عقدت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة سيداو اليوم الاثنين (7 يوليو / تموز 2014) حدثا جمع مسئولين وخبراء دوليين وأممين لمناقشة المرحلة الأولى في العملية التي تقوم بها سيداو لوضع توجيه رسمي إلى الدول بشأن تنفيذ التزاماتها القاضية باحترام وحماية وإعمال الحق في التعليم للنساء والفتيات، وذلك في إطار المادة 10 من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
,استضافت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة (سيداو) حدثا حول الحق في التعليم للنساء والفتيات جمع معلمين، وطلابا، وخبراء في التعليم وحقوق الإنسان من جميع أنحاء العالم وذلك في قصر الأمم في جنيف.
والمناقشة التي استمرت لمدة نصف يوم، تهدف إلى مساعدة سيداو على وضع توصيات عامة توفر للدول الأعضاء السبل لضمان التزامها الكامل في احترام وحماية حق الفتيات والنساء في التعليم.
المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيليه، افتتحت هذا الحدث بإعلان حقيقة مرّة، وهي أن الكثير من الفتيات في أنحاء العالم لم يحصلن بعد على حقهن الطبيعي بالتعليم:
"حاليا أكثر من 35 مليون فتاة لا يذهبن إلى المدرسة. ثلثا هؤلاء الشابات هن من الأقليات العرقية. والعديدات يتم استثناؤهن بسبب الحرمان الاقتصادي، وموقع المدرسة، أو وضعهن العائلي. ولكن هناك أيضا عوامل أخرى: فاحتمالات قيامهن بأعمال المنزل بدون مقابل تزيد كثيرا عن الفتيان، بما فيها الطبخ والتنظيف وتقديم الرعاية. وتقل احتمالات أن يلحقهن آباؤهن بالمدرسة. كما أن الآباء والمدرسين والمرشدين غالبا ما لا يدعمون بشكل قوي المشاركة الأكاديمية للفتيات بما يجعلهن أكثر عرضة للتسرب من المدرسة.
وحتى داخل المدرسة، فقد تجد الفتيات أنفسهن معرضات للعنف والتحرش فضلا عن الشعور السائد بأنهن لا ينتمين إليها."
أما مدير مكتب الاتصال لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في جنيف، عبد العزيز الموزياني ، فقال إن المساواة بين الجنسين هي واحدة من بين الأولويتين العالميتن لليونسكو للفترة ما بين 2014-2021؛ وأوضح قائلا:
"تعتبر اليونسكو المساواة بين الجنسين في التعليم حقا أساسيا من حقوق الإنسان وشرطا مسبقا لتحقيق جميع حقوق الإنسان الأخرى. التعليم يمكّن الفتيات والنساء. والحق في التعليم يؤدي إلى نتائج مضاعفة. فضمانه وتنفيذه يسهل الحصول على الحقوق الأخرى. أما إنكاره فيؤدي إلى الحرمان من حقوق الإنسان الأخرى وإلى إدامة الفقر. لهذه الأسباب، فإن تعزيز حق الفتيات والنساء في التعليم نحو السعي إلى تحقيق الهدف النهائي المتمثل بالمساواة بين الجنسين هو أساسي في جهود اليونسكو الرامية إلى تحقيق "التعليم للجميع"."
هذا وأعرب عبدالعزيز الموزياني عن أمله في أن تسهم المناقشة العامة في صياغة توصيات محددة وملموسة على أساس الدروس المستفادة بهدف معالجة التحديات المنهجية والمستمرة التي أعاقت جهود تعزيز حق الفتيات والنساء في التعليم من خلال نهج قائم على حقوق الإنسان.
ومن بين المشاركين في الحدث، كانت مريم خليق، مدرسة ملالا يوسفزاي في باكستان، التي قدمت شهادة حية عما تتعرض له الفتيات في بلادها من انتهاك لأبسط حقوقهن، مشيرة إلى أن الفتيات الباكستانيات كّن يخفين كتبهن تحت شالاتهن لئلا تكتشف حركة طالبان أمرهن، قائلة إن التعليم ليس تحضيرا للحياة، بل هو الحياة نفسها، لذلك لا يجب حرمان الفتيات منه.