العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

وتيرة الحياة

إننا في الوقت الذي نسعى فيه جميعاً لأن ننجح في الحياة، وأن نحقق فيها أهدافنا وطموحاتنا، إلا أننا نختلف كلنا جميعاً في مقدار ما نبذله وما نعطيه من جهد لتحقيق نجاحنا في الحياة.

البعض يترجم حرصه على النجاح في الحياة عبر العيش في حالة من السباق مع الحياة، يعيشون عصر السرعة بكل معانيها، يختصرون ما يمكن اختصاره، ويستعجلون ما يمكن استعجاله، ويستزيدون مما يمكن الاستزادة منه بأكبر قدرٍ ممكن مما يتوفر لديهم من طاقة وقدرة وإمكانيات، وهؤلاء يتجاوبون مع التحديات والضغوط والأزمات المتزايدة ببذل المزيد من الجهد للإنجاز أكثر والضغط على أنفسهم أكثر، وهؤلاء لا يسعدهم إلا الأمل في قدرتهم على العيش في الحياة بوتيرة أسرع فأسرع... إنهم يريدون أن يسبقوا الزمن، ويسبقوا الآخرين ويسبقوا كل شيء ممكن، فهذا هو السبيل الأمثل بحسب اعتقادهم يكون النجاح في الحياة، في أن تسبقها.

وفي مقابل هؤلاء الذين يعيشون الحياة بوتيرة متسارعة قدر إمكانهم، هناك كمٌّ كبيرٌ آخر من الناس الذين يعيشون حياتهم بوتيرة جدّاً بطيئة، بطيئة لحد الملل والضجر، حياة رتيبة وهادئة جدّاً إلى درجة أن الأيام تتشابه فيما بينها بشكل قاتل، هؤلاء بلا شك لديهم ما لديهم من مخزون معرفي وطاقة، لكنهم … في حالة من السكون والاستكانة والمسكنة، نعم، من الواضح كلا النمطين من وتيرة التفاعل مع الحياة غير صحيح… لا الوتيرة المتسارعة ولا الوتيرة المستكينة، ومن السهل علينا أن نقرر عدم اتباعهما كمنهج في الحياة، إلا أن في استبعادهما يبرز السؤال الصعب الذي نبحث له عن إجابة وافية وشافية وكافية والسؤال هو: يا ترى… ما هي الوتيرة المناسبة للعيش في الحياة؟

الوتيرة التي لا استعجال فيها فتضيع التفاصيل... والوتيرة التي لا استبطاء فيها فتضيع العناوين.

الوتيرة المناسبة إلى العيش في الحياة، حيث نصل إلى مستوى كلي من التناغم والانسجام مع وتيرة الحياة ذاتها… وكأنما السؤال هو: ما هي وتيرة الحياة؟

نعم، علينا أن نكتتشف وتيرة الحياة لنكتشف الوتيرة المناسبة إلى العيش فيها بتوافق تام معها، ولأن الحياة بها ما بها من العناصر الكثيرة، فالأمر أشبه باكتشاف معادلة الحياة ذاتها، وهي معادلة لا يمكن أن تأتي بشكل ارتجالي، ولا يمكن أن تأتي من خلال تلقين أو تعليم من أحدهم، المعادلة بحاجة إلى أن يكتشفها كل أحدٍ فينا، أن يلمس المقادير الصحيحة لحياته.

وهنا سؤال آخر قد يساعدنا على الوصول إلى الإجابة الصحيحة: فما هي المقادير الصحيحة للعيش في الحياة؟

كيف نعرف أننا بحاجة هنا إلى جهد أكثر، وأننا في هذا الموضع، نحن بحاجة إلى مقدار أقل من الجهد، أعتقد إن هذا هو جوهر الحكمة: أن تعطي الأمور حقها وتعطيها المقدار المناسب، إن علوم ومهارات تنظيم الوقت أداة مهمة وأساسية لمعرفة هذه المقادير، إنني هنا أستطيع القول إنها الأدوات التي تساعدنا على إنتاج الحكمة الخاصة بمعرفة المقادير الخاصة بالحياة، الأمر الذي يساعدنا على أن نعرف ما هي الوتيرة التي تمشي عليها الحياة... الأمر الذي يساعدنا على أن نجعل من وتيرتنا الشخصية منسجمة ومتناغمة مع وتيرة الحياة طبعاً، لابد من التأمل لكي تصبح مهارات تنظيم الوقت ناجعة ومفيدة، التأمل أداة مفيدة وعميقة تجعلنا نصل إلى عمق الحياة ومن دونها تكون كل مهاراتنا وممارساتنا هباءً منثوراً.

محمد الملا


الصبر والنسيان

النسيان أحد الهبات الإلهية العظيمة التي يتكرم بها سبحانه وتعالى على عباده المسلمين فمن أوتي نعمة الصبر والنسيان فقد أوتي خيراً كثيراً.

والصبر من وجهة نظرنا هو أن تكون عند الشخص القوة والطاقة اللازمة لتحمل أمر ما ونسيانه بعد صبر طويل وهو على يقين بأن الصبر مفتاح الفرج، أن الأحلام التي تتمناها النفس البشرية لا تتحقق إلا بالصبر وهو العامل الأساسي بين النجاح والفشل وبين السعادة والنجاح، فالصبر والنسيان يحتاجان إلى قوة جبارة فليس كل صابر صباراً، ويقول الحق سبحانه وتعالى «إن الله مع الصابرين» وهناك من الآيات التي تمجّد هذه الفضيلة السامية.

فمثال على ذلك سيدنا أيوب الذي يضرب به المثل في الثبات والصبر على ما جاءت به الأقدار، لقد كان سيد قومه قوي البدن والطلعة يرتع في الغنى والثراء والمال والبنين، فابتلاه الله بموت أبنائه وضياع أمواله وذبول جسده ولكنه لم يقنط من رحمة الله وكان مؤمناً أشد ما يكون الإيمان بأن الذي منحه هذه النعم قادر على إرجاعها إليه مرة أخرى وكان له ما أراد، وضرب لنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام المثل الأعلى في الصبر، فقد ابتلي المصطفى ابتلائات قوية وموجعة حيث اتهم بالجنون والشعوذة وحوصر حتى الموت وطرد من بيته، كما أنه رمي بالحجارة لكنه كان كإخوته الأنبياء والرسل مثل موسى وعيسى وإبراهيم ونوح، لقد كان آية في الصبر والتحمل.

فرق شاسع يا صديقي بين الصبر والخنوع، فالصبر قوة إيجابية تستوعب القدر والمصير، أما الخنوع ذل واستسلام وشتان ما بين التوكل والتواكل.

إن الصابر متفائل، واثق، فرح، مبتسم، مستبشر بالخير، يجد لذة في الصبر من أجل تحقيق ما يريد، إن أفلح شكر وإن أخفق صبر، وعلى العكس من ذلك تجد الخانع اليائس من رحمة الله.

كن صابراً قوياً متفائلاً يا صديقي، توكل على الله الذي يقول «أنا عند حسن ظن عبدى بي» فالحياة منذ الخلق فيها خيبات الأمل والابتلاءات بأشكالها وألوانها ولا يسلم منها مخلوق.

صالح علي


رسالة مواطن إلى عاطل عن العمل

1. تصحو وقت إرادتك وتنام وقتما تشاء... تصحو، تغسل وجهك أم لا، لا يهم الأمر!

2. تنام من دون أن تضبط المنبه، هذا أن كنت تعي ما يعني ذلك الجهاز الذي ينعت بمنبه، فلا داعي لمحاولة النوم قبل النوم...!

3. لست بحاجة إلى سيارة، وحتى أكون دقيقة أكثر، هناك من يقلك أينما تريد، سبابتك هي التي تحدد الوجهة... فلا تُعاني من مشكلة البنزين ولا مشكلة غسيل السيارة، ولا مشكلة تغيير الزيت ولستَ مضطراً إلى أن (تبركن) بصعوبة أو تعاني من (الريوس).

4. حتى العمال والموظفون ليسوا مثلك... فلا يعرفونك بين المجاميع، إلا إذا قال لهم أحد إنك (كذا وكذا)... فأنت تلبس أجمل الملابس وأنظفها، وفي الغالب بزة رسمية... ملمّعة عَلى الآخر.

5. على رغم أنك فاض... معتاد الجلوس؛ إلا أنك دائما مشغول... ليس أحد قادراً على إمساكك... والأغرب أنك، كثيراً جدّاً، لا تلتزم بالمواعيد!

تلك الأمور الخمسة التي ذكرتها لك عنك... قد تنطبق عليك... فأنا أعرف كثيراً من العاطلين عن العمل أمثالك تنطبق عليهم تماماً... لكن لا تظن أنك وحدك... راجع النقاط الخمس ... ستجد أنها تنطبق على كثير من المسئولين وبشكل حرفي أيضاً، فأنا أقصدهم لا أقصدك أنت... فهم لا يختلفون كثيراً عن العاطلين عن العمل إلا في الراتب الخيالي الذي «يهبشونه» من أحلامنا كي تتحوّل إلى كوابيس!

زينب الجمري

العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:38 ص

      رسالة زينب الجمري روعة

      أوافقك الرأي لكن ويش نقول خليها على الله
      ..

اقرأ ايضاً