العدد 4318 - الخميس 03 يوليو 2014م الموافق 05 رمضان 1435هـ

عين «اصْخَارَهْ»... تاريخها يعود للقرن 12 الميلادي وتواجه قدر الاندثار

غرفة المضخات المائية، التي تضخ المياه للمزارع من قاع امتدادات العين
غرفة المضخات المائية، التي تضخ المياه للمزارع من قاع امتدادات العين

عين «اصْخَارهْ» في قرية صدد... تاريخها يعود للقرن الثاني عشر الميلادي، وهي مهددة بالردم والاندثار على رغم إصرارها على الجود بالمياه الجوفية حتى يومنا هذا.

وتبنت عين «اصْخَارهْ» مهمة إيصال المياه من عيون عدة مجاورة إليها، باستخدام القنوات الجوفية. ويمكن النزول عبر الفوهات أو ما عرف بالمداخن لاستخراج الماء وتنظيف المجرى بالتزامن مع حالات المد والجزر. وأوصى مجلس بلدي الشمالية في جلسته الاعتيادية الأخيرة للدور الرابع بالدورة البلدية الثالثة، بترميم عين «اصْخَارهْ» بقرية صدد واعتمادها موقعاً أثريّاً واعتمادها لدى قائمة اليونسكو.


تحمي نفسها بجدران آيلة للسقوط وتصرّ على الجود بالمياه حتى اليوم

عين «اصْخَارَهْ»... تاريخها يعود للقرن الـ 12 الميلادي وتواجه قدَر الاندثار

الوسط - صادق الحلواجي

عين «اصْخَارهْ»... تاريخها يعود للقرن الثاني عشر الميلادي بحسب تاريخ العيون في المنطقة الغربية من البحرين، وهي عين تجاور عينَيْ الحكيم في مواقع متتابعة ومترابطة عبر قنوات جوفية بنظام الأفلاج، بُنيت بهندسة وأسلوب الثقب أو المدخن، حيث تسمح بتدفق المياه لأعلى السطح من القنوات الجوفية وحتى المداخن العمودية. وباتت هذه العين أملاكاً خاصة، ومهددة بقدر الردم والاندثار على الرغم من إصرارها على الجود بالمياه الجوفية حتى يومنا هذا.

وتبنّت عين «اصْخَارهْ» مهمة إيصال المياه من عيون عدة مجاورة إليها، باستخدام القنوات الجوفية. ويمكن النزول عبر الفوهات أو ما عرف بالمداخن لاستخراج الماء وتنظيف المجرى بالتزامن مع حالات المد والجزر.

وأوصى مجلس بلدي المنطقة الشمالية في جلسته الاعتيادية الأخيرة للدور الرابع بالدورة البلدية الثالثة، بترميم عين «اصْخَارهْ» بقرية صدد 1038، واعتمادها موقعاً أثريّاً واعتماده لدى قائمة «اليونسكو» بالأمم المتحدة.

ونقل مجلس بلدي المنطقة الشمالية تفاصيل عن هذه العيون ضمن تقرير خاص أعده عنها، وذكر أن «في سبيل إيصال الماء من العين للمناطق البعيدة التي لا يوجد بها عيون تم حفر قنوات ضخمة وتم تغطيتها فأصبحت كالقنوات التي حفرت تحت الأرض، وهذه الطريقة في توزيع الماء عرفت في البحرين قديما باسم (الفقب) أي الثقب. ويعتبر هذا النظام من الأنظمة الفريدة للحصول على المياه من باطن الأرض عبر آبار عديدة تربط بينها قنوات أرضية تصل في آخرها إلى سطح الأرض».

وأفاد المجلس البلدي بأن «تقنية الري بواسطة القنوات الأرضية قد عرفت في البحرين إبان النفوذ الساساني، أي قرابة نهاية القرن السابع قبل الميلاد، وازداد استخدامها قرابة القرن الثاني عشر الميلادي، حيث حدثت زيادة كبيرة في التوسع السكاني».

وأشار المجلس البلدي إلى أن «كتاب جواد علي، الذي يحمل عنوان: (تاريخ العرب قبل الإسلام)، ذكر وصفاً لهذه القنوات وطريقة حفرها نقلاً عن جيمس بلغريف، حيث يقول إن في جزر البحرين قنوات يظن أنها من عمل الساسانيين، أقاموها للاستفادة من المياه المتدفقة من العيون، وهي أخاديد حفرت في الأرض ثم بطنت بمادة تمنع الماء من التسرب إلى التربة ثم سقفت بصفائح من الحجر، وأهيل عليها التراب لتمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الماء فتبخره، وبذلك تقل كمياته، وبين مسافة وأخرى تقدر ما بين عشرة وعشرين ياردة توجد منافذ لمرور الهواء إلى باطن القناة، وقد بطنت هذه المنافذ بالحجارة، وأقيمت جدر عند مخارجها إلى الأرض لتحميها من سقوط الأتربة فيها».

وتابع المجلس البلدي «لقد تمت دراسة توزيع العيون في الثقب ونظام القنوات في البحرين، وتم رسم خارطة توضح توزيعها في البحرين نتيجة لدراستين تمت الأولى منها في العام 1953، والأخرى في العام 1971. وبعض تلك القنوات طويلة جداً ولا تكون مغطية في بعض المناطق، فلذلك تصبح مجرى مائياً طويلاً وعميقاً في بعض المناطق يطلق عليها الأهالي مسمى (الساب)».

وكانت قرى الساحل الغربي، بحسب ما نقله المجلس البلدي، مشهورة بالعيون العديدة التي تسقي بساتينها ونخيلها، إضافة إلى تلبية احتياجات أهاليها، وقد زارت المستشرقة البريطانية أنجيلا كلارك، المنطقة في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وقامت برسم خارطة توضح كيفية الوصول لمواقع تلك الثقب، والتي أطلقت عليها اسم «المداخن»، وذلك بسبب شكل البرج الاسطواني الشكل الذي يبنى على الثقبة ويشبه المدخنة.

وقد أشارت هذه الباحثة إلى موقع عين إصخاره الأثرية، والتي تقع في مجمع 1038 شرق قرية صدد، وشمالي قرية شهركان، وبالمحاذاة مع منازل مدينة حمد بمجمع 1211 بالدوار الثامن عشر.

وتقع عين «إصخاره» في موقع قريب من عينَيْ الحكيم الأثريتين الواقعتين بين شهركان وصدد بالمنطقة الشمالية، وهما عينان متجاورتان في موقع واحد تربطهما قناة جوفية بنظام الأفلاج، بنيتا بهندسة وأسلوب دفع المختصين للقول بأنهما قد تكونا أقدم من عين عذاري في منطقة البلاد القديم، وتحولتا مؤخراً لأملاك خاصة، وباتتا مهددتين بالردم والاندثار على الرغم من إصرارهما على الجود بالمياه الجوفية حتى يومنا هذا.

وبيّن الباحث التاريخي وصاحب موقع سنوات الجريش، الذي يهتم بتاريخ وتراث البحرين جاسم آل عباس، أن «عين الحكيم قديمة جداً ولا يوجد تاريخ محدد عن حفرها، وبنائها يعتمد على نظام الأفلاج، حيث توجد قناة مائية تحت الأرض بصنع الإنسان قديماً فيها فتحات للأعلى من أجل تدفق المياه، وهي عميقة جداً وبارتفاع يزيد على 3 ارتفاع طوابق، وبقطر يزيد على 60 قدماً».

وقد أصدرت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، قراراً وزارياً في (12 يونيو/ حزيران 2014)، يقضي بإدراج عين الحكيم التراثية بقرية شهركان ضمن قائمة التراث الوطني.

وأشار القرار، الذي نشر في الجريدة الرسمية في مادته الأولى، إلى أنه «يدرج في قائمة التراث الوطني وفقاً لأحكام المرسوم بقانون رقم (11) لسنة 1995 بشأن حماية الآثار، الموقع المعروف بعين الحكيم بقرية شهركان، مجمع 1044، المحافظة الشمالية»، وحدّدت المادة إحداثيات موقع العين. ونصت المادة الثالثة من القرار على أنه يعمل به من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية.

عين «اصخاره» التي تقع وسط إحدى المزارع الخاصة بمنطقة صدد
عين «اصخاره» التي تقع وسط إحدى المزارع الخاصة بمنطقة صدد
الأشجار والمخلفات تغطي عين «اصخاره» وسط انهيارات رملية حولها
الأشجار والمخلفات تغطي عين «اصخاره» وسط انهيارات رملية حولها
جدران متهالكة وآيلة للسقوط مازالت تصرّ على حماية العين من الاندثار
جدران متهالكة وآيلة للسقوط مازالت تصرّ على حماية العين من الاندثار

العدد 4318 - الخميس 03 يوليو 2014م الموافق 05 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:27 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،دفن مساحات شاسعه من البحر ،،والعمران الجديد ،،اثر تاثيرا سلبيا على معظم العيون بالبحرين ،،حيث تتفاوت نسبة المياه الجوفيه ل هذه الابار ب مستوى المد والجزر { الگراح والسگي } هذه ثروه من ثروات وتراث اهل البحرين الاصليين ،،فأنقذوا ما تبقى منها ،،وكفى الطمع والجشع ل دثرها ،،يا مسهل .

    • زائر 3 | 2:14 ص

      بلد لا يهتم

      دولة لاتهتم ، ممكن الكل يعرف ليش،

    • زائر 2 | 10:36 م

      شكرا

      لكم الشكر و التقدير علي متابعة هذه الثروات و النعم. مع الاسف لسنا بمستواها حتي نحافظ عليها. بجهلنا دمرنا كل عناصر الحياة التي وهبها الخالق لهذه الارض لتكون موقعا حضاريا منذ الاف السنين.

    • زائر 1 | 10:23 م

      درازي

      رحم الله اجدادنا , عمروا الارض وحفروها بأظفارهم , وكل هذا كان لنبني سعاتنا على انقاض شقائهم , ولشديد الاسف جاء من بعدهم قوم افسدوا ما عمروه ...

اقرأ ايضاً