لعل من أبرز الأمور التي جلبت الانتباه في بطولة كأس العالم الحالية، الأخطاء التحكيمية الفادحة والكثيرة التي ارتكبها مجموعة من الطواقم المشهود لها، في مقابل تألق آخرين لم يكن العالم قد عرفهم قبل ذلك، إلا أن تلك الأخطاء وذلك التألق والتعامل السلبي والإيجابي مع هذه الحالات، يعد أحد أبرز الدروس المستفادة التي يمكننا استخلاصها من هذه البطولة الأكبر على مستوى العالم.

فقد شاهد الجميع كيف تسببت أخطاء الحكام، الياباني نيشيمورا وحكم مباراة البوسنة ونيجيريا وحتى حكمي مباراتي إيطاليا والأوروغواي والبرازيل وكولومبيا بالتأثير على نتائج هذه المباريات بقراراتهم، في المقابل شاهد الجميع تألق الحكم الأوزبكي رافشان الذي أجبر منظمي كأس العالم على إسناد المباراة تلو الأخرى للطاقم الآسيوي، وها هو يدخل تاريخ كؤوس العالم بعدما أصبح الحكم الأكثر إدارة لمباريات المونديال.

تلك كانت أمثلة حية لنماذج من الحكام الذين أداروا المباريات بطرق مختلفة، اعتمدت في بعضها على الخبرة والحيوية والوقوف قريبا من الأخطاء، واتخاذ القرارات الصائبة من دون الالتفات لأطراف خارج المستطيل الأخضر، في المقابل، أوضحت الأخطاء الفادحة التي خرج بها المونديال، ضرورة الوحدة التي يجب أن يكون عليها الحكام الثلاثة داخل الملعب، لكون أي خطأ يتحمله الطاقم بأكمله، وهذا ما حصل مثلا لحكم لقاء الكاميرون والمكسيك وحتى البوسنة ونيجيريا، فعلى رغم تألق الحكم الرئيسي، إلا أن الطاقم أبعد من المونديال، فقط بعد إدارتهم لمباراة واحدة، والسبب يعود لحالات التسلل الصحيحة وغير الصحيحة، وبالتالي أثر حكم الراية، في نتيجة اللقاء، ليحرم حكام الراية زملاءهم الذين تألقوا داخل الملعب من البقاء في المونديال، في دلالة واضحة على أهمية أن يكون الطاقم بأكمله وحدة متكاملة في قراراته، ولعل ذلك ما دعا الاتحاد الدولي لاختيار طواقم موحدة من كل بلد.

بالتأكيد فإن هذه الأخطاء وذلك التألق، جاءت خير درس لحكامنا المحليين مع اقتراب انطلاقة الموسم الجديد، وخصوصا مع عودة الطاقم البحريني أمس من المونديال بعد إدارة اعتبرت جيدة قياسا بالمباريات التي تم إسنادها للطاقم، وهذا ما نتمناه لحكامنا الاستفادة منه.