العدد 4323 - الثلثاء 08 يوليو 2014م الموافق 10 رمضان 1435هـ

دفاع متعدد الأدوار منح الطمأنينة لـ «عشاق الطواحين»

برغم تحقيقها أفضل مشوار من بين المنتخبات الأوروبية المشاركة في تصفيات كأس العالم 2014 لكرة القدم، لم تكن هولندا مرشحة للتألق في النهائيات بسبب قلة خبرة لاعبيها وخصوصا خط الدفاع الشاب.

لكن اللاعبين الذين لم يحصلوا كثيرا على فرصة إثبات علو كعبهم، ورشحهم كثيرون للوقوع في متاعب بمجموعة تضم اسبانيا بطلة العالم وتشيلي القوية، تركوا انطباعا رائعا من خلال قدرتهم على التنويع باللعب وتحمل ضغوطات المناسبة الكبيرة.

صحيح أن ارين روبن وروبن فان بيرسي تألقا في الدور الاول، مع خبرة المدرب “اللعوب” لويس فان غال، لكن هولندا تدين بشكل كبير الى دفاعها بالاستمرار حتى نصف نهائي المونديال البرازيلي.

ضربت هولندا بقوة وسجلت 10 أهداف في الدور الاول محققة 3 انتصارات على اسبانيا واستراليا وتشيلي، قبل تخطي المكسيك وكوستاريكا بصعوبة في ثمن وربع النهائي على التوالي.

لم يكن احد يتصور أن فان غال قادر بالتفوق على مدربي باقي المنتخبات بهذه الطريقة وان يكون أسرع منهم دوما باقتناص اللحظة المناسبة ووضع الخطة التي تقود الى الفوز، ففي مباراة اسبانيا مثلا أطاح بالخطة الهولندية المعروفة 4-3-3 معتمدا 5-3-2 فجاءت النتائج والتأهل الصارخ الى الدور الثاني.

وبرغم تألق فان بيرسي وروبن وشنايدر هجوميا، إلا أن أساس الفريق ينطلق من خط الظهر، في ظل تألق ستيفان دو فري، رون فلار، برونو مارتنس اندي، دالي بليند وداريل يانمات قبل ابتعاد الأخير عن ثمن وربع النهائي والدفع بالمخضرم ديرك كاوت الذي جسد دور اللاعب المتعدد الوظائف.

بفضلهم حصل روبن وفان بيرسي على أريحية، وبتمريرة بليند الخارقة سبح رأس الحربة لتسجيل هدفه الرائع في مرمى ايكر كاسياس متصيدا احد أجمل الأهداف في النسخة الحالية.

لعب الأجنحة أدوارا دفاعية وهجومية في آن خلافا لقلبي الدفاع فلار ودو فري، فلطالما تقدم بليند، يانمات ولاحقا كاوت للدعم على الجناحين الأيسر والأيمن وكانت مشاركتهم فاعلة في أطنان الهجمات على مرمى كوستاريكا في ربع النهائي لكن من دون نجاعة قبل تدخل ركلات الترجيح لمصلحتهم.

يضيف بليند، نجل داني المدافع الدولي السابق والمدرب المقبل ربما للطواحين، نكهة عملية للدفاع، فإذا أراد فان غال تبديل خطته الى 4-3-3 مثلا لا يكون بحاجة لإجراء أي تغيير، فمجرد إعادة تمركزه تكون مفيدة لمدرب مانشستر يونايتد الانجليزي بعد النهائيات.

في الظروف العادية، يمكن لبليند ان يشغل مركزا دفاعيا في الوسط وهو امر معتاد عليه مع فريقه اياكس أمستردام، فيما يتقدم مارتنس اندي الذي يلعب جناحا أو ظهيرا مع فيينورد، الى الجهة اليسرى، ثم يضع فان غال احد اللاعبين ممفيس ديباي او جرماين لنس على الأجنحة، ليعود الى أسلوب جديد من خلال خطة 4-3-3.

بعد انتقادات طالت الدفاع البرتقالي الشاب، اثبت بفضل صلابته ورؤية فان غال التكتيكية انه قادر على تموين المهاجمين بالأسلحة اللازمة، والحفاظ على نظافة شباكه. من دون الدفاع الصلب برغم صغر سنه وقلة خبرته، لم تكن الفرصة ممكنة للوصول الى نصف النهائي، لكن المحطة المقبلة ستكون أكثر تعقيدا كونهم سيلتقون الموهبة الأرجنتينية ليونيل ميسي وترسانة المهاجمين برفقته.

العدد 4323 - الثلثاء 08 يوليو 2014م الموافق 10 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً