يضيف كثيراً، ليس لها فحسب، بل للبلد عموماً، وإن اختلط الحابل بالنابل فيما يتعلق بالتعامل مع المواطن باعتباره أجنبياً، والتعامل مع الأجنبي باعتباره مواطناً، لكن إشاعة الاعتماد على النفس والاستقلالية ومواكبة الابتكار والإبداع لدى تلك الأُسر، سيجعلها بمنأى عن الابتزاز والضغوط التي تتعرض لها، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة.
ولا نكشف سرّاً إذا قلنا إن عدداً كبيراً من تلك الأُسَر تعاني إمّا من حالات غياب أحد أفراد أسرتها قسراً، وقد يكون العائل لها في بعض الأحيان، وإمّا أن يكون من بين أفرادها أحد المفصولين عن العمل، أو أكثر من شخص من العاطلين في العائلة الواحدة، يضاف إلى ذلك بعض العائلات التي تضم أرامل وأيتاماً قست عليهم الحياة أيّما قسوة، ومن يدري؟ فقد نرى مع المرور الوقت مثل تلك المشاريع التي اتخذت من المنازل منطلقاً لها، والتي قمنا بدعمها يوماً ما، أو تجاهل بعضنا لها، وقد تحوّلت إلى مشاريع على الأرض وبرخص رسمية تنجح وتتمدد، ولن يتردد أصحابها في حال نجاحها في مد يد العون والمساعدة إلى أسر أخرى، أقلها استقطابهم في عمليات توظيف في حال وُفّقوا واستطاعوا التمدد والانتشار.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ
رحم الله والديش
خوش مقال