العدد 4325 - الخميس 10 يوليو 2014م الموافق 12 رمضان 1435هـ

«العاصمة» تطلق البانوراما الوثائقية الرابعة... «ملامح... وجوه من المنامة 2»

البحارنة: المنامة غَرْسُ شجرة ظللت أغصانها مناطق البحرين... والجمري يعتبرها مثالاً للمدينة المتنوعة

الحضور يتابعون مجريات الحفل بمأتم مدن بالمنامة
الحضور يتابعون مجريات الحفل بمأتم مدن بالمنامة

أزاحت جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية مساء أمس الأول (الأربعاء 9 يوليو/ تموز 2014)، الستار عن الجزء الثاني من البانوراما الوثائقية ضمن موسوعة «ملامح... وجوه من المنامة 2»، التي وثقت لـ 100 اسم من أبرز رجالات العاصمة.

وبيعت خلال حفل تدشين الكتاب مساء أمس الأول أكثر من 600 نسخة، والتي يعود ريعها للأعمال الخيرية والثقافية التابعة لجمعية العاصمة للثقافة الإسلامية، فيما تقدم مهتمون بطلب نسخ إضافية للكتاب الذي بيع بقيمة 12 ديناراً.

وعُني الكتاب بتوثيق الحياة الاجتماعية والعمرانية في المنامة، بمشاركة من أهالي الشخصيات التي تم توثيقها، وعدد من المهتمين بالتراث ووجهاء المنامة والبحرين، حيث إن الكتاب الذي يتكون من 200 صفحة من القطع الكبير يتناول 100 اسم آخر من أبرز رجالات العاصمة من جيل الأجداد والآباء الراحلين، الذين كان لهم دور بارز في ارتقاء عاصمة البحرين المنامة في شتى المجالات، سواء العلمية أو الأدبية أو الاقتصادية أو الحياة العامة بكل امتداداتها.

ويهدف المشروع (ملامح) إلى تجديد الروابط والتلاحم المجتمعي في مجتمع العاصمة من خلال استذكار لحظات العيش والكد المشتركة بين أبناء المنامة بمختلف مذاهبهم وأطيافهم وتوجهاتهم.

وخلال حفل تدشين الكتاب بمأتم مدن، ألقى الأديب تقي البحارنة كلمة تناول خلالها تاريخ منطقة المنامة القديم والحديث، وجاب بالذاكرة في الشأن الاجتماعي والاقتصادي والديني، متطرقاً في الوقت ذاته إلى الدور الكبير الذي لعبته أسر المنامة وعاداتها وتقاليدها في رفعة شأن البحرين عموماً، فيما طرح وثائق سياسية واجتماعية قديمة تشير إلى عراقة المنامة ومكانتها سابقاً وحاليّاً. واعتبر البحارنة المنامة «غرس شجرة ظللت أغصانها بقية مناطق البحرين».

وقال البحارنة في معرض كلمته: «أنا من فريق المخارقة، وتراب المنامة كانت له في طفولتي ملاعب صغر، وفي عنفوان شبابي ساحة تحرر، ومع تقدم العمر بات ذكريات تضيء على وقع المناسبات، وفي هذه الأمسية مناسبة من تلك المناسبات التي تضيء فيها شموع الذكريات عن المنامة، ومن حولها رعاة هذا الحفل الكريم، والمشاركون الأوفياء لمهد طفولتهم ومرتع صباهم وصحبة أهلهم وجيرانهم»، مضيفاً أن «المنامة قبل أن تتشتت غرباً وشرقا وجنوباً كانت مجتمع عائلات، مجتمعاً عفويّاً مترابطاً محافظاً فيما يتعلق بالتقاليد، وأتذكر جيداً كيف كنت شأني وأبناء الفريق حين تصهرنا شمس الهجير ونحن نلعب في الطرقات، ألجأ إلى بيت الجيران مثل منزل سيدحسين الحضرمي ومنزل الماحوزي أو الصيرفي، حيث معارض الساعات، أو منزل العرادي ويوسف زليخ وبيت آل نعمة والقطان والقطري والقصاب والمسقطي وغيرهم الكثير».

وتابع البحارنة: «للمنامة شأن آخر بالنسبة للكبار البالغين فيما يخص بالتزاور والتراحم، ففي أيام الصيف كانت تنتشر مجموعة من الدوالي (الدالية)، وهي بساتين وينابيع كانت منتشرة ويجد فيها أبناء الحارات ملجأ عن الحر في ليالي الصيف، ولو تأمل الجميع في البيوت والسقوف لما وجدنا فيها من صنع الخارج إلا القليل، فقد كانت كلها بالأيدي البحرينية (...)».

وألقى رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري كلمة ضيف الشرف خلال الحفل، وقال: «إن المنامة نموذج للمدينة الجميلة التي احتضنت كل أنواع المجتمع قبل غيرها في منطقة الخليج العربي بالكامل، فترى فيها الأديب والشاعر والدبلوماسي والمهندس والطبيب، وعاصمتنا الجميلة توسعت كثيراً منذ منتصف القرن التاسع عشر، وللأسف أننا لا نعرف الكثير عنها قبل ذلك سوى أنها كانت بساتين وعيوناً تمتد بمنطقة واسعة، فقد كانت امتداداً للبلاد، وكانت مثل المنتجع، وقال بعضهم إن اسمه بالأساس كان «المنعمة»، بينما قال بعضهم إن الاسم مستمد من المنام (المنتجع)... لدينا تاريخ غني جداً يحلم به الكثيرون، فلو ذهبنا لسوق واقف في الدوحة لوجدناها تقليداً للمنامة في الخمسينات، ففي هذه المدينة التاريخية (المنامة) نشأ أهم ميناء في الخليج العربي، وهو ما عرف بالفرضة، والذي تسبب في نهضة تجارية كبيرة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وجلب إليها كل نوع من المجتمع وممن يأتي إلى البحرين للعيش أو التجارة، وأصبح يتجمع فيها السني والشيعي والوافد والعجم والهنود والجميع».

وأضاف الجمري «نرى أن هناك الكثير ممن كتب عن المنامة، منهم علي بوشهري، عبدالكريم العريض، مصطفى بن حموش، والباحثة الإيطالية نيليدا فوكارو، فهناك سحر في هذه المدينة، ومع الأسف أن هناك من يعادي هذا السحر، وهناك من يكرهه ويحاربه. المنامة هي مجموعة من القطع الأثرية في كل زاوية من هذه الزوايا، فكان في يوم من الأيام يسكنها كل كبار الرجالات وذوي الأثر ممن زاروها وأقاموا فيها، واختيار المنامة كان طبيعيّاً؛ لأنها كانت مؤهلة لذلك بصورتها الطبيعية، ونشكر الشيخة مي لأنها أحيت بيت إبراهيم العريض وبيت خلف مؤخراً».

وأسهب الجمري أن «المنامة تأسست فيها أول بلدية في الخليج، وشهدت تأسيس أول بلدية في الخليج في العام 1919، كما أجريت أول انتخابات بلدية في 1926، وشاركت المرأة في انتخابات العام 1951، وللأسف فإننا اليوم أيضاً نشهد إلغاء المجلس البلدي المنتخب وحرمان أهل المنامة من حقهم في هذا المجال... للأسف أن ما نراه الآن تجاهل لا يليق بمدينة شهدت على العصر الحديث بصورة جميلة وراقية».

صورة جماعية للمشاركين في الحفل-تصوير محمد المخرق
صورة جماعية للمشاركين في الحفل-تصوير محمد المخرق
منصور الجمري-تقي البحارنة-علي الشعلة
منصور الجمري-تقي البحارنة-علي الشعلة

العدد 4325 - الخميس 10 يوليو 2014م الموافق 12 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:10 ص

      شكرا لكم ايها المخلصون

      شعب حي ينبض بالعزة وحب أرضه توثيقه لتاريخه بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية عنوان عمل الجمعية عمل متعوب عليه احترافي من شباب يعمل بإخلاص دون مقابل شكرا للقائمين على هذا العمل شكرا للجهودكم المخلصة لحفظ تاريخ المنامة والشكر أيضا لدينمو محمد المخرق فبصمتك في العمل واضحة.ولد السهلاوي

    • زائر 1 | 9:45 م

      إبداع

      كلكم إبداع يا اهل المنامة وشكرا لكل من ساهم باخراج هذه المجلدات والوثائق لتؤكد آصالة هذا البلد

اقرأ ايضاً