استبعد مرشح الرئاسة الأفغانية أشرف عبد الغني تشكيل حكومة ائتلافية مع غريمه عبد الله عبد الله اليوم السبت (5 يوليو / تموز 2014) مما يبدد الآمال في التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة بهدف نزع فتيل التوتر الذي يهدد بتقسيم أفغانستان على أسس عرقية.
واصطدم عبد الغني وعبد الله منذ جولة الإعادة في الانتخابات التي أجريت في 14 يونيو حزيران وتبادلا الاتهامات بمحاولة التلاعب في التصويت وإعلان النصر في السباق لخلافة حامد كرزاي.
وارجأ مسؤولون اعلان النتائج الأولية للانتخابات حتى يوم الاثنين مما أثار تكهنات بأن هناك مساعي خلف الكواليس لابرام اتفاق تقاسم للسلطة. ويمنح هذا التأجيل كلا المرشحين مزيدا من الوقت لايجاد سبل للخروج من المأزق.
لكن خلال كلمة للصحفيين اليوم السبت نفى عبد الغني بشكل علني أنه يسعى لتشكيل حكومة ائتلافية.
وقال عبد الغني " الناس يشعرون بالقلق ويتساءلون إن كنا أبرمنا اتفاقا. اجابتنا واضحة.. لم نبرم أي اتفاق. نطمأن الناس بأننا لن نخون أصواتهم."
وأضاف "التزامنا هو الدفاع عن المصالح الوطنية وليس المصالح الشخصية."
وبدد النزاع الطويل بشأن الانتخابات آمال الغرب تقريبا في حدوث انتقال سلس للسلطة في أفغانتسان حيث تسود أجواء التوتر فيما تستعد معظم القوات التي تقودها الولايات المتحدة للانسحاب هذا العام.
ويحظى عبد الله وهو مقاتل سابق مناهض لطالبان بتأييد الأقلية الطاجيك في شمال البلاد بينما يمثل عبد الغني وهو خبير اقتصادي سابق بالبنك الدولي الأغلبية البشتون.
وفي الوقت الذي تحتدم فيه المواجهة بينهما تسرى تكهنات في أفغانستان بحدوث انقسام على نطاق أوسع وعلى أسس عرقية أو اندلاع المزيد من أعمال العنف ما لم يوافق الطرفان على قبول نتيجة التصويت أو الموافقة على اتفاق لتقاسم السلطة.
ومما يزيد الوضع تعقيدا تعهد مقاتلو حركة طالبان بتعطيل العملية الانتخابية. وأضرم متشددون اليوم السبت النار في 200 حاوية نفطية تمد قوات حلف شمال الاطلسي قرب كابول بالوقود.
ويقول مساعدون لعبد الغني نقلا عن مراقبين انتخابين انه يتصدر السباق الانتخابي بفارق مليون صوت على الأقل.
ومن جهته وجه عبد الله أصابع الاتهام لكرزاي الذي ينتمي للبشتون بلعب دور في تزوير الانتخابات لصالح عبد الغني وخلال الأسبوع الماضي خرج آلاف من أنصار عبد الله في مسيرة للقصر الرئاسي للتعبير عن احتجاجهم بشكل سلمي.
وقال عبد الغني "تسببت حالة عدم اليقين في خسارة استثمارات تقدر بمئات الملايين من الدولارات... الصفقات تتعطل لان المستقبل غير واضح."
وردا على مزاعم التلاعب على نطاق واسع تعيد المفوضية المستقلة للانتخابات فرز الأصوات من 1930 مركزا للاقتراع وستعلن نتائجها يوم الاثنين.
وقد يضع رفض اي من المرشحين قبول نتيجة الانتخابات البلاد في مأزق خطير وهو أمر يثير قلق الولايات المتحدة التي تأمل في انتقال سريع للسلطة من أجل توقيع معاهدة أمنية تسمح لبعض القوات الأمريكية بالبقاء في البلاد.
وقال عبد الغني إنه لا ينبغي إرجاء اعلان النتائج أكثر من ذلك.
وأضاف " لا يمكن تغيير الجدول الزمني الانتخابي. التزمنا بالعملية وينبغي اتباعها. من اجل الوطن قبلنا التأجيل لبضعة أيام أخرى لكن لا يمكننا أن نقبل بأي تأجيل اخر."