العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ

القطان: شهر رمضان فيه عطايا وكرامات ورحمات تُفرح المسلم بقدومه

رأى أنه فرصة لتعمير القلوب بالتقوى والعمل الصالح

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الجفير - محرر الشئون المحلية 

04 يوليو 2014

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن المسلم يفرح بقوم شهر رمضان، ويستبشر بحلوله، لأن فيه يعلن المسلم العبودية الخالصة لله، وفيه من العطايا والكرامات والرحمات، ما يسر الخاطر، ويبهج القلوب.

وفي خطبته يوم أمس الجمعة (4 يوليو/ تموز 2014)، رأى القطان أن شهر رمضان فرصة لتعمير القلوب بالتقوى والعمل الصالح.

وأوضح أن الله تبارك وتعالى جعل للصائم في هذا الشهر فرحتين، بهما تسعد حياته، وتتحقق عبوديته لربه، وينال بهما شرف اللقاء بخالقه سبحانه وتعالى، ومجاورة رسوله (ص)، «ولم لا يفرح المسلم، وقد منّ الله عليه بالهداية وبلغه رمضان، ووفقه للصيام والقيام، وأتم الله عليه نعمته فمنحه الرحمة، وتفضل عليه بالمغفرة، ووعده بالعتق من النار؟!، لم لا يفرح الصائم، وقد أكرمه الله تعالى بأن حباه لساناً ناطقاً يلهج بذكره، وأمره بالتكبير شكراً وحمداً على هدايته، وجعله دليلاً على شكره».

وأضاف «لم لا يفرح المؤمن عند فطره، وهو يتناول قليلاً من الرطب أو حبات من التمرات أو كوباً من الماء البارد بعد يوم شاق، امتنع فيه عن لذيذ الطعام والشراب، غايته رضا ربه، فيتذكر نعم الله عليه، فيأكل وهو يرفع يديه داعياً مولاه العلي القدير، أن يقبل منه صومه وطاعته».

وبيّن أن «المؤمن يفرح عند فطره؛ لأنه حقق الغاية من صيامه، وهي التقوى، فامتنع عن الطعام والشراب، وحفظ سمعه وبصره ولسانه عن الحرام، دون أن تكون عليه رقابة من البشر، ذلك لأنه علم أن له رباً سميعاً بصيراً يحكم في ملكه، ويتصرف في خلقه، يأمر وينهى ويقضي، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، شرع العبادات ليبتلي عباده وهو غني عنهم، وفي عبادة الصوم تبيان لذلك، فإذا لم يحدث الصيام للإنسان تلك التقوى، فإنه لم يحقق الغرض الذي شرعه الله من أجله».

وقال: «ما أحوجنا إلى أن نربي أنفسنا على التقوى، والخوف من الله ومراقبته، في سلوكنا وأخلاقنا، وتعاملاتنا وفي بيوتنا، وفي وظائفنا وفي أموالنا، وفي ما ندخله في بطوننا، ونطعم به أطفالنا».

وأكد القطان أنه «لن تحفظ الأمانات، وتؤدى الواجبات، وتصان الحقوق، وتحفظ الدماء والأعراض والأموال، وتبنى الأمم وتزدهر الحضارات، إلا بالتقوى»، معتبراً أن ما وصلت إليه أمتنا سابقاً وما بلغت من التطور والحضارة، لم يكن إلا ثمرة العمل بإخلاص، ومراقبة الله في السر والعلن، وهي التقوى، وإن خير زينة يتزين بها العبد لا تكون بملابسه الجميلة، وذوقياته الرفيعة، وكلامه الدقيق المنمق الواضح البين، ولكنها في التقوى وهي خير زينة وخير لباس».

وخاطب الصائمين والصائمات بقول: «إن شهر رمضان فرصة لتعمير القلوب بالتقوى والعمل الصالح، والمحروم من حرم فيه الخير، ولم يتزود منه، ولم يعمل فيه أعمالاً تقربه من ربه، وتسعده في دنياه وآخرته».

وأشار إلى أن الصائم يفرح عند فطره، لأنه يقدم من ماله ومن طعامه، ما يطعم به الأكباد الجائعة، فيرى فضل الله عليه، ويرى أيضاً الغني يرحم الفقير، ويعطيه من مال الله الذي أعطاه، وبذلك تعم الفرحة قلوب الفقراء والمحتاجين، وتسود الألفة والرحمة المجتمع، ويشعر كل أخ بإخوانه، وتنعدم الأنانية والبخل والشح من النفوس».

وذكر أن «الفرحة الثانية التي يفرحها المؤمن الصائم، فهي عند لقاء ربه يوم القيامة، يوم توزع الأجور، يوم ينادى على الصائمين من باب الريان، وهو من أعظم أبواب الجنة، ولا يدخله إلا الصائمون، وإن الجنة لتتزين من العام إلى العام في شهر رمضان، ابتهاجاً بعباد الله الصالحين، فإذا دخلوا من باب الريان أغلق فلم يدخل غيرهم أحد، فإذا دخلوا وجدوا نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقضي، وجدوا ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم إنهم في ذلك النعيم، حتى ينادي مناد الله ليأذن لهم بلقاء الملك سبحانه وتعالى وزيارته، ويال ها من زيارة ويا له من لقاء».

وشدد على أن «الواجب علينا أن نحمد الله على نعمة الصوم وكفى بها من نعمة، فاشكروه على فضله، وأكثروا من عبادته وذكره، وأنفقوا من ماله ومما جعلكم مستخلفين فيه، وطهروا قلوبكم من الأحقاد والضغائن، وأروا الله من أنفسكم في هذا الشهر خيراً كثيراً، أكثروا من الصلاة والقيام والصدقة، وقراءة القرآن والذكر، وصلة الأرحام والدعاء، وغير ذلك من العبادات والطاعات، حافظوا على صلاة الجمعة، وعلى الصلوات جماعة في المساجد، وحافظوا على صلاة التراويح والقيام، وحافظوا على وردكم من القرآن، وأكثروا من الدعاء، ليحفظ الله البلاد والعباد، ويعم رحمته وفضله على جميع المسلمين، واسألوه سبحانه وتعالى أن يعيننا على صيام هذا الشهر وقيامه، وأن يتقبله منا جميعاً».

العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً