دشن عاطلون جامعيون صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي «الانستغرام» تحت مسمى (jobless.bh) منذ ثلاثة أسابيع، بثوا فيها مشاكلهم والتي تتعلق بعدد من القضايا كالتوظيف والتأمين ضد التعطل.

الصفحة والتي رفع القائمون عليها 23 صورة منذ انطلاقها، عنونت بعبارة تقول «نحن عاطلي وعاطلات مملكة البحرين الجامعيين... خصصنا هذه الصفحة للمطالبة بأبسط حقوقنا وهي التوظيف».

وفيما يتعلق بمحتوى الصفحة، فقد تضمنت عدداً من الصور، ورسوم الكارتون المتعلقة بقضايا التوظيف فضلاً عن قصاصات من أخبار منشورة عن التوظيف في الصحف المحلية، إذ بدأت الصفحة برفع صورة تصويرية بها علم البحرين، فيما رفعوا في الثانية رسماً كارتونياً لخريج جامعي بدا مرهقاً وهو يحمل على ظهره كيساً مليئاً بالشهادات العلمية والدورات التدريبية وشهادات التطوع، فيما يتجه نحو سهم يدله على طريق البحث عن وظيفة، ومن الصور المرفوعة في الصفحة أيضاً صورة لرسم كارتوني يبدو فيه خريج جامعي بزي التخرج منطلق من جامعته بسرعة ويبدو فرحاً وبيده شهادته الجامعية ليقع في حفرة أمامه كتب عليها «البطالة».

ولم تسلَم وزارة العمل من انتقادات العاطلين الجامعيين في الصفحة، إذ رفع منشور لوزارة العمل عن مشروع تأهيل وتوظيف الخريجين الجامعيين، والذي اعتبره القائمون على الصفحة أحد المشاريع التي لا يستفيد منها العاطل الجامعي وتعد بمثابة مشاريع على الورق على حد قولهم، كما انتقدوا توجه وزارة التربية والتعليم لتوظيف المتطوعين دون مراعاة لمؤهلاتهم الجامعية، ودعوا العاطلين إلى التفاعل وتسجيل موقف ضد هذا التوجه.

وأكثر الصورة حدة تلك التي تصور الخريج الجامعي كجثة ملطخة بالدماء «ينهش» فيها كل من ديوان الخدمة المدنية ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم، إذ عنونت بتساؤل يقول «إلى متى يخيم علينا كابوس الطائفية والفساد الإداري والواسطة وإلى متى ينتظر خريجو الجامعات حقهم في التوظيف».

وتطرقت الصفحة أيضاً إلى تناول موضوع توظيف الأجانب والتمييز في كثير من مؤسسات الدولة والتي رأوا بأن التوظيف في بعضها لا يقوم على أساس الكفاءة والمستوى العلمي وإنما لاعتبارات أخرى، كما تحدثت الصورة عن المعاناة الاجتماعية التي يعيشها العاطلون الجامعيون وأثرها النفسي عليهم.

وتناولت صورة أخرى هذا المضمون أيضاً برسم كارتوني يسير فيه الخريج البحريني على سكين للوصول للوظيفة والتي في النهاية تكون وظيفة غير لائقة بمؤهلاته، في الوقت الذي أشار التعليق أسفلها إلى تفضيل الأجنبي في التوظيف.

ولا تخلو الطرافة من الصور المنشورة في صفحة العاطلين، إذ رفعت صورة لقنينة مخلل وضع بداخلها عدد من الشهادات كوثيقة للتخرج وشهادة للدبلوم وأخرى للبكالوريوس وعدد من الدورات، وعنونت الصورة بـ «هل يعني أن شهادات الخريجين نصنع منها مخلل أجيبوا وهل يوجد في العام خريجون يعاملون بتهميش كما يحدث معنا».

ورفعت صورة أيضاً لمجموعة من الكتب فوقها قبعة للتخرج ووضع تساؤل أسفلها بشأن ما هو تخصص العاطل الجامعي وسنة تخرجه، والتي لاقت إعجاب أكثر من 70 متابعاً و30 تعليقاً جميعها للعاطلين الجامعيين تحدثوا فيها عن تخصصاتهم وسنة تخرجهم ومنهم عاطلو الخدمة الاجتماعية والذين تخرجوا عام 2003 ومازالوا على قوائم العاطلين الجامعيين، وعاطلو تخصص الفنون التربوية من خريجي عام 2009، وخريجو الإعلام من عام 2011، وخريجو تخصص التربية الإسلامية والذين سبق أن تخرجوا في عام 2009 فضلاً عن خريجي بكالوريوس علم النفس واللغة العربية وعلم النفس التربوي ( فئات خاصة) إلى جانب خريجي الجغرافيا التطبيقية والرياضيات وعلم الاجتماع وتقنية المعلومات والحاسوب وخريجي الإعلام والعلاقات العامة والسياحة.

وفي سياق ذي صلة، رفع في الصفحة صورة لرسم كارتوني يبدو فيها الخريج الجامعي وهو يتسول الوظيفة، في حين تناولوا أيضاً مسألة التوظيف في القطاع الخاص بصورة لرسم كارتوني لشخصيتين أحداهما لوزارة العمل والأخرى للقطاع الخاص يلعبان رياضة التنس الأرضي ويكون فيها العاطل الجامعي هو الكرة، في إشارة إلى تقاذف مسئولية توظيفهم بين الجهتين، فيما وضع تساؤل أسفل الصورة ذكر فيه: «من خلال مراجعتك لمراكز المتابعة التابعة لوزارة العمل، ما هي الوظائف التي رشحت لها؟ وهل تناسب تخصصك؟».

وقد شهدت هذه الصورة تفاعلاً من متابعي الموقع، إذ أعجب بها أكثر من 100 متابع وعلق عليها أكثر من 30 آخرين، ودارت التعليقات حول عدم حصول العاطلين الجامعيين على ترشيحات من وزارة العمل تتناسب مع مؤهلاتهم طوال سنوات والتي غالباً ما تكون وظائف في مطاعم للوجبات السريعة أو كموظفي استقبال ومصانع للخياطة، فيما لفت آخرون إلى عدم ترشيحهم لوظائف بشكل نهائي طوال فترة مراجعتهم.

ونشروا في الصفحة أيضاً قصاصة لمقال نشر في صحيفة «الوسط» عن موازنة وزارة التربية والتعليم و «استنزافها» في توظيف المتطوعين وتعارض ذلك مع جودة مخرجات التعليم، في حين لجأ القائمون على الصفحة في كل صباح إلى رفع صورة يصبحون فيها على متابعيهم لا تبعد أيضاً عن نفس المضمون الذي دشن لأجله الموقع، إذ نشرت صورة لرسم كارتوني كتب فيها كلمة بطالة وعلقت فيها شهادات العاطلين، فيما أطلقوا دعوة للتسجيل في إيميل مرفق لحصر أعداد العاطلين الجامعيين في مملكة البحرين وتخصصاتهم وسنة تخرجهم، وصوراً لاعتصامات سابقة للعاطلين أمام ديوان الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم، فضلاً عن دعوة لحصر عدد المتقدمين لامتحانات التوظيف والمقابلات لعام 2014.

وانتقدوا بشدة استقطاع 1 في المئة من رواتب الموظفين والذي كان من المزمع أن يستخدم لمساعدة العاطلين عن العمل، إذ قالوا: «العاطلون عن العمل لا يستفيدون من هذا الاستقطاع والسبب هو الشروط التعجيزية التي وضعتها وزارة العمل للحصول على هذه المساعدة»، فيما تطرقوا لتلك الشروط وبعض المواقف المصاحبة لها والتي تعرض لها العاطلون الجامعيون في الوزارة.

ولم ينسَ القائمون على الصفحة إطلاق تهنئة للمتفوقين بمناسبة إعلان نتائج المرحلتين الثانوية والإعدادية، وتمنوا لهم حياة أفضل.