استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر الشيخ حمد مساء اليوم الأحد (6 يوليو / تموز 2014) بحضور ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، المهنئين من أهالي المحافظة الشمالية بمناسبة شهر رمضان المبارك وذلك في إطار اللقاءات التي يجريها جلالته مع رجالات مملكة البحرين من مختلف مدن المملكة وقراها ، حيث رفع الجميع خالص التهاني وأطيب التبريكات إلى جلالته بهذه الشهر الفضيل، ضارعين إلى الله العلي القدير ان يعيده على جلالته أعواماً عديدة بموفور الصحة والسعادة وعلى شعب البحرين الكريم بالخير واليمن والبركات وان يديم على المملكة نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة.
وقد تشرف الأهالي بالسلام على جلالة الملك، معربين عن أسمى آيات الولاء والإخلاص وأعمق مشاعر الشكر والتقدير والامتنان، على تفضل جلالته حفظه الله بلقائهم والاطمئنان على احتياجاتهم وأحوالهم، مشيدين بالرعاية والاهتمام الذي يوليه جلالة الملك للمحافظة الشمالية وأهاليها كافة وبقضايا المواطنين ومصالحهم وتأمين الحياة الكريمة لهم على مختلف المستويات، مؤكدين أنهم ماضون في نهج الآباء والأجداد في الولاء للوطن وقيادته، معربين عن اعتزازهم بما تشهده مملكة البحرين في عهد جلالته الزاهر من نهضة حضارية وتنموية وما حققته من انجازات متعددة في كافة القطاعات وما تحظى به من مكانة رفيعة إقليميا ودوليا، سائلين الباري عز وجل في هذه الليالي المباركة من شهر رمضان الكريم أن يحفظ جلالة العاهل ويرعاه ويسدد خطاه وان يبقيه ذخرا وفخرا وعزا لمملكة البحرين وشعبها العزيز.
وقد رحب جلالة الملك بالجميع، شاكراً أهالي المحافظة الشمالية على هذه المشاعر والمواقف الوطنية المخلصة، مؤكدا جلالته أن هذه اللقاءات التي تجمع القلوب على المحبة والوفاء والإخلاص هي من أهم الركائز في مجتمعنا البحريني المتحاب ومن عاداتنا العربية الأصيلة النابعة من تراثنا البحريني العريق التي نحرص على المحافظة عليها منذ عقود طويلة ، ونحث أبناءنا عليها دائماً، وذلك تعزيزاً للحمة الوطنية التي تجمعنا كأسرة واحده متكاتفة ومترابطة، داعيا العاهل الى استثمار أيام هذا الشهر الفضيل في نشر ثقافة المحبة والتسامح والوئام، وأن نجعل هذا الشهر شهر خير وبركة بالعمل الصالح وتعزيز وحدة الصف والكلمة، مؤكداً أن شعب البحرين سيظل كما كان دائما شعبا واحدا يصون وطنه ويحافظ على منجزاته ومكتسباته والعمل من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة ، وستبقى البحرين بمشيئة الله دائما بلد الخير والتعاون والتآخي بين الجميع.
هذا وقد بدأ اللقاء بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم .
ثم وجه عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الكلمة السامية التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في هذا المساء المبارك، من ليالي الشهر الفضيل؛ يسعدنا أن نهنئكم والمواطنين الكرام بمناسبة شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى بلادنا وأمتنا العربية والإسلامية بالخير والبركات.
أيها الإخوة،
ليس بخافٍ على أحد، ما تَمُرُّ به المنطقة من أحداثٍ وتقلباتٍ ومتغيرات، نَثِقُ بأنَّها مهما بلغت لن تؤثر سلباً علينا، لِمَا نراه ونَلْمَسُهُ من وعي شعبنا، وحِرْصِهِ على أمن واستقرار البلادِ، وسعْيِهِ للنهوضِ بالوطنِ، ولَسْنَا بحاجةٍ للتذكير بأنَّ أبناء البحرين جميعهم قد أثبتوا بمواقِفِهِم الوطنية، قُدْرَتَهُم في الحفاظِ على أمن بلادهم، وحمايَةِ مكتسباتِهم، والوقوفِ بِحَزْمٍ في وجه كل من تُسَوِّلُ له نَفْسُهُ النَّيْلَ من وَحْدَتِهِم، أو المساسَ بأمنِ وطنهم واستقراره.
ولقد سَجَّلْتُمْ مع إخوانِكم في كلِ المحافظاتِ، مَوَاقِفَ وطنيةٍ سَتَذَكَّرُهَا لكم الأجيالُ، وستبقى وِسَامَاً على صُدُوْرِ الجميع، وإذ نُشِيْدُ بِهَذِهِ المَوَاقِفِ النبيلة؛ فإنَّنَا نُؤَكِّدُ على أنَّ البحرين سَتَبْقَى وَاحَةً للأمن والأمان ، نابذة للتطرف والعنف والإرهاب ، وسَتَظَلُّ مُلْتَقَىً للحضاراتِ ، مُنْفَتِحَةً بِوَسَطِيَّتِهَا على العالم بِتَنْوُّعِهِ ، وتَعَدُّدِ ثَقَافَاتِه .
إن ما وصلتْ إليه البحرين من تقدمٍ وتنميةٍ قد تحققَ بسواعدِ أهلها جميعاً، باجتهادِهم وعطائِهم وبذلِهم، فهم السَبَاقون على مدارِ التاريخِ لكلِ ما فيهِ خير وصلاح هذا الوطن، والواجب علينا الآن أن نتعاون جميعاً في حفظ أمن الوطن ، والمطلوب منكم - بحجم توقعاتنا وثقتنا بكم - كأفراد ومؤسسات بالمحافظة الشمالية، الإسهامُ في استباب الأمن، ونبذ العنف، وسد الثغرات التي ينفذ منها من يضر أو يخل بالسلم الأهلي والاجتماعي. كما نثق بدوركم في تعزيز الشراكة المجتمعية أُسْوَةً ببقيةِ المحافظات ، وخاصة من خلال المحافظة على الأبناء ونصحهم وتوجيههم ومراقبتهم حتى لا يغرر بهم.
إن احترام حكم القانون يحمي الجميع ويصون الحقوق، وهو السبيل لأي إصلاح حقيقي وتطوير مستدام، وإننا ماضون بعون الله وتوفيقه، في طريق الإصلاح الذي أرسيناه وأختاره شعب البحرين، وبإيمان وعزم راسخين. وأننا نحترم ونقدر كل من يسعى لخدمة هذا الوطن الذي نلتقي جميعا على حبه والوفاء له والتضحية من اجله .. ولابد أن نستمع لبعضنا بعض في الداخل ونتوخى الحذر مما يدبر في الخارج لاستهداف وحدة الوطن واستقراره من خلال صناعة الفتن والتطرف.
الإخوةُ الكرام،
نفخر معكم بما تحقق للوطن من إنجازات، أسهم في تحقيقها كُلُ أبناءِ البحرين ، ولعل أبرز ما نعتز به ؛ مسيرتنا الديمقراطيةٍ التي أفرزت مُؤَسَّسَاتٍ دُسْتُوْرِيَّةً ومَجَالِسَ منتخبةٍ، حَقَقَّتْ ولازالت شَرَاكَةً إيجَابِيَّةً في النهوض والارتقاء بالوطن العزيز، في المجالات كافة ، لذا ندعوكم جميعاً للمشاركة في انتخابات مجلس النواب القادم ، تعزيزاً للشراكة الحقيقية عبر مسيرتنا المباركة ، وثِقَتُنَا كبيرة في حبكم للبحرين الغالية، وانتمائكم لها، وحِرْصِكُم على رُقِيِّهِا وازدهارِها . كما نشكر لكم تهنئتكم لنا بالشهر الفضيل.
والله تعالى نَسْأَلُ أن يُوَفِّقَنَا وإياكم لما فيه الخير والصلاح .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بعد ذلك ألقى علي محسن سبت كلمة نيابة عن أهالي المحافظة الشمالية قال فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه،
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرفنا أن نرفع إلى مقام جلالتكم بأسمي وبالأصالة عن أهالي المحافظة الشمالية أطيب التهاني والتبريكات بمناسبة شهر رمضان الفضيل جعله الله شهر خير وبركة على جلالتكم وعلى هذا الوطن العزيز وأعاده الله على جلالتكم بموفور الصحة والعافية والعمر المديد والوطن الغالي ينعم بالأمن والأمان والتقدم والرخاء .
متوكلين على الله سبحانه وتعالى، ومستبشرين بالخير واليمن والكرم الرفيع للبحرين الغالية، ملكًا وحكومةً وشعباً بهذه المناسبة الكريمة، يجتمع لفيف من أهالي المحافظة الشمالية بين أيدي جلالتكم وعلامات الشرف والاعتزاز تترجم معاني هذا اللقاء الوطني الكبير، لنعبر عن أعمق وأعلى مراتب الولاء والانتماء إلى بلاد عريقة تضرب جذور عراقتها في عمق التاريخ، وشرف الانتماء إلى مملكة البحرين، هو شرف أنتمائها العربي الإسلامي الكبير لتكتب هذه البلاد الصغيرة بحجمها الكبيرة بإنجازاتها وعطاءآتها في عهد جلالتكم الزاهر مسارات المستقبل على طريق النهضة والتقدم والرفعة بجهود أبنائها المخلصين.
صاحب الجلالة حفظكم الله،
إن هذا اللقاء الكريم، بكل ما يحمله من طموحات وتطلعات، كلها تصب في صالح أهالي المحافظة الشمالية، فهذا الجزء الغالي من البحرين العزيزة، بكثافتهِ السكانية وامتداد رقعتهِ الجغرافية، فإنه يستبشر خيراً من هذا اللقاء الكريم المبارك، ويطيب لنا أن نشيد بتوجيهات القيادة الرشيدة وحرصهم على توجيه الوزراء لمتابعة احتياجات الأهالي والنزول ميدانيًا للالتقاء بالمواطنين، فقد تشرفنا باللقاء الذي استضافته المحافظة الشمالية بحضور سعادة وزير الدولة لشئون الكهرباء والماء الدكتور عبدالحسين علي ميرزا مساء يوم الأربعاء 2 يوليو الجاري واجتماعه بلفيف من أهالي المحافظة الذين تقدموا بآرائهم ومقترحاتهم واحتياجاتهم.. متمنين أن يستمر هذا النهج الإداري المتقدم.
سيدي صاحب الجلالة،
كم هو شعور كبير بالاعتزاز والفخر ونحن نحظى بهذا اللقاء الوطني الكبير الذي يمثل أبهى صور العلاقة بين القائد وشعبه، وهذا ما يشيع في نفوسنا الأمل الكبير بأن القادم من الأيام أجمل بكثير ونحن نعيش عهدًا إصلاحيًا ينطلق بمشروع جلالتكم الرائد ليعكس روح الأسرة الواحدة في التعايش والمحبة والسلام بين كافة مكونات المجتمع البحريني الأصيل وذلك تماشياً مع المبادرة الإستراتيجية التي أطلقتها المحافظة الشمالية (كلنا شركاء في السلام) ومعبرين لجلالتكم عن دعمنا ومساندتنا للاستحقاق الدستوري المقبل من خلال الدعوة إلى المشاركة في الانتخابات القادمة، وذلك من منطلق حرصنا على استمرار تحقيق المكاسب في إطار المسيرة الديمقراطية من أجل رقي وازدهار وطننا العزيز، سائلين المولى العلي القدير أن يطيل عمر جلالتكم ويوفقكم ويرعاكم ويسدد خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي ختام اللقاء أعرب حضرة صاحب الجلالة الملك عن شكره لأهالي المحافظة الشمالية على حضورهم ، متمنيا لهم كل التوفيق والسداد ومواصلة عطائهم خدمة لوطنهم ومجتمعهم.