مع دخول الشهر الفضيل، ما رأيكم أن نبدأ حملة بيئية خيرية مع بداية الصيف ودخول شهر رمضان المبارك؟ وهي رسالة موجهة إلى الإنسان والأحياء من حولنا، عنوانها «رمضان الرحمة»، وشعارها «سقاية العطاشى»، وقوامها التذكير بأوجه للصدقة عظيمة. وهذه رسالة «جمعية أصدقاء البيئة» التي نشرتها لأول مرة في 2008، واستمرت في نشرها مع مقدم رمضان من كل عام بشيء من التعديلات.
التسوق
ينبغي أن نفكر في أمور عدة أثناء التسوق، وذلك أن نكون حميمين للبيئة، منها:
1. خطط لتسوقك وخذ معك أكياس تسوق من الممكن إعادة استعمالها، قماشية أو نحوها.
2. ضع في صندوق السيارة صناديق لترتب فيها مشترياتك التي ستحضرها في العربة إلى السيارة.
3. لا تستعمل أكياس النايلون التي يعرضها المحاسب في المتجر إلا إذا كنت مضطراً لذلك بالفعل.
4. عند اختيار مشترياتك، اهتم باختيار الأقل تغليفاً، التفاحة المغلفة مثلاً ليست أنظف من المكشوفة، كلاهما ستغسلها في البيت، ولكن المغلفة تعني مزيداً من النفايات.
5. تذكر أن أكياس النايلون لها أضرار كبيرة على الصحة وعلى الكائنات الحية في البر والبحر، وأنك تستخدمها مرةً لكن ضررها يستمر لمئات السنين بعد ذلك سواء في البحر أو البر أو تحت الأرض أو في الهواء إذا أحرقت.
إماطة الأذى
إماطة الأذى للصائم الصديق للبيئة تتطلب أموراً وتطبيقات يمكن أن نمارسها في حياتنا اليومية، مثل :
1. عدم رمي النفايات في الطرقات سيكون بداية جيدة وذلك يشمل جميع أنواع النفايات.
2. عدم التدخين في حضور آخرين؛ لأن ذلك أذى لهم يفرضه عليهم المدخن ظلماً وعدواناً.
3. عدم قطع الأشجار أو الدوس على النباتات لمجرد القدرة على ذلك.
4. الحذر عند سياقة السيارات ليلاً كي لا تتسبب السرعة والظلام في دهس الحيوانات كالقطط والكلاب الضالة، أو الغزلان المعرضة للانقراض أو الضباب التي يتعرض أعداد منها للموت يومياً تحت إطارات السيارات.
5. لا تستخدم السيارة للاستعراضات والدوران دون طائل فذلك يزيد من تلوث الهواء وأذيتنا جميعاً.
6. عندما تكون قادراً على المشي بدلاً من استخدام السيارات فافعل، في ذلك رياضة وفرصة لإفشاء السلام وتقليل من تلوث الهواء والتربة الذي تسببه السيارات.
7. الدراجات الهوائية هي وسيلة نقل خضراء، ما أجمل أن تميز رمضان 2014 ويكون نية ذلك إماطة أذى التلوث عن الهواء الذي يستنشقه الناس ولاسيما الأطفال وكبار السن.
8. عدم حبس الطيور في أقفاص وعدم سجن الأسماك في أحواض صغيرة فذلك مخالف لفطرتها وحكم على الطيور بالحرمان من الطيران والتحليق والعيش مع أبناء جنسها، وحكم على الأسماك بالحرمان من السباحة والغوص والتمتع بالبحر أو النهر الذي تنتمي له ويوفر لها احتياجات حياتها وبقائها مما لا نعلمه أصلاً.
9. عندما تشاهد سلحفاة بحرية مصابة أو مريضة فبادر بالاتصال بجمعية أصدقاء البيئة ليقوموا بإسعافها وتقديم العلاج المناسب، فحتى لو لم تتمكن أنت من رفع الأذى عنها، فقد ساهمت في إيصالها لمن يستطيع ذلك، وشاركتهم في الأجر بإذن الله.
تهادوا تحابوا
في ذكرى ميلاد أحبة لك، أطفالاً كانوا أو كباراً، أو في ذكرى زواجهم أو أية مناسبة مهمة في حياتهم تستطيع إهداءهم التالي:
- قنينات مياه باردة أو عصائر توزعها على العمال في الشوارع لينال أجرها ويشملك.
- تغرس نخلة في حديقة بيتهم أو في حيهم وتسميها باسمهم وتشجعهم على سقايتها والاعتناء بها.
- تجمعهم في رحلة إلى ساحل قريب أو حديقة عامة قريبة وتوفر لهم أدوات التنظيف ليقوموا بتنظيف المكان لينتفع منه الجميع.
- لا تشتري الطيور والأسماك (والحيوانات التي صيدت من موائلها لتباع في الأسواق) وتتعامل معها كما لو كانت ألعاباً للتسلية، فهي كائنات حية خلقها الخالق المبدع العليم في بيئة معينة وأحاطها بمقومات حياتها لتحيا وتسعد وتسبّحه وتقوم بدورها ضمن المنظومة الحيوية التي تنتمي إليها. شراؤك طيراً أو سمكة لطفلك هو تربية خاطئة له على عدم احترام هذه الكائنات الحية وترسيخ لسلوكيات غير صديقة للبيئة ومخالفة للرحمة والإحسان.
في المطبخ
1. قبل أن تنتهي الأطعمة استعملها أو اعطها لمن هم بحاجة إليها. إذا انتظرت حتى تفسد فستضطر لرميها متسبباً في نفايات إضافية وكذلك تكون قد وقعت في إثم بطران النعمة. تذكر أن هناك من يتضورون جوعاً.
2. لا تطهُ أكثر مما سيتم أكله بالفعل كي لا يتحول إلى نفايات.
3. لا تستخدم منظفات كيماوية أكثر من الحاجة، هذه المواد الكيماوية لا تنتهي وتصل في النهاية إلى سلسلتنا الغذائية.
4. استخدم صنبور المياه بأقل دفق ممكن للتقليل من الماء المضيع دون فائدة.
5. احرص على تقليل عدد الأطباق والملاعق المستخدمة لتقليل الماء والكيماويات المستخدمة لتنظيفها.
6. استخدم الشمس والهواء الطبيعي لتهوية المطبخ وتنقية جوه بدلاً من ملطفات الجو الكيماوية.
7. بقايا الطعام لا ترمى في القمامة، بل تجمع وتفرز ويقدم كل منها للكائنات الحية التي تأكلها، بقايا الخبز والرز والخضار والبذور للعصافير (يترك تحت الأشجار القريبة) أو يوصل إلى مربي الدواجن، الخبز بكميات كبيرة يجمع ويعطى لمربي المواشي في أقرب مكان حولنا، وبقايا اللحوم تعطى للكلاب والقطط. من المهم التأكد أن ذلك غير مختلط ببقايا أكياس بلاستيكية أو مواد معدنية أو بلاستيكية أو ورقية من شأنها أن تؤذي الكائنات الحية.
8. القنينات البلاستيكية لا ترمى في القمامة بل تجمع لتوصل إلى أقرب مركز لتجميع القنينات البلاستيكية (بعد غسلها لأن ترك أطعمة أو أشربة فيها قد يسبب تلوثاً).
9. العلب المعدنية أيضاً يتم غسلها وجمعها لتنقل إلى مركز تدوير يحوي حاويات فرز النفايات وتدويرها.
10. النفايات الورقية النظيفة كذلك تجمع وتؤخذ إلى حاوية جمع النفايات الورقية.
11. تستطيع استخدام قنينات الأجبان (وغيرها) التي فرغت لتخزين البهارات وغيرها بدلاً من شراء قنينات جديدة من السوق ورمي تلك وتحويلها إلى نفايات تثقل كاهل البيئة.
المسجد ومجالس الذكر
من المهم أن يقوم الأئمة والموجهون والمرشدون الدينيون بدورهم في الحث على حماية البيئة كعبادة من العبادات، ابتداءً بالامتناع عن الإسراف في كل شيء سواءً كان استعمال المياه أو الطاقة أو السيارات أو الطعام أو المشتريات، ومروراً على الأخلاقيات الإسلامية التي تتنافى مع الأذى وتحث على الإحسان بصوره كافة، ووقوفاً على الرحمة ومعناها وتطبيقاتها في علاقة الإنسان بنفسه وأهله وجيرانه ومجتمعه وسائر الناس، وعلاقته بالكائنات الحية الأخرى.
ومثلما يحرص خطباء المساجد على تقويم اعوجاج الصفوف في الصلاة، فمن المهم تقويم اعوجاج المعاملات التي هي أساس العلاقات السوية الرحيمة.
ومن المهم أن تستمر مساجد البحرين في دورها المميز في توفير طعام وشراب وقت الإفطار ليأكل ويشرب كل جائع من دون أن يسأله أحد عن شيء، ومن المهم أن يتعاون الصائمون في توفير الماء والطعام للمساجد بحسب ما يرونه من تدفق الناس وقت الفطور والسحور.
ومن المهم أن يحث الأئمة المصلين ولاسيما في شهر الصيام، على المشاركة في الاعتناء بمزروعات المساجد وسقايتها عندما تكون عطشى، وعدم تفويت ذلك الأجر العظيم، أو على الأقل التبليغ عن مشاهدات تدل على عدم عناية المعنيين بالنخيل والمزروعات المحيطة بالمسجد.
وبما أن الذكرى تنفع المؤمنين، فمن المهم التذكير بذلك كلما عاد التركيز التقليدي على جزئيات وتفاصيل الكيفيات والخلافيات، وتم الابتعاد عن الروح وال قيم الأساسية في الإسلام.
ما ذكرناه أفكار يمكن لكل منا أن يقيس عليها وينطلق من خلالها لنحقق للبحرين رمضان خير ورحمة وطاعات تقربنا من الله وتجعلنا من الذين يصلحون في الأرض ولا يفسدون، والذين يغرسون النخيل ولا يقتلون شجرة مثمرة وممن تشهد لهم مخلوقات الله لا عليهم.
من المهم التبرع لضحايا الحروب والإرهاب والتشريد ولاسيما في سورية، وضحايا الجفاف والمجاعات ولاسيما في الدول العربية المسلمة. ومن المهم أيضاً البدء بمن هم حولنا، فالأقربون أولى بالمعروف إن كانوا محتاجين. ولكن سواء استطعنا أو لم نستطع، فهناك أمور صغيرة آثارها كبيرة يمكننا أن نعملها يومياً من موقعنا، وهي:
1. وضع إناء كبير فيه ماء في حديقة المنزل أو الفناء الخارجي للمنزل أو على الشرفات لمساعدة الطيور على الصمود في هذا الحر الشديد الذي يمكن أن يكون قاتلاً لبعضهم، «في كل كبد رطبة أجر».
2. ري أية مزروعات نراها في طريقنا مادامت عطشى ويمكن استخدام قنينات الماء التي شربنا منها ولم نكملها وذلك بتركها في السيارة لهذا الغرض.
3. وضع ماء بارد في المساجد قبل المغرب، فكثير من العمال يذهبون للفطور والصلاة بالمساجد. لا ننسى عمال الشوارع فلنوزع عليهم ماء بارداً متى استطعنا.
إقرأ أيضا لـ "خولة المهندي"العدد 4316 - الثلثاء 01 يوليو 2014م الموافق 03 رمضان 1435هـ
وشكرا للوسط
مرجع مهم
أماطة الأذى
صح لسانك ذكتورة أماطة أدانا عن طريق الناس هو من أهم العبادات
التغيير
فعلا نحن بحاجة للتغيير من الداخل لنكون مسلمين حقا ورحيمين
رمضاننا الأخضر
عزيزتي الدكتورة خولة نشكركِ على المقال الرائع كما عودتينا مبدعة نقاط بسيطة لكن اثرها كبير
كن اخضرا
جميل جدا ان نحافظ على البيئه ونجعل حياتنا خضراء .ترى ما هو رايك فى قصف مستشفى خاص بعبوات مسيل الدموع السامه فى المحافظة الشمالية .كان جديرا بك ان تكتبى عن مثل هذه الكارثه يا استاذة خولة
رمضان كريم
عكر صفو جمال الكلمات التي طرحتها الدكتورة ما بدر من الزائر رقم واحد
لا أعلم لماذا عمدت تسييس الموضوع، فهل كان جديرا بالدكتورة أن تتطرق لحرق الإطارات وغيرها من الأمور
جزاكي الله خيرا يا دكتورة على النصائح الشاملة والتي تجعل من أنفسنا حريصة على بيئة أفضل وانطلاقنا للعمل بالنصائح بدافع حرصنا على آداء صوم يهدي نفسونا لكل ما فيه خير