العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ

زها حديد تصمّم البرلمان العراقي الجديد رغم ترتيبها الثالث في المنافسة

ضمن حلقة من حلقات الفساد...

يبدو أن مسلسل الفساد وحلقاته لن يُؤذن بانتهاء، ولن يكون إرساء عقد تصميم مجمّع البرلمان العراقي الجديد على تجمّع هندسي معماري بريطاني يضم مؤسسة المعمارية العراقية العالمية زها حديد، آخر حلقات من تلك الحلقات المتورط فيها ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي يواجه معارضة شديدة من خصومه في الحكومة والبرلمان إضافة إلى معارضة عشائر عراقية، من دون أن ننسى ورطته الكبرى باحتلال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مساحات شاسعة في الشمال.

صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فتحت ملف إرساء تصميم مبنى البرلمان العراقي يوم الأحد (29 يونيو/ حزيران 2014):

منح عقد لأحد المهندسين المعماريين الأكثر شهرة في العالم لتصميم معلم بكلفة مليار دولار (590 مليون جنيه إسترليني). المبنى الذي من المؤمّل أن يبشّر ببزوغ فجر جديد لبلد يظهر شكوكا بشأن مستقبله، ولم يمنعه من اتخاذ قرار مثير للجدل، بعد أنباء توقيع المهندسة المعمارية المولودة في بغداد زها حديد بهدوء عقد إنشاء مجمع البرلمان العراقي الجديد؛ الأمر الذي تسبب في ضجة في المملكة المتحدة والعراق، بعد أن جاء التجمّع الذي كانت من ضمنه حديد في الترتيب الثالث في المسابقة المفتوحة التي كان من المفترض أن تقرر أفضل تصميم.

في المسابقة التي يديرها المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين نيابة عن السلطات العراقية، خسرت حديد في شهر أغسطس/ آب العام 2012 من خلال فريق تجمّع بقيادة استوديو التصميم البريطاني ويتضمن، آدمسون وشركاه، و «المهندسين المعماريين التنفيذيين».

هناك غضب بعد أن تبيّن أن حديد وقعت شخصياً عقد تصميم المجمّع في مايو/ أيار 2014 في السفارة العراقية بلندن - مع انزعاج بعض العراقيين في الداخل العراقي والذين لم يتمكّنوا من رؤية مخططات المبنى.

وزعم مدير التجمّع بيتر بيسلي بأن فريقه كان تم «تجميده تماماً» من قبل العراقيين - على رغم إعلان الفائزين في المسابقة وتلقي الجائزة الأولى التي وصلت إلى 250 ألف دولار أميركي.

وأخبر بيسلي مجلة «تصميم المباني»: مثل أشياء كثيرة في العراق، فإنها تبدأ بالخطوة الصحيحة، ولكنها لا تحمل حتى النهاية إلى الشفافية المطلوبة».

وقد أصبح من الواضح بشكل متزايد في العام الماضي بأنه كان هناك تردّد لبناء تصميم مبنى أسطواني تحيط به جدران منقوشة لتوفير الظل - وقد شكّك بيسلي فيما إذا كان الإرث العراقي لحديد جعلها الخيار الطبيعي كمهندس معماري للبرلمان الجديد تلقائياً.

«معظم البرلمانات الجديدة تدار من قبل غير المواطنين». الرسالة التي ستُبعث إلى العالم يمكن أن تكون في الواقع مناطقية. في أماكن أخرى من الفنون، الفائزون الجدد الناشئون من صعيد اليسار أمر مفروغ منه.

«للفوز بجائزة بوكر عليك أن تقدّم كتابك، وليس العلامة التجارية الخاصة بك. جميع المهندسين المعماريين لديهم مصلحة في هذه النتيجة. وهو يضرب في جذور ما يُبقي على حيوية العمارة، والفن المعقول».

والقرار أيضاً تسبّب في انزعاج مراقبين عراقيين، على رغم مكانة حديد باعتبارها أول امرأة تفوز بجائزة بريتزكر المعمارية - تسمى جائزة نوبل للهندسة المعمارية - مع سجلّ حافل في تصميم المباني الناجحة بما في ذلك مركز السباحة في دورة الألعاب الأولمبية بلندن العام 2012.

في رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلت من قبل جمعية المهندسين المعماريين العراقيين، انتقد إحسان فتحي في شكواه السرية الواضحة والمحيطة بفريق حديد للتصميم. وقال: «حاولت مرات عديدة ولو إلقاء نظرة سريعة على التصميم من دون أن أنجح في ذلك».

وأضاف «من غير المقبول على الاطلاق لأي مواطن عراقي أن يمنع من رؤية كيف سيكون عليه برلمان بلاده».

ولم يتسنَ الحصول على تعليق من حديد. ولكن المتحدث باسمها قال في وقت سابق، إنه مازال يمكن متابعة العقد لأن «القواعد تسمح لأي من المقترحات المقدمة التي سيتم اختيارها للبناء، بغض النظر عن وضعها في المنافسة». في إشارة إلى ترتيب تجمّع زها حديد الذي حل في المركز الثالث في المنافسة على عقد البناء.

يذكر أن زَها حديد معمارية عراقية، ولدت في العاصمة (بغداد) في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1950، وهي ابنة وزير المالية السابق محمد حديد، وهو من مواليد الموصل العام 1907، وتوفي في العاصمة البريطانية (لندن) العام 1999، والذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق خلال الفترة ما بين 1958 و 1963.

وظلت حديد تدرس في بغداد حتى انتهائها من دراستها الثانوية. حصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت العام 1971، ولها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية.

حاصلة على وسام التقدير من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية. تخرجت العام 1977 في الجمعية المعمارية «Architectural Association» بلندن، وعملت كمعيدة في كلية العمارة 1987. انتظمت كأستاذة زائرة أو استاذة كرسي في عدّة جامعات في أوروبا وأميركا منها: هارفارد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل.

تسنى لها أن تحصل على شهادات تقديرية من أساطين العمارة مثل الياباني كانزو تانك. قفز اسمها إلى مصاف فحول العمارة العالمية، ولاسيما بعد خفوت جذوة تيار ما بعد الحداثة بعد عقدين من الزمن.

كما حصلت على جائزة بريتزكر المشهورة في مجال التصميم المعماري، حيث تعادل في قيمتها جائزة نوبل، وبذلك اصبحت زَها أول امرأة تفوز بها منذ بدايتها التي يرجع تاريخها إلى نحو 25 عاماً، كما أنها أصغر من فاز بها سناً وكان ذلك في العام 2004.

كما فازت بأرفع جائزة نمساوية العام 2002، حيث حصلت على جائزة الدولة النمساوية للسياحة.

العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً