يثبت العلم يوماً بعد يوم أن الأمراض النفسية ليست حكراً على البشر، وأن الحيوانات أيضاً يمكن أن تصاب بالإحباط، أو يستحوذ عليها مرض نفسيٌّ يفقدها ما تتمتع به من صواب، وإن كان هذا الصواب في الأساس ضئيلاً، بل يمكن لها أن تفقد عقلها وتصاب بالجنون أيضاً.
قبل أسابيع، وفي ولاية كاليفورنيا الأميركية تحديداً، أصيبت بقرة بمرض جعلها تعتقد أنها «كلبة»، وتتصرف تماماً مثل الكلاب.
وكانت بيث دي كابريو، صاحبة المزرعة، قد لاحظت أن هذه البقرة، التي أطلقت عليها اسم «ميلك شيك»، لا تأكل العشب كغيرها من الأبقار، وتفضّل البقاء مع الكلاب وتتصرف مثلها، فقررت معالجتها لتعود بقرة من جديد.
البشر، وهم أكرم من البقر، إلا أنهم قد يصابون أيضاً بما أصيبت به بقرة مزرعة كاليفورنيا، فيعتقدون بأنهم ليسوا بشراً، ويتصرفون خارج الفطرة الإنسانية، فيصبحون مرضى نفسيين يحتاجون إلى علاج.
ولعلَّ أهم أعراض هذا المرض النفسي هو أن يتخلى الإنسان عن حقه كإنسان في العيش الكريم، ويقاتل قتال الأبطال لتضييع هذا الحق، وإذا جعلنا مجلس النواب في دائرة الضوء، فسنجد أن أهم مهام أعضائه كنواب منتخبين من قبل الشعب هو مراقبة عمل الحكومة ومحاسبتها واستجواب وزرائها، وحجب الثقة عن مَن يستحق ذلك أيضاً، كون المجلس سلطة رقابية، وعندما يتسابق النواب للتخلي عن هذه المهمة الأساسية لهم، ويقررون إسقاط هذا الحق بالتصويت الإلكتروني أمام الأشهاد، فلا أعتقد أن هذا المشهد يختلف كثيراً عن مشهد تلك البقرة التي تخلّت عن بقريتها، فاستغنت عن العشب، بينما تخلى نوابنا عن الشعب، وأخشى أن يكون الفرق عندهم بين العشب والشعب ليس كبيراً!
فحص حالة النواب وهم ينقضّون على صلاحياتهم، وتهميش دورهم، وتهشيم سلطتهم، لا يجب إلا أن يكون فحصاً في عيادة نفسية، فتبرُّع البرلمانيين بصلاحياتهم التشريعية والرقابية لصالح السلطة التنفيذية انقضاض صارخ، وفاضح ليس على الميثاق والدستور فحسب، بل على كل الأعراف البرلمانية التي عرفها الإنسان منذ أن أسس البرلمان.
أعتقد جازماً أننا بحاجة ماسّة إلى صاحبة مزرعة كاليفورنيا الأميركية بيث دي كابريو لمعالجة هذا النوع الجديد من الأمراض النفسية النادرة، ونسأل الله الصحة والعافية للجميع.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 4315 - الإثنين 30 يونيو 2014م الموافق 02 رمضان 1435هـ
شعب وغشب
مقال رائع جداً جداً ونوابنا الاشواس سطروا اروع البطولات في الدفاع عن عشبهم الذي يقتاتون عليه فحقاً ان الحبوانات اجلكم الله هم افضل حال منهم
مقال يستحق ان يكتب بماء الذهب لأفضل تعليق على اعضاء مجلس النوائب
افضل مما كتب في حقّ هؤلاء النوائب الذين طعنوا الشعب في خاصرته وساهموا في كل ظلامة حصلت لهذا الشعب وفي كل قطرة دم
عاد وين الي يفهم
مالهم فايده غير ترززهم على الكراسي و استلامهم مبالغ ماليه ما كانوا يحلمون فيها شيبون بعد من الدنيا ليش يتعبون روحهم و يشتغلون لناس
الناس لها رب العالمين الدنيا ما فيها عداله للاسف
راان على قلوبهم
ليبحثوا عن اسباب عمى القلب إلا هم فيه
النواب والبقر
بصراحة مقال مضحك وفي الصميم .... تسلم اناملك
نعم نعم بقر بقر
صار كل شى وراء ضهورهم فقط مصلتهم ومصلحة الحكومة امامهم
هههههه
ضروري نتصل لبيث ونخبرها عن بقرنا !
عجيب
بالفعل هاؤلاء لا يفرقون بين العشب والشعب..
هم يفكرون بالمال والمال والمناصب
قوم دينهم دينارهم
لن يتوفقون
دخلو في سجل الوطن الاسود
التاريخ لا يرحم
يانواب الغفلة
Thank You So Much
Thank you so much for this nice article. Please be sure that, this parliament added no value and the next one will be much worsen than the previous one.
ههههههه قويه قويه
بصراحه جبتها صح وتشبيه بليغ إلى المب رياييل !!
بس تبي الصراحه أستاذ عقيل .. بل هم أضل سبيلا
الوافي ضحكتني من الصبح
بين العشب والشعب وتاهو نواطير الوزير بين الأولى والثانية
كبقر الشام لا يفرقون بين الناقة والجمل.