من قلبِ مدينة المنامة، وتحديدًا من موقع باب البحرين، تستعيد العاصمة البحرينيّة أجواءها الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وتعيد إشعال فانوسها الرّمضانيّ في سوق المنامة القديم ومجمّع سوق باب البحرين برفقة سوق (رمضانيّات) الذي يحاكي ما سبقه في الأشهر الماضية ويواصل إحياء المنطقة ومساعيه لتشجيع المنتوجات البحرينيّة المبتكرة، حيث تدشّن وزارة الثّقافة مساء غد الأربعاء (9 يوليو / تموز 2014) في السّاعة التّاسعة مساءً، موجّهةً دعوتها للجمهور للحضور والمشاركة في هذا المسار الاجتماعيّ والتّفاعليّ، مستعيدةً بذلك الطّبيعة المكانيّة والنّسيج الإنسانيّ لأسواق المنامة القديمة، وذلك منذ التّاسعة وحتّى الحادية عشرة والنّصف مساءً.
سوق رمضانيّات الذي ينطلق يوم غد، يقدّم على مدى أيّامه الممتدّة حتّى التّاسع عشر من الشّهر الجاري، مجموعة منتقاة من الأعمال الإبداعيّة والمنتوجات المبتكرة التي تبدعها مشاريع متنوّعة، ويفسح في الطّريق من باب البحرين إلى سوق المنامة القديم فضاءً إنسانيًّا مفتوحًا لتقديم تلك المنتجات البحرينيّة والسّلع عبر دكاكين وأكشاك تنتظم على طول تلك المسافة، وتستعرض إبداعاتها وأفكارها، في تجاورٍ تتباين فيه تلك الصّناعات.
وفي مجيئه هذه المرّة، يقدّم سوق رمضانيّات مجموعاته على ثلاث دفعات، الأولى تمتدّ في الفترة ما بين 9 وحتّى 12 يوليو، أمّا الثّانية ففي الفترة ما بين 13 وحتّى 15 يوليو، وأخيرًا من 16 وحتّى 19 من الشّهر الجاري. وفي كلّ مرّة سيكون هنالك مجموعة مغايرة من المشاركين الذين يقدّمون أعمالهم على اختلافها، والتي تتنوّع ما بين الأعمال الحِرَفيّة والشّعبيّة التّقليديّة، والأخرى التي تستلهم التّراث ولكن تعيد إنتاج المبتكَرات بصورة معاصرة. بالإضافة إلى معروضات الاكسسوارات والاكسسوارات المنزليّة، الملابس والأزياء الشّعبيّة، الحِرَف اليدويّة والألعاب وغيرها.
وفي سياق هذا التّواصل الإنسانيّ الجماعيّ بقلبِ المنامة، يتداخل مع هذا المدخل الحياتيّ عددٌ من المشاهد الثّقافيّة والموسيقيّة التي ترافق الأجواء، تبدأ برفقة عازف القانون البارع نبيل النّجار يوميّ 9 و10 يوليو، قبل أن تتواصل المعزوفات والأغنيات الشّعبيّة الجميلة مع فرقة محمّد بن فارس التي تحيي أجواء رمضان وتتحف الحاضرين بطربٍ أصيل منذ 11 وحتّى 16 يوليو، ليعاود بعدها النّجار تقديم معزوفاته وطربيّاته مع القانون في الأيّام الثّلاثة الأخيرة لرمضانيّات.
بموازاة ذلك، تنعقد يوميًّا في سوق رمضانيّات عددٌ من ورش العمل، بمعدّل ورشة لكلّ يوم، وتدمج جميعها الملمس التّراثيّ باللّمسة الفنّيّة الحداثيّة، كما في تزيين أكياس القرقاعون الموسيقيّة، رسم الأزياء الشّعبيّة على دمى البابوشكا، صباغة الأقمشة التّقليديّة، عمل كولاج ثوب نشل من الأقمشة، رسم ثوب نشل بحرينيّ على اللّوحات الفنّيّة وتصميم لافتات من الأمثال الشّعبيّة.
سوق رمضانيّات، وطيلة فترة انعقاده يهيّئ بيئة ملائمة لكلّ أفراد العائلة، وإلى جانب أنشطة التّسوّق واللّقاءات الاجتماعيّة، يمنح الأطفال بكامل براءتهم وفرحهم بشهر رمضان أجواء ساحرة من خلال زاوية ألعاب الأطفال التي تدفعهم نحو اكتشاف الجديد في مزاوجة بين المعرفة والتسلية.