العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ

القطان: أهل الزيغ والضلال أشغلوا المسلمين بطيف أنوار زعموها في السياسة والعلوم الدنيوية

دعا إلى مساندة الشعب الفلسطيني إعلامياً وسياسياً...

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن أهل الزيغ والضلال والإلحاد أشغلوا المسلمين عن نورهم، وأبعدوهم عن مصدر العزَّة، وأغروهم بطَيْف أنوارٍ زعموها في السياسة تارةً، وفي العلوم الدنيوية أخرى، وثالثة في المال والقهر والجبروت، ورابعة في الغزو الأخلاقي والثقافي المترجَم عبر وسائل متناثرة، يتلقفها أكثر المسلمين ومجتمعاتهم.

وبيّن أن «المرء المسلم ليعجب من مواقف كثيرٍ من الناس أمام كتاب الله تعالى، وقد أحاط بهم الظلام من كل جانب، فتخبَّطوا فيه خبط عشواء! أفْلَسَت النُّظُم، وتحطَّمت كثيرٌ من المجتمعات، وتدهورت القوميَّات والعالميَّات، وأنتنت الحريات اللادينية المزعومة».

جاء ذلك في خطبة الشيخ القطان يوم أمس الجمعة (11 يوليو/ تموز 2014)، والتي خصصها للحديث عن «القرآن روضة الصالحين»، و»أحوال المسلمين في فلسطين»، إذ دعا في الخطبة إلى دعم الشعب الفلسطيني إعلامياً وسياسياً وليس بالمال فقط.

وأوضح أن «جمعاً من المسلمين قصروا مع كتاب ربهم إلا من رحم الله، حتى إن الواحد منهم ليختم القرآن كله، ثم يخرج منه بمثل ما دخل فيه، ما فهم من معانيه شيئاً

وأكد أنه «ليس شيءٌ أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته وسعادته، من تدبُّر القرآن وإطالة النظر فيه، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تُطلِعُ العبد على معاني الخير والشرِّ وعلى حال أهلهما، وتُرِيه صورة الدنيا في قلبه، وتُحضِرُه بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، فيرى غرق قوم نوح، ويعلم صاعقة عاد وثمود، ويعرف غرق فرعون وخسف قارون... بِتَدبُّر القرآن يعيش المرء مع الآخرة حتى كأنَّه فيها، ويغيب عن الدنيا حتى كأنَّه خارجٌ عنها؛ فيصير في شأنٍ والناس في شأن آخر».

وأشار إلى أن «الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن من فوق سبع سماوات للتدبُّر والتعقُّل، لا لمجرد تلاوته والقلبُ لاهٍ غافل».

وأفاد بأن «كتاب الله عزَّ وجلَّ هو بمثابة الروح للحياة، والنور للهداية، فمَنْ لم يقرأه ويعمل به فما هو بحيٍ، بل هو ميت، وإن تكلم أو عمل أو غدا أو راح، ومَنْ لم يؤمن به ضلَّ وما اهتدى، وإن طار في السماء أو غاص في الماء. وإنَّ الإنسان بلا قرآن كالحياة بلا ماء ولا هواء؛ بل إن الإبلاس متحقِّقٌ في حسه ونفسه؛ ذلك أن القرآن هو الدواء والشفاء، شفاءٌ للقلوب، وشفاءٌ للأبدان، وشفاءٌ للمرء وأنيسٌ، كلما ضاقت أمامه مسالك الحياة وشعابها، وافتقد الرائد عند الحَيْرة، والنور عند الظلمة، يجد القرآن خير جليس لا يُمَلَّ حديثه، وتِردَادُه يزداد فيه تجملاً وبهاءً.

وأضاف «بالقرآن تنضبط النفس المتردِّدة أمام الزوابع والأعاصير، فلا تغرق في لجَّة المهالك، ولربما ضاقت بالمرء الضوائق، ومارت في وجدانه المخاوف، ويشدّه ألمه فلا يجد إلا أن ينشد راحته في بضع آيات من القرآن يردِّدها».

واعتبر أن القرآن «مظلوم»، ولا يُعرَف مظلوم تَواطأ الناس على ظلمه وزهدوا في إنصافه مثل القرآن، فلله ما أقلّ عارفيه! وإنَّ أحدنا لو ذهب يبحث عن العاملين بما فيه بحقٍّ وصدقٍ في أغلب ما يرى ويسمع لأعياه طلبه ووجوده، على حد قوله.

وتطرق القطان في خطبته إلى ما يجري في فلسطين، وقال: «لا يخفى على كل ذي قلب ما يتعرض له إخواننا في عموم أراضي فلسطين، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص في هذه الأيام، من الاعتداءات الصهيونية المجرمة، قتل وقصف بالقنابل والصواريخ والطائرات، بوحشية وهمجية للأبرياء العزل في منازلهم ودورهم، فقد مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، وأحاطت بهم الأمم من كل حدب وصوب، ورماهم الناس عن قوس واحدة، وما ذاك إلا لأنهم وقفوا في وجه المحتل الغاصب لأرضهم، وأرادوا نصرة دين الله، وتحرير أرض المسلمين ومقدساتهم من براثن الصهاينة الغاصبين».

ورأى أن «عربدة الصهاينة على أرض المسلمين وأشلائهم، ليس بمستغرب، بل المتوقع والمنتظر منهم مثل هذا أو أكثر، ولكن العجب الذي لا ينقضي، أن نسمع ونرى أصواتاً وأقلاماً ليست بخافتة، تصور أن ما جرى ويجري هو بسبب المقاومة التي لا تقدر مآلات موقفها. وكأن الصهاينة حمل وديع، كأنهم لم يكونوا محتلين لمقدساتنا!! عار والله، أن نرى شعباً يعيش حياة القهر والظلم والضيم ستين سنة، ثم يخنق ويحاصر ويجوع، ويحرم من كل شيء إلا من الهواء، ثم يأتي من يأتي ليتفلسف ويلوم المظلوم، ويسكت عن الجلاد والظالم».

ولفت إلى أن «العقل والمنطق ليؤكدان على كل غيور على دينه وأمته، أن يترك لغة اللوم والعتب، فقضيتنا أكبر من أن نتراشق بالألفاظ، ونصفي الحسابات. فالكل في خندق واحد، وصراع الصهاينة، صراع مع كل من يحمل هوية الإسلام، ولن يرضوا عنا حتى نتخلى عن مبادئنا وعقيدتنا».

وشدد على أن «الواجب على المسلمين أن يتذكروا حال إخوانهم هناك، وأن ينصروهم نصراً مبيناً، بمد يد العون والمساعدة لهم، كلٌ بما تجود به نفسه، وإن من أعظم مصارف الصدقة والزكاة التصدق على أهل الثغور المرابطين في سبيل الله، والسعي في تفريج كرباتهم، والوقوف معهم في محنتهم، وهو ما نهيب بإخواننا المسلمين كافة أن يفعلوه، وأن لا يحقروا شيئاً من المعروف، وأن يتذكروا حال نبيهم (ص) فإنه كان أجود الناس وخصوصاً في شهر رمضان».

وتابع «إن من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله، هو الجهاد بالمال، وقد قدمه الله تعالى في كتابه على الجهاد بالنفس، فهو لا يقوم إلا به. والدعم ليس مقصوراً على المال فحسب، بل يجب دعمهم سياسياً وإعلامياً، ونصرة قضاياهم، والتعريف بحقهم في المحافل والنوادي، والسعي الحثيث إلى رفع الظلم عنهم، وكشف ما دهمهم من البلاء».

وناشد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإٍسلامي جميع الحكومات والمؤسسات العربية والدولية بالتحرك السريع، لكسر الحصار الظالم على غزة، وفتح جميع المعابر أمام حركة البضائع والأفراد في قطاع غزة، وتقديم المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، وإدخال الأدوية والأجهزة والإمدادات الطبية، والاحتياجات الإنسانية الضرورية لإغاثة أهل فلسطين...».

العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:41 م

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،ما شاء الله ،،يأمرون الناس بالبر وينسون انفسهم ،،صدق الله العظيم ،، شيخنا الكريم هناك ظلم وطغيان في دولة البحرين ،،ف الى متى ستفتح لك محاضره ب هذا الموضوع ،،شكرا شيخ ملك ،،السلام عليكم ،

    • زائر 1 | 10:10 م

      بارك الله فيك

      وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين- تبكيني حقيقة

اقرأ ايضاً