مع بداية قرن جديد، اجتمع قادة العالم في الأمم المتحدة واتفقوا على رؤية شجاعة للمستقبل ضمنوها في إعلان الألفية. وكانت الأهداف الإنمائية للألفية بمثابة تعهد برفع مبادئ الكرامة الإنسانية والمساواة والإنصاف بين الأشخاص، وبتحرير العالم من الفقر المدقع.
في تقرير نشره موقع إذاعة الأمم المتحدة، تناول ما تم إحرازه مؤخرا من تقدم نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بنهاية عام 2015، وهو التاريخ المحدد لبلوغها.
في المنتدى السياسي رفيع المستوى الذي عقد في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالإنجازات التي تحققت حتى الآن في بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استند في كلمته إلى تقرير الأهداف الإنمائية للألفية لعام 2014، والذي أشار إلى تحسن معيشة الملايين من الأشخاص، بفضل تضافر الجهود العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية من أجل تحقيق تلك الأهداف والتي تشكل بدورها، ركيزة الخطة الإنمائية العالمية المقبلة.
وفي هذا الشأن، قال بان كي مون:
"إن جهودنا لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية حاسمة لبناء أساس متين للتنمية لما بعد عام 2015، في نفس الوقت يجب أن نسعى لوضع إطار قوي لتغطية المجالات التي لم تنته ومعالجة الأمور التي لم تغطها الأهداف الإنمائية الثمانية. لقد تغير العالم بشكل كبير منذ اعتماد إعلان الألفية عام 2000".
نعم، لقد تغير العالم بشكل كبير منذ اعتماد إعلان الألفية في عام 2000، فالأهداف الإنمائية للألفية، تضمنت ثمانية أهداف ومجموعة من الغايات المحددة الزمن والصالحة للقياس، تم إحراز تقدم هام في تحقيق جميع الأهداف، وأنجزت بعض الغايات بالفعل قبل موعدها النهائي عام 2015.
ووفقا لتقرير الأهداف الإنمائية للألفية، نجح العالم في تخفيض الفقر المدقع إلى نصف ما كان عليه، وأصبح الوصول إلى مصدر محسن لمياه الشرب حقيقة واقعة بالنسبة لملياري شخص، وتم تحسين معيشة سكان الأحياء الفقيرة وتحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم الابتدائي، إلا أن تقرير الأهداف الإنمائية للألفية لعام 2014، يقول إن ثمة المزيد من الغايات الممكن تحقيقها بحلول عام 2015.
بان كي مون يقول:
" هذه الإنجازات تظهر أن العمل المشترك بين الحكومات والمجتمع الدولي والمجتمع المدني والقطاع الخاص يمكن أن يحدث فرقا. في الوقت نفسه نحن نعلم أن الإنجازات كانت متفاوتة بين الأهداف، وداخل المناطق والبلدان وبين المجموعات السكانية. لأكثر الفئات تهميشا وضعفا في المجتمع فإن الإقصاء الاجتماعي والتمييز من بين أكبر العقبات التي تعترض التقدم. ما لم تعالج هذه الاختلالات من خلال تدخلات أكثر جرأة وأكثر تركيزا، لن تتحقق بعض الأهداف."
واستنادا إلى التقرير تتواصل المكاسب الكبرى المحققة في إطار الأهداف الإنمائية للألفية، فعلى مدى السنوات العشرين الماضية انخفضت وفيات الأطفال قبل بلوغهم الخامسة من العمر بمقدار النصف، كما انخفضت الوفيات النفاسية بنسبة خمسة وأربعين بالمائة، كما تم تفادي وفاة الملايين بسبب الملاريا نتيجة التوسع الكبير في تدخلات معالجة المرض.
ولما كان من المقرر أن تنتهي الغايات المحددة للأهداف الإنمائية للألفية في نهاية عام 2015، فإن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بصدد النظر في مجموعة أوسع من الأهداف التي ستعقبها والتي يحتمل أن يوافق عليها قادة العالم في سبتمبر 2015، ويشير التقرير إلى أن استمرار إحراز تقدم نحو تحقيق تلك الأهداف في السنة المتبقية، أساسي لما هو آت.
وفي هذا الشأن، قال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مارتن سجديك، في كلمته خلال إطلاق التقرير:
" نحن نقترب من خلق أجندة جديدة وشاملة تركز على تنمية الأشخاص في مرحلة ما بعد عام 2015، وتهدف هذه الأجندة إلى خلو البشرية من الفقر والجوع وتحقيق التنمية المستدامة. إن الأجندة الجديدة هي بناء على الأهداف الإنمائية للألفية واستكمال لأعمالها التي لم تنته وتستجيب للتحديات الجديدة. ستكون أجندة عالمية حاسمة لمستقبل البشرية."
وتنخرط الدول الأعضاء وبشكل كامل في مناقشات تهدف إلى تحديد أهداف التنمية المستدامة التي ستكون محورا لخطة عالمية للتنمية، وتعتبر الجهود في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية أساسية في إقامة قاعدة مستقرة تستند إليها الجهود الإنمائية لما بعد عام 2015.