بووووم... لا تفزع لدى سماع هذا الصوت خلال شهر رمضان ولا تغمض عينيك، فقد تفوتك الفرصة... فهي لحظة الترقب والمشاهدة والشوق والانتظار حيث تبدأ مع العد التنازلي لإطلاق قذيفة مدفع الإفطار.
مدفع الإفطار هو من الموروثات الشعبية لدى غالبية الدول الإسلامية، وعلى رغم أن عدد من تلك الدول قد اندثر فيها هذا الموروث حتى أصبحت تكتفي بتسجيل صوتي، أو تلفزيوني له، إلا أن دولاً أخرى ومنها البحرين مازالت تصر على استعماله لما يمثله من قيمة تراثية جميلة.
اعتاد والدي أن يأخذنا في كل عام خلال شهر رمضان لرؤية مدفع الإفطار وسماع دوي انطلاق القذيقة... هو بالنسبة لي إحدى العلامات التراثية المميزة الرمضانية التي نظل نتذكرها جميعا والتي ارتبطت في أذهاننا بالشهر الكريم. فقبل ربع ساعة من الأذان تبدأ سريعاً خطوات إعداد إطلاق المدفع وتجهيزه بالذخيرة من قبل الشرطة، ومعها تبدأ لحظات الترقب والشوق والفرح تبرز على وجوه الحاضرين من كبار وصغار.
وبعد انطلاق المدفع وما إن يفيق الناس من صوته العالي يقوم عدد من شرطة خدمة المجتمع بتوزيع التمور والماء على الحضور بينما تستعد العائلات لتجهيز وجبة الإفطار السريعة؛ لتروي الجوع والظمأ قبل الانطلاق لصلاة المغرب.
الحضور لمشاهدة مدفع الإفطار لا يقتصر على البحرينيين، بل تجد المقيمين والسياح، من مختلف الديانات والجنسيات فالكل سعيد وحريص على مشاهدة المدفع قبل انطلاقه والاستمتاع بهدير قذيفته التي تدوي معلنة موعد إفطار الصائمين.
مناهل
العدد 4324 - الأربعاء 09 يوليو 2014م الموافق 11 رمضان 1435هـ