ذكر رئيس قسم الأحياء المجهرية الطبية الدقيقة والمناعة والأمراض المعدية بجامعة الخليج العربي، رئيس برنامج ماجستير العلوم في طب المختبرات، خالد مبارك بن دينه أن المصابين بمرض السكري والفشل الكلوي وأمراض الرئه المزمنة والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، أكثر تعرضاً للعدوى بفيروس الكورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، مضيفاً أنه ينبغي أن يتفادى هؤلاء الأفراد الاتصال الوثيق مع الحيوانات، ولاسيما الجمال، عند زيارة المزارع والأسواق، أو مناطق الحظائر المعروفة باحتمال انتشار الفيروس فيها. ويتعين الالتزام بتدابير النظافة العامة.
وعلى الرغم من التأكيدات الرسمية التي تؤكد خلو مملكة البحرين من فيروس كورونا المعروف بـ "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية"، ومن تأهب التجهيزات الاحترازية والوقائية بالمستشفيات المحلية، إلا أن بن دينه لا يرى أن الخطر قد زال، خصوصا وان الأرقام الأحدث الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تؤكد وجود 701 حالة مثبتة مختبريا من حالات العدوى بفيروس كورونا تم إبلاغ المنظمة عنها رسميا، بما فيها ما لا يقل عن 249 حالة وفاة تتعلق بهذا الفيروس عالميا.
ويؤكد بن دينه أن فيروس كورونا كمعظم الفيروسات التي تصيب جهاز التنفس ينتقل عن طريق تلوث الأيدي، والرذاذ والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض وجزئيات الهواء الصغيرة، إذ يدخل الفيروس عبر أغشية الأنف والحنجرة، موضحا ان قرب البحرين من المملكة العربية السعودية التي سجلت فيها نحو 38 حالة وفاة في فترة قصيرة تمتد ما بين 11 أبريل/ نيسان و 9 يونيو/ حزيران الماضيين، تزيد من احتمالية انتقال المرض وترفع من تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها بشكل حاسم.
وأوضح ان إن فيروسات كورونا هي زمرة واسعة من الفيروسات، تشمل فيروسات يمكن أن تتسبب في مجموعة من الاعتلالات صحية، تتراوح ما بين نزلة البرد العادية وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، لافتا إلى أن الفيروسات من هذه الزمرة تتسبب في عدد من الأمراض الحيوانية أيضا، إذ لم تتحدد هذه السلالة الخاصة من فيروس كورونا من قبل في البشر، والمعلومات المتاحة عن انتقال هذا الفيروس، ووخامته وأثره السريري، محدودة للغاية.
وعن طريقة الوقاية من انتقال الفيروس قال: "يجب عزل المصاب أو المشتبه بهم، وغسل اليدين باستمرار، واستخدام الكمامات في أماكن الزحام، إذ لا يوجد لقاح مضاد للفيروس، ولكن يمكن اكتشاف الإصابة بهذا الفيروس عن طريق الأعراض أو التحليل الفيروسي المخبري، وغالبا ما يتم الشفاء نهائياً بعد فترة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين".
وأضاف: "ليس هناك علاج خاص ضد مرض كورونا الفيروسي، إذ يقوم الجسم بطرد الفيروسات بالمناعة الذاتية، ألا أنه يتم علاج الأعراض بالأدوية الخاصة لكل منها كالأدوية الخاصة بالسعال والمسكنات ومضادات الالتهاب، وعند الاشتباه بالإصابة بالمرض يجب الابتعاد عن الأماكن الرطبة، وتهوية المنزل جيداً مع تدفئته جيداً، والأهم عزل المصاب بغرفة خاصة به، وعدم الاحتكاك به وبأغراضه الخاصة حتى يتم الشفاء".
ويشار إلى أن منظمة الصحة العالمية قالت حديثا إن تفشي فيروس متلازمة الشرق أوسط التنفسية القاتل مازال يمثل مشكلة صحية خطيرة، ولكنها قالت إن الزيادة في حالات الإصابة بدأت تتراجع وأن المرض لا يمثل حالة طوارئ عالمية، مؤكدة الإبلاغ عن إصابة أكثر من 800 مريض بالفيروس وبشكل أساسي في السعودية، وانتقل الفيروس إلى دول مجاورة وفي حالات قليلة إلى أوروبا وأسيا والولايات المتحدة، ولكن المنظمة شددت على أن الموقف بشأن كورونا مازال يمثل قلقا ولاسيما في ضوء زيادة متوقعة في السفر للسعودية خلال الحج.