العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ

مغرّدون عرب يصطفّون مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في «تويتر»

يحدث في عالم «تويتر». مغرّدون عرب يجدون في المتحدث بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي للإعلام العربي افيخاي ادرعي حساباً لـ «الرتوتة» بالموافقة و «التفاعل الإيجابي» و «الدعاء بحسن الخاتمة» أحياناً.

وإن كان ليس في عالم «تويتر» حرجاً من أن يساند مغرد مغرداً آخر يرى فيه تناغماً مع آرائه وطابور معتقداته، غير أن المثير بالنسبة للمغرّدين العرب أن يكون هذا المغرد ليس مستوطناً إسرائيلياً فحسب، بل الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، ويعبر عن أدبياته ومعتقداته وطموحه.

ظلت إسرائيل في هذا الجزء من العالم «تابوهاً» تعيب شعوبنا العربية والإسلامية على حكامها كسرها بالمصالحة والتطبيع والملاينة، لكن الزمان كما يبدو تغير وصار طيفٌ من شعوبنا يرى «إسرائيل» واقعاً عادي الوجود أو خطراً أصغر يمكن استخدامه درءاً لخطر أكبر، خاصة فيما يتعلق بالساحات العربية المشتعلة.

في حسابه على «تويتر» يملك افيخاي أذرعي (96.490) متابعاً، و5.553 تغريدة غالبيتها رسمية تعبر عن طبيعة عمله بالجيش الإسرائيلي، وأخرى تتعلق باهتماماته الشخصية، كما إن قسطاً وافراً جداً - بحسب طبيعة مهمته - يوفره أذرعي للقدح في حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، والتشهير بقادتها متهماً إياها بـ «الإرهاب» و «الإجرام».

بدا أفيخاي أذرعي عارفاً بطبيعة الجمهور المستهدف من رسائله في «تويتر»، وكذا اتخاذ مسالك التأثير عليهم بما يضمن له تحقيق اختراق «على أي مستوىً» في صفوف هذه القاعدة التي جُبلت على العداء لـ «اسرائيل» الدولة التي تحتل منذ نحو 66 عاماً أرض فلسطين وتعتدي على معالمها المقدسة لدى العرب والمسلمين.

على هذا الطريق، أبدل أفيخاي «السبت المقدس» لدى أتباع الدين اليهودي، وصار يعتني بـ «الجمعة» التي تحتل مرتبة القداسة لدى عامة المسلمين. وصار يغرد في كل يوم جمعة بأدعية لا تختلف في نسقها عما يتداوله المسلمون فيما بينهم، منها: (أسأل الله في هذه الجمعة لك راحة تملأ نفسك.. ورضا يغمر قلبك.. وعملاً يرضي ربك.. وسعادة تعلو وجهك وعفواً يغسل ذنبك وفرجاً يمحو همك.. ورزقاً يقضي دينك» أو «أسأل الله في يوم الجمعة أن يحبب صالح خلقه فيكم وبالرحمة يحتويكم.. وبقضائه يرضيكم.. وبفضله يغنيكم.. ومن شر من اختار الإرهاب شعاراً وفعلًا يكفيكم».

كانت هذه الحبكة موثقة جيداً في سبيل التقارب مع عواطف المسلمين الدينية، لذا جاء نتاجها واضحاً للعيان، فمثل هذه التغريدات من حساب أفيخاي أذرعي لا تقل عن 100 «رتويت» من مستخدمين عرب بعضهم يؤمِّن على الدعوة «آمين»، « دعوة جميلة جداً وعسى ربي أن يهديك إلى الإسلام والخير ويبعد عنك الضلالة والشرك» يقول آخر، «شوفو اليهودي ويش حليلة...... شكلنا ظالمينه» تضيف أخرى.

مع أن الخلطة «التوددية» واضحة لكل ذي لب أو أنعم الله عليه بقليل من النباهة، بيد أن مغردين عرباً فشلوا في اكتشاف سر تعلق أذرعي بـ «جمعتهم» وصمتهم المطبق عن «سبته المقدس»، وصارت بضع أدعية ينشرها هنا وهناك، مادة تبعث على الحيرة في توجهات «الناطق باسم الجيش الإسرائيلي».

هذا والأمر لا يقف عند هنا. فالساحات العربية المشتعلة كما سورية، هي الأخرى منافذ يجد فيها أفيخاي أذرعي مناصرةً من قبل المغردين العرب الذي يستحثونه أحياناً على القيام بأعمال ستجلب وقفة العرب عموماً مع إسرائيل لو قامت بها.

فعندما غرد أذرعي «منطقة الحدود مع سورية وخاصةً هذه المنطقة بالتحديد شهدت عدة اعتداءات تخريبية ضد قوات جيش الدفاع في الأشهر الأخيرة»، بشّره أحد المغردين العرب ويدعى عمر العنزي بالقول: «اعلم يا افخاي أن المسلمين مع إسرائيل في أي ضربة على (.....) عامة والنظام السوري خاصة»، فيما دعت له مغردة أخرى وتدعى بنت التميمة «الله ينصركم ع بشار».

ولما زاد أدرعي «9 الأهداف التي ضُربت تابعة للجيش السوري النظامي وتضم مقرات قيادة ومواقع رمي» المغردة جهان الفاضل أثنت على العمل وغرّدت رداً عليه «شكراً لكم»، بينما قالت له المغرّدة مها الشمري «كفووووو عليك يابن العم!».

العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 4:31 ص

      نفس العرق والدم يحن لبعضه

      عرق واحد ولابد ان يصطفوا مع بعضهم انقول

    • زائر 10 | 4:25 ص

      ماترك شي يتزلف به لعقول العرب الخايبة

      حتى في مباراة الجزائر وألمانيا عمل روحه يشجع الجزائر فقط ليخدع أصحاب العقول الفارغة والذاكرة الضعيفة
      هذا المتحدث بإسم "الجيش" الصهيوني لو ع الأقل بإسم وزارة الثقافة الصهيونية كان بلعناها

    • زائر 9 | 3:12 ص

      الأعراب

      هكذا هم الأعراب
      لمن يتساءل أين ذهب يهود الجزيرة العربية!!
      أحقادهم تكشفهم وتكشف منبعهم

    • زائر 8 | 2:16 ص

      ابن العم

      صح ما غلطو هم ابناء عم لنا يحملون نفس الميزات من أخلاق وخيانه وحقد ومعتقدات وفوق كل هذا افعالهم افعال دنيئه اكثر من اليهود

    • زائر 6 | 1:50 ص

      واضحة لكل ذي لب او انعم الله عليه بقليل من النباهة

      حسابات تويتر ليست مربوطة بالبطاقة السكانية على فكرة... يعني اي شخص ممكن يفتح حساب و يسميه على هواه.. و طبعا نعرف من المنافقين القذرين الي ممكن يتنزلون الى هذا المستوى.

    • زائر 5 | 12:47 ص

      تقاطع المصلحة الغربية و الحاكم العربي (الخوف)

      السناريو كتالي :
      - بقائك كحاكم يعتمد على عدم التعرض لإسرائيل
      - لقتل اي حركة احتجاجية ضد الحكم و ضد المطالبه بمحاربة اسرائيل وعدم التطبيع معها بأي شكل من الأشكال خلق عدو جديد (الشيعة) (ايران) (الإسلاميون) (الاخوان) (حقوق المرأة) ومثلها الكثير من المسميات لتشتيت الانتباه وحرف البوصلة عن التفكير السليم المنطقي ، من هو العدو الحقيقي ؟
      -المطبلون للحكم كثر ومن جميع الأنواع و الأصناف وأعلامه قوي استطاع ان يقنع فئه ليست بالقليلة ان عدوكم ليس انا وليست اسرائيل !!
      الملچاوي

    • زائر 4 | 12:44 ص

      هذا دليل على نجاح الغرب بتغيير بوصلة المجتمعات العربية

      بحجة كره الشيعة أصبح كل شي مستباح لا قيم ولا عقيدة ايدلوجية خاوية التفكير وشديدة الانحطاط هذا النوع كان موجود من فترة طويلة لدى الحكام العرب لكن في السر الان اصبح الباطل على المكشوف وللأسف الشديد ان الكثير من الشعوب العربية تحولو .................يديرها الراعي (الحاكم) نفس الأفكار المقيته الانهزاميه المليئة بالذل و الخنوع ..
      يتبع
      الملچاوي

    • زائر 3 | 11:55 م

      عمله واحده الوهابيه والصهيونيه

      عادي من زمان احنا نقول عن بعض العرب صهيون ! وبل اشد من الصهيونيه الزمن كفيل بفضح عوراتهم. مو حتى الدعاء على بني صهيون حرام وبفتوى من وهابي .

    • زائر 12 زائر 3 | 6:12 ص

      لا تنسون روحكم

      ولا تنسى من جاؤو على ظهر الدبابات الامريكية لإحتلال كربلاء والفتاوي المتخاذله من قبل المرجعيات.

    • زائر 2 | 10:56 م

      انسجام

      هذا انعكاس العالم الواقعي في العالم الإفتراضي، ليس إلا... فلا داعي للإستغراب.

اقرأ ايضاً