لم يكتف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإيقاف لاعب منتخب الأورغواي لويس سواريز عن اللعب مع منتخبه في بطولة كأس العالم المقامة في البرازيل بسبب «العضة الشهيرة» في مباراة إيطاليا، وقام بإصدار عقوبة نوعية قد تكون الأولى من نوعها في بطولات كأس العالم والبطولات الكبرى الأخرى تقضي بطرد اللاعب من البرازيل حالا بالإضافة إلى عقوبة الإيقاف عن مزاولة اللعبة لـ 4 أشهر وكذلك عدم المشاركة مع المنتخب في 9 مباريات رسمية.

(فيفا) أخذ قرارا قويا من دون الاكتراث بحجم اللاعب ومكانته في كرة القدم كأبرز المهاجمين في العالم في الوقت الجاري جعل الكثيرون منهم «المعضوض» الإيطالي جورج كيليني يتعاطف مع «اللاعب العضاض» وتحول الحديث في الوسط الإعلامي العالمي بين متعاطف ومؤيد، وأبرز المتعاطفين الرجل الأول في الأورغواي وهو رئيس البلاد إلى جانب الأسطورة الأرجنتينية مارادونا، وكان واضحا بأن الأصوات المؤيدة محدودة وأبرزها الأسطورة البرازيلية بيليه.

وسط هذه التجاذبات الإعلامية والحشد الكبير أمام بيت لويس سواريز في الأروغواي من أجل التضامن ورفضا للعقوبة، خرج سواريز ليقدم الاعتذار عما بذر منه عبر صفحته في التويتر، ليوقف بذلك كل هذه التجاذبات، وتحول الحديث «هل بعد الاعتذار ستخفف العقوبة يا (فيفا)؟ (فيفا) لم تعلق حتى الآن، إلا أم الأهم هو «الاعتذار» وهو كما يقال «من شيم الكبار»، ليس سهلا أن يخرج رئيس بلاده ليدافع عنه بشراسه ثم يخرج هو ليقول «أعتذر» بكل بساطة.

الدرس المستفاد من قصة سواريز هذه أن اللاعب الكبير يجب أن يكون قدوة في كل شيء، قد تختلف السلوكيات (أعني التقليعات وقصات الشعر) بين مجتمع وآخر ولكن تبقى (الأخلاق) عاملا مشتركا بين كل هذه المجتمعات، وعلى اللاعبين الكبار أن يكونوا قدوة، ولا يضعون أنفسهم في مواقف كهذه، وإذا ارتكبوا أخطاء شنيعة كهذه لا يكابروا ويبادروا بـ «الاعتذار» للجميع لأن تصرف كهذا استخفاف بالمشاهدين جميعا قبل أن يكون إيذاء للمنافس.