عشق الحاج سلمان عبدالحسين سلمان البحر منذ نعومة اظفاره عندما كان يرتاد البحر بشكل يومي وهو في صغر سنه حتى بات مصدرا لرزقه ولعائلته. الحاج سلمان من مواليد الثلاثينيات نشأ وترعرع في قرية الهملة وهو اب لثلاثة اولاد وتسع بنات.
الحاج سلمان تحدث لـ «الوسط» عن مهنة الصيد وارتباطه بها، وأبدى أسفا على ابتعاد البحرينيين عن البحر لخطورته من جهة، واستمرار أعمال ردم البحار التي تهدد جودة ووفرة السمك.
وفيما يأتي الحوار مع الحاج سلمان:
كيف كانت بداياتك مع البحر وصيد الاسماك؟
- لقد ارتبطت بالبحر ارتباطا وثيقا منذ ان كنت في الحادية عشرة من عمري عندما كان يصطحبني الوالد معه وبشكل يومي الى البحر حيث كان يلتقي مع اصدقائه الذين اعتادوا الحديث والتسامر على الشاطئ. اعتدت على الارتياد هناك حتى دفعني ابي نحو العمل في مجال الصيد وتعلم انواعه وكيفيته مع الحاج محمد الهدار الذي كان يشتهر بمعرفته والمامه بالطرق البحرية ومناطق الصيد. تعلمت من الحاج محمد وتلقيت الكثير من خبرته قبل ان اقرر العمل بنفسي واقتناء المعدات الخاصة بي.
ما هي ابرز المواقف التي صادفتك خلال مسيرتك في مجال الصيد والتي مازلت تتذكرها؟
- من المواقف التي لا يمكن نسيانها هي عندما اصطدم القارب الذي كنت على متنه مع شخص يرافقني ويدعى الحاج حسن المتروك بـ «بويه» وهو عمود عادة يصنع من الحديد يوضع كعلامة سير وتوجيه لحركة القوارب ولتسهيل معرفة المناطق، الامر الذي ادى لتضرر جسم القارب وادى الى تسرب المياه بداخله عندها لم نجد خيارا اخر سوى التخلي عن القارب بما فيه من معدات واسماك والسباحة الى ان تتيسر الامور. تشبثنا بقطعة خشبية كانت على متن القارب حتى كاد ان يحل الظلام على امل مرور قارب اخر للمساعدة. سبحنا ما يقارب الساعتين من الزمن قبل مرور احد الصيادين الذي رآنا وقام بانتشالنا نحو الشاطئ بعد صراع مع الامواج القوية.
هل اختلفت طرق الصيد في السابق عن الطرق الحالية من حيث المعدات وكيفية استخدامها؟
- نعم هناك اختلافات وفروقات شاسعة في طرق الصيد قديما والمتبعة حاليا، في السابق كنا نستخدم «الغزل» و «المجادير» و «الحيزة»، اما الان فطرق الصيد توسعت والادوات المستخدمة باتت اكثر تطورا من السابق مثل استعمال السنارات و «القراقير» والمسدسات في بعض الاحيان.
برأيك ما هي اسباب عزوف الصيادين البحرينيين عن مهنة الصيد والاستعانة بالعمالة الاسيوية؟
- البحرينيون ملوا من البحر لخطورته، ولان عملية الصيد تحتاج للكثير من الجهد البدني فلذلك فضل البعض العزوف عن الابحار والاستعانة بالعمالة الاسيوية لتسيير عمليات الصيد وبيعه.
المجتمع لم يعد كالسابق في اعتماده على نفسه في انجاز الاعمال والمهمات، بل نجد ان الغالبية العظمى اتجهت نحو الاتكالية حتى في ابسط الامور واسهلها.
هل اثرت عمليات التوسع العمراني من خلال ردم البحر على الصيد ووفرة الاسماك؟
- لاشك أن هذه العمليات من الردم للبحار تقضي على ما تبقى من ثروة سمكية كانت تتميز بها المنطقة في السابق من حيث وفرة وجودة السمك المصطاد. فعمليات الردم تؤدي الى تخريب مراعي الاسماك والعشب الذي تتغدى عليه هذه الكائنات وبالتالي القضاء على البيئة التي تحتاجها للتكاثر.
ما هو الدور الذي ترى أن على إدارة الثروة السمكية القيام به في سبيل المحافظة على الثروات البحرية وتذليل الصعوبات على الصيادين البحرينيين لمزاولة هذه المهنة؟
- مناشدتي لادارة الثروة السمكية في الوقوف بجانب الصيادين والاخذ بمطالبهم واحتياجاتهم وتوفير السبل الممكنة لتشييد المرافق والموانئ في مختلف المناطق، وكذلك مراقبة عمليات الاضرار البيئية، وخصوصا بسبب المصانع المطلة على البحر، وكذلك رفع المعونات المادية المقدمة، وخصوصا للبحارة المبتدئين، واخيرا فرض القوانين التي تمنع الاضرار بالثروة السمكية كعمليات الردم على سبيل المثال.
العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ
يعطيك العافيه حجي
يعطيك العافيه حجي , رؤيتكم تثلج صدورنا