العدد 4321 - الأحد 06 يوليو 2014م الموافق 08 رمضان 1435هـ

هل يساعد رفع أسعار الغذاء على استئصال الجوع؟ (3 - 3)

كثير من الناس يعتقدون أن التحدي الغذائي الكبير في المستقبل سيكون إنتاج ما يكفي لإطعام الجياع. لكن ردم فجوة الجوع لأكثر من 800 مليون من بني البشر، يمكن تحقيقه اليوم إذا كنا على استعداد لاتخاذ تدابير مباشرة لتحسين فرص الحصول على الغذاء.

لدى السعي لاحتساب كم سيستغرق ذلك، فوجئنا بأن نجد أن تمكين جميع الجوعى في العالم من الارتفاع فوق عتبة الجوع، من شأنه أن يرفع الطلب بأقل من 2 في المئة من الإنتاج الغذائي العالمي الحالي.

هذا ويرى آخرون النمو السكاني باعتباره مصدر القلق الرئيسي. معدلات المواليد تنخفض بسرعة، لكنه من الواضح أن المزيد من الخفض سيجعل مهمة إطعام العالم أسهل، ذلك أن الكثير من النمو في عدد الأفواه الواجب إطعامها - من 7 مليارات حالياً إلى 9 مليارات في عام 2050 - سيأتي من الناس الذين يعيشون حياة أطول، كنتيجة إيجابية لتحسين النظافة والصحة والتعليم.

الواقع هو أننا نحن الذين لدينا بالفعل أكثر مما يكفي لتناول الطعام، وأولئك الذين يتوقعون محاكاة نظامنا الغذائي غير الصحي عندما يرتفع دخلهم، هو السبب الرئيسي، حيث يمثل ما يقرب من نصف زيادة 60 في المئة في توقعات الطلب على الغذاء وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لعام 2050!

يبدو أن ما نحتاج إليه الآن هو تعميم مفاهيم العدالة والأكل الصحي والاستدامة في جميع أنحاء منظومة إدارة الأغذية. ويمكننا أن نعتمد بشكل مفيد تطلعات حركة «الطعام البطيء»، ومفادها أن «جميع الناس تستطيع الحصول على الطعام والاستمتاع بالطعام الجيد لهم، والجيد لأولئك الذين ينتجونه، والجيد لكوكب الأرض».

وبالفعل بدأ العديد من البلدان النامية في تتحرك في هذا الاتجاه، مستوحاة من نجاح برنامج القضاء على الجوع في البرازيل، فهو يربط بين الحماية الاجتماعية الموسعة للأسر الفقيرة وشراء الطعام للغذاء المدرسي، لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة على النطاق الصغير.

ولكن يجب على الدول الصناعية أيضاً الوفاء بمسئولياتها بوقف آثارها السلبية على إدارة الأغذية التي تضر لا بأهاليها فقط ولكن أيضاً ببقية أنحاء العالم.

قد تكون الخطوة الأولى هي إعادة توجيه الدعم الزراعي الحالي نحو تعزيز تناول الطعام الصحي، ووقف الهدر الغذائي، وتسريع التحول اللازم إلى نظم الزراعة المستدامة من المنظورات التقنية والبيئية والاجتماعية.

يمكن أن يكون ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالتجزئة جزءاً من عملية التكيف، مع استفادة المستهلكين تدريجياً من حصة أكبر من تكاليف إنتاج «كاملة وعادلة».

وعلى رغم أنهم قد يشكون، فهذا ينبغي أن يكون في متناول مئات الملايين من الناس الذين ينفقون عادة أقل من 20 في المئة من دخلهم المتاح على الغذاء. كما سيكون في متناول الأسر الفقيرة من خلال توسيع نطاق الحماية الاجتماعية.

أندرو ماكميلان

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 4321 - الأحد 06 يوليو 2014م الموافق 08 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً