العدد 4324 - الأربعاء 09 يوليو 2014م الموافق 11 رمضان 1435هـ

الحليبي: خطاب الكراهية أسوأ ظاهرة مفتعلة بعد أحداث 2011

سيار: مناطق كانت بعيدة عن الطائفية وهناك من أراد تغييرها... وكاظم: الشرق الأوسط على فوهة بركان انفجرت

الحليبي متحدثاً في ندوة بعنوان: «خطاب الكراهية يرتبط بالمستجدات خلال السنوات الثلاث الماضية»
الحليبي متحدثاً في ندوة بعنوان: «خطاب الكراهية يرتبط بالمستجدات خلال السنوات الثلاث الماضية»

الوسط - محرر الشئون المحلية 

09 يوليو 2014

ذكر عضو المكتب السياسي ورئيس اللجنة الإعلامية بالمنبر الديمقراطي التقدمي فاضل الحليبي أن «خطاب الكراهية يرتبط في البحرين بالمستجدات خلال السنوات الثلاث الماضية بعد أحداث 14 فبراير/ شباط 2011، وأعتقد أنه أخطر ظاهرة اجتماعية مرت بها البحرين خلال السنوات التي مضت»، مؤكداً أن «هذا الخطاب مزق النسيج الاجتماعي في البحرين».

وبيّن الحليبي في ندوة بعنوان «خطاب الكراهية في المنطقة» بمجلس عائلة سيدحسن سيدأحمد الحليبي بالعاصمة المنامة مساء يوم الإثنين الماضي (7 يوليو/ تموز 2014) أن «بعض الجهات ومنذ اندلاع أحداث 14 فبراير 2014 قامت ببث خطاب الكراهية من خلال الإعلام، والطامة الكبرى هي مشاركة بعض مدّعي التنوير في تكريس خطاب الكراهية والطائفية في المجتمع، بل قاموا بالعمل على تعميق الجرح الذي لن يتعفى منه قبل سنوات».

من جهته، ذكر الكاتب والناشط عيسى سيار أن «خطاب الكراهية هو خطاب يستخدمه أي إنسان من أجل إيذاء شخص آخر أو مجموعة أخرى وهو شخص قد يكون مأجور ومدفوع له وأطلق عليه أنا شخصياً (البطاقات المدفوعة الأجر)»، مؤكداً أن «تغيير الخطاب من خطاب كراهية إلى خطاب محبة أمر ممكن ولكنه يحتاج إلى إرادة. خطاب الكراهية لا يقف عند القول في الكثير من الأحيان بل يذهب للفعل أي يُحدث شيئاً في المجتمع».

وأشار سيار إلى أن «خطاب الكراهية إقصائي تهميشي، يتحدث بلغة أنا موجود وأنت اذهب للجحيم، ويتسم بالتكفير والتخوين والتنكر لحقوق الآخرين، ويساهم في نشره المنابر السائبة، سائبة بمعنى أنه يتم غض الطرف عنها بشكل متعمد، كما أن هذا الخطاب يطلق العبارات والنعوت السيئة للهدم والتسقيط، ويتسم بالتشنج والعصبية ومعادة الآخرين»، لافتاً إلى أن «البيئة الحاضنة ظهرت بشكل واضح بعد انطلاق أحداث (14 فبراير 2011)، إذ أصبحت لدينا بيئة حاضنة في المحرق وتشكلت تجمعات لخطاب الكراهية وكانت موجهة، وفي معظم الأحوال تكون البيئة الحاضنة غير ديمقراطية».

واعتبر سيار أن «البيئة الحاضنة فيها المنابر الدينية والإعلامية السائبة، وتنتشر فيها ثقافة التعالي والإقصاء والتهميش، والتجاذبات السياسية التي تستخدم خطاب الكراهية لأمر في نفسها، ووجود أحزاب سياسية قائمة على أساس طائفي»، وبيّن أن «أدوات خطاب الكراهية وهي المال السياسي والشخصيات بمختلف مهنها».

وأوضح أن «خطاب الكراهية انتشر في البحرين والمنطقة بسبب وجود البيئة الحاضنة، وتشبيك السياسة بالدين بقصد أو غير قصد. كما إن أحداث المنطقة لها دور في انتشار هذا الخطاب».

وتابع سيار «هناك مناطق في البحرين كانت بعيدة عن الكراهية وهذه حقيقة، ولكن هناك من أراد تغييرها من خلال زرع هذا الخطاب في أحياء المحرق، وفي البحرين كانت هناك مطالب شرعية للشعب البحريني وليست لفئة معينة، فأمي مثلاً في البيت وهي لا تستطيع الكتابة والقراءة ولكنها تقول تريد برلماناً حقيقياً يحاسب ويفعل بدل البرلمان الذي ابتلينا به كما تقول»، وشدد على أننا «مجتمعات دينية كنا علمانيين أو غير علمانيين، وكان المطلوب في هذا المجتمع الديني أن لا تلتقي فيه الطائفتان لأن اجتماع الطائفتين يعني خشوع السياسة».

إلى ذلك، اعتبر المفكر البحريني نادر كاظم أن «منطقة الشرق الأوسط كلها تقريباً على فوهة بركان انفجرت ونحن نحصد ما زرع في العقود الأخيرة»، مشيراً إلى أن «خطاب الكراهية بدأ يهدد المنطقة بعد سقوط صدام حسين في العراق، فالتغيير الذي حدث لم يكن متوقع (...)».

وأفاد كاظم أن «هناك أجندة إقليمية مرتبطة مع أجندات دولية لتفجير المنطقة أو لجعلها منطقة متوترة بشكل مستمر، وهناك جهات إقليمية مستفيدة بالإضافة إلى بعض الأجندة الدولية»، وبيّن أنه «يمكن النظر إلى ما يجري هو بسبب سد المنافذ أمام وصول الديمقراطية بشكل سلس وهو الأمر الذي فجر المنطقة، فدول المنطقة كانت تمانع أي تغيير سياسي رغم محاولات شعوب المنطقة منذ عقود إلا أن جميع المحاولات للتحول إلى دولة المواطنة باءت بالفشل بغض النظر عن الاختلاف بشأن تعريف الديمقراطية».

وأضاف كاظم «خطاب الكراهية يجعل من الشخص يكره ناس لا يعرفهم، فخطاب الكراهية الطائفي يجعل الإنسان يكره الآلاف أو الملايين وهو لا يعرفهم ولم يلتقِ معهم وقد لا يلتقي معهم طوال حياته، وهذا هو الجانب اللامعقول في الكراهية الجماعية»، وأشار إلى أن «هناك إمكانية لانتشار خطاب الكراهية في الدول الديمقراطية كما هي الدول الديكتاتورية، وهذا النوع من الكراهية هو كراهية مصطنعة، ومعظم الممسكين بالسلطات في الدول ليس لهم علاقة بالكراهية الأصلية إلا ما نذر ولكنهم يعملون على الكراهية الصناعية من أجل خدمة مصالحهم».

وأوضح كاظم أن «خطاب الكراهية في الفترة الماضية كان يستهدف شيطنت الخصم والتنفير منه وتصويره بشكل بشع، والغرض من ذلك هو الإبقاء على هؤلاء الأشخاص في الدائرة وجعل جميع الخيارات الأخرى بشعة».

العدد 4324 - الأربعاء 09 يوليو 2014م الموافق 11 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً