رأى رجل الأعمال زهير إسماعيل كازروني، أن المجالس الرمضانية التي تتميّز بها البحرين لم تتأثر بالأمور السياسية، بل إنها أصبحت أقوى من قبل رغم الظروف الصعبة التي مرّت بها، مؤكداً أن التماسك الاجتماعي والترابط بين أبناء البحرين يزداد باستمرار إقامة هذه المجالس، وإحياء العادة الاجتماعية القديمة.

كازروني، الذي استقبل ضيوف مجلسهم الرمضاني مساء أمس الأول (الثلثاء) في سار، قال إن المجالس الرمضانية إحياء لعادة اجتماعية قديمة بدأها الأجداد منذ أعوام طويلة، إذ إنهم كانوا يتزاورون ويلتقون في مجالس صغيرة خلال شهر رمضان، وأخذوا يوصون أبناءهم بالاستمرار في فتح هذه المجالس، إلى أن توسعت وتطورت وأصبحت بالصورة التي يشاهدها الجميع حالياً.

وقال إن البحرين بلد صغير، والجميع يجب أن يستفيد من هذه الميزة في التقارب والألفة والمحبة بين الجميع، فهذا أمر ممكن، وخصوصاً أن البحرينيين مترابطون فيما بينهم، والمجالس الرمضانية أصبح لها دور كبير في زيادة هذا الارتباط، فكثير من الأشخاص قد لا يعرفون بعضهم بعضاً، ولكن من خلال زيارتهم لنفس المجالس الرمضانية يصبح لديهم ارتباط وألفة.

وتحدث عن التماسك الاجتماعي الذي هو أحد ثمار المجالس الرمضانية، مؤكداً أن هناك إصراراً على الاستمرار في فتح المجالس، فبالإضافة إلى المجالس التي مضت على افتتاحها أعوام طويلة، هناك مجالس تُفتح حديثاً، وهذا أمر يجب أن يستمر عليه البحرينيون.

واعتبر أن شهر رمضان يعد من المناسبات السعيدة التي يلتقي فيها البحرينيون، مبيناً أن بعض الأشخاص لا يلتقون فيما بينهم إلا في هذا الشهر الكريم.

ولفت كازروني إلى أن هذه المجالس أعطت فرصة للأجانب من جنسيات مختلفة المتواجدين في البحرين إلى أن يعيشوا هذه الأجواء، وأصبحوا يمارسون هذه العادة الاجتماعية البحرينية، معتبراً أن البحرينيين هم الذين فرضوا هذا الأمر بطيبتهم وأخلاقهم وحسن تعاملهم مع الجميع.

ويعتبر مجلس كازروني أحد المجالس الرمضانية التي تحتضن مختلف فئات المجتمع، والزائر للمجلس يعود بذاكرته إلى الوجيه المرحوم إسماعيل كازروني، وصورته معلقة وسط المجلس، ويتذكر الزوار السيرة الطيبة التي تركها بعد رحيله، إذ يعتبر من أصحاب الأيادي البيضاء التي أسهمت في أعمال خيرية واجتماعية بمختلف مناطق البحرين.

وفي سياق آخر من الحديث، تطرق رجل الأعمال كازروني إلى مستقبل القطاع الصناعي في البحرين، وأوضح أن المؤشرات التي يرونها على بعض المشاريع التي هي قيد التنفيذ، تُنبئ عن ارتفاع مستوى نشاط هذا القطاع.

ورأى أن البحرين، ولكونها بلداً صغيراً، فإنها يمكن أن تغيّر أحوالها وظروفها في وقت قصير، داعياً إلى الاستثمار بصورة أكبر في قطاعي النفط والغاز.

وأفاد بأن الصناعات التحويلية يمكن أن تكون من المشاريع الاستثمارية في البحرين، إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن كميات كبيرة من النفط والغاز تذهب كمواد خام إلى المصانع التحويلية، ويتم الاستثمار فيها، ما يعني أن البحرين يمكنها الاستفادة من هذين الموردين اللذين يعتبران من الموارد الأساسية.

وتحدث كازروني عن قطاع السياحة، مؤكداً أنه إلى جانب قطاع الصناعة، يمكن أن يفتح الأبواب أمام الكثير من المشاريع الاستثمارية.

ويدير كازروني، وهو الابن الأكبر للمرحوم إسماعيل كازروني، شركة رمسيس للمقاولات والهندسة، وأكد في هذا السياق أن نسبة البحرنة في بعض أقسام الشركة تصل إلى 40 في المئة، فضلاً عن أن 20 في المئة من البحرينيين في الشركة في مناصب قيادية، وبعضهم يمتلك خبرة تصل إلى 30 عاماً في مجال الصناعة والهندسة.

وأشار إلى أنهم يولون الموظفين البحرينيين اهتماماً كبيراً، وخصوصاً على مستوى التطوير والتدريب، سواءً الداخلي أو الخارجي، وقال إنهم يبعثون الطلبة في دورات تدريبية لاكتساب اللغة التي يحتاجونها في العمل.

وقال إن العمال الأجانب سيعودون في نهاية الأمر إلى بلدانهم، إلا أن العامل البحريني هو الذي سيبقى في الشركة، ولذلك يعملون على تطويرهم وتدريبهم باستمرار.