يعتبر اللاعب العمود الفقري والعنصر الأساسي الأول لممارسة الرياضة بشتى أنواعها وأشكالها، وقد رأينا في لاعبي كأس العالم أموراً كثيرة تمكّن أي لاعب من النهوض بمستواه والصعود عالياً إلى عالم المشاهير، فالصبر والشجاعة والعزيمة وعدم التهاون في الخصم وتعاون الفريق بأكمله والعطاء بكل صدق وغيرها الكثير من الأمور التي تجعله يعمل بجد من أجل الخروج على أقل التقادير بالمنافسة على المراكز الأولى حتى لو لم يفز.

الدرس الثالث الذي يمكننا أن نتعلمه من البرازيل هو للاعبين، لما يمثله من عنصر حساس في الرقي بالرياضة أو حتى انحطاطها، والجميع يأمل أن تكون استفادتهم من البطولة العالمية بالشكل الإيجابي الذي يساهم في رفع مستوى اللاعب والدوري الذي يلعب فيه.

ولكي نربط الكلام النظري بالواقع العملي لابد لنا أن نتذكر بعض الأمثلة فيما نقول، فها هو المنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد كان قريبا من تحقيق المفاجأة بالفوز على ألمانيا التي لولا خبرتها لما تمكنت من قلب معطيات المباراة، لكن الجزائريين قدموا صورة رائعة عن العزم والصبر في كل مبارياتهم، فقلبوا التوقعات، وخرجوا مرفوعي الرأس، كانت تلك عزيمة قلما تجدها في فرق تستسلم في حال تأخرها.

ليس فقط ما نستفيده العزيمة والصبر، فهناك الاستفادة من الروح العالية التي يتمتع بها اللاعبون والتي كانت كفيلة بإبعادهم مثلا عن الدخول في نقاشات غير مجدية مع الطواقم التحكيمية على رغم أخطائهم الفادحة، كما حصل للاعبي البوسنة وغيرهم الكثير الذين احتجوا لثوان ودقائق معدودة وعادوا للعب من جديد، وكأن شيئا لم يكن.

نتذكر أيضاً كيف حدثت بعض المناوشات بين بعض اللاعبين كما حصل في مباراة البرتغال وألمانيا، والتي طرد على إثرها لاعب البرتغال بيبي، الذي خرج بهدوء تام من دون اعتراض على رغم عدم اقتناعه بأسباب الطرد، لكن الجميع خرج في الأخير مقتنعين بالنتيجة مصافحين الخاسر والغالب معاً من دون وضع الحواجز، كل ذلك يتطلب اللعب بصدق وروح رياضية من أجل تقديم الصورة المفضلة عن اللعبة التي يمارسها، وفي النهاية تلك هي قوانين الكرة.