شهد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ،صباح اليوم الأثنين (30 يونيو / حزيران 2014) ،الاحتفال الذي نظمته الوزارة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وذلك بحضور وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي ورئيس الأمن العام اللواء طارق حسن الحسن ورئيس المكتب الإقليمي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة القاضي حاتم فؤاد علي وعدد من السفراء وكبار المسئولين في المملكة.
وأكد الوزير أن مكافحة المخدرات، مسئولية مجتمعية، تستدعي تضافر جهود المؤسسات الحكومية والأهلية، فضلا عن سن القوانين الوطنية الرادعة لمعاقبة تجارها ومهربيها والمروجين لها، وتوقيع الاتفاقيات مع الدول والمنظمات لاتخاذ التدابير الكفيلة للتصدي لها، منوها إلى أن مملكة البحرين تتعامل مع المتاجرين بهذه الآفة بمنتهى الحزم والشدة وفق أحكام القانون.
وأشاد بالجهود الوطنية التي تنهض بها عدد من مؤسسات المجتمع المدني والفعاليات المجتمعية في مجال مكافحة المخدرات، منوها إلى أهمية التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية في إطار شراكة حقيقية تضمن مواصلة دعم وإسناد البرامج المستقبلية لتعزيز القدرات الوطنية في مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها، منوها في هذا الشأن إلى الدور المتقدم الذي حققه المشروع الوطني "معا" لمكافحة العنف والإدمان، والذي ساهم في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة، وذلك في تجسيد حقيقي لإستراتيجية الشراكة المجتمعية.
وقد ألقى محافظ المحافظة الجنوبية رئيس لجنة برنامج "معا" لمكافحة العنف والإدمان، عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات رئيس اللجنة العليا المنظمة للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة ، كلمة، عبر في مستهلها عن خالص الشكر والتقدير لوزير الداخلية على دعمه ومساندته للوصول إلى مراتب متقدمة في خدمة المجتمع وتفعيل دور الشراكة المجتمعية.
وأوضح أن المخدرات بتعدد أنواعها وأشكالها، وباء يهدد دول العالم كلها المتقدمة منها والنامية إذ أن مخاطرها لا تقف عند دولة بعينها وقد اجمع على تلك الحقيقة علماء الدين والاجتماع والصحة النفسية وخبراء مكافحة المخدرات، مضيفا أن الإدمان يستنزف الدخل القومي للدول ويعطل كفاءاتها الإنتاجية ويضر بصحة شعوبها.
وأشار إلى أن الحلول الأمنية وحدها لم تعد كفيلة بحماية المجتمع من خطر المخدرات ولا من مروجي تلك المواد الذين اتخذوا أساليب متطورة للإيقاع بالضحايا ولم يقف الحد عند ذلك فقط في عالمنا اليوم بل وصل الأمر إلى ترويج وترغيب الناشئة لمادة المخدرات من خلال الألعاب الالكترونية والأجهزة الذكية التي باتت متوفرة وفي متناول كل يد .
وأكد أنه من هذا المنطلق تواصل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عملها في مكافحة هذه الآفة، ولعل انطلاقة برنامج مكافحة العنف والإدمان "معاً" عام 2011 دليل على الاستثمار في توعية وتثقيف الناشئة والشباب ففي العام 2011 انطلق البرنامج في 6 مدارس استفاد منها 2500 طالب وطالبة كمرحلة تأسيسية نقيم فيها تجربة البرنامج .
وأضاف أن ما نفذته اللجنة من برامج وفعاليات توعوية متنوعة المجالات خلال الفترة القليلة الماضية ساهمت في تحقيق إدامة رفع الوعي لدى المجتمع بأخطار المخدرات طوال العام وجعلت جميع أيام عمل اللجنة يوماً عالمياً لمكافحة المخدرات وبفضل من الله يغطي عمل اللجنة اليوم من محاضرات توعوية وورش عمل 90 مدرسة وروضة يستفيد منها 45 ألف طالب وطالبة من مختلف محافظات البحرين ولعل انخفاض قضايا المخدرات في الأعوام القليلة الماضية يبشر بمؤشرات تدفعنا للمضي قدماً للحفاظ على طاقات وعماد المستقبل.
وختم الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة بالقول إن مكافحة المخدرات تتطلب شراكة مجتمعية حقيقية تبدأ من الأسرة وصولاً إلى الجهات الأخرى المعنية لتكوين حلقة تكاملية واحدة شعارها التعاون لحماية الوطن ومقدراته فإدمان المخدرات لا يعرف دينا أو مذهبا والقضاء عليه يكمن في تعاوننا وتضافرنا جميعا. في سياق متصل، ألقى القاضي حاتم فؤاد علي المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، كلمة، أشاد في مستهلها بجهود مملكة البحرين في تسليط الضوء على آفة المخدرات التي باتت تؤذي الأفراد والشعوب والمجتمعات، معربا عن أمله في أن تكلل هذه الجهود دائما بالنجاح، مشيرا إلى أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على شراكة قوية مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والتي تسعى إلى دعم تطبيق المعايير والسياسات والاستراتيجيات التي يضعها المجلس العالمي للرقابة على المخدرات، ونتطلع لأن تكون مملكة البحرين نموذجا يحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي، يمكن تقديمه فيما بعد للدول الراغبة في الإطلاع على هذه التجربة من حيث تطوير سياسات واستراتجيات وطنية.
كما تضمن الاحتفال عرضاً لفيلم وثائقي، استعرض أهم البرامج التوعوية والوقائية والجهود التي قامت بها إدارة مكافحة المخدرات في التصدي لهذا الخطر، سواء على صعيد المكافحة أو من خلال تنظيم برامج توعوية، تعزيزاً لمبدأ الشراكة المجتمعية.
وقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين برنامج "معا" لمكافحة العنف والإدمان والهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب بوزارة التربية والتعليم، حيث وقعها عن البرنامج الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة وعن الهيئة رئيستها التنفيذية جواهر المضحكي، وتهدف المذكرة إلى السعي إلى شراكة إستراتيجية لتعزيز أواصر التعاون بشأن برنامج"معا" لمكافحة العنف والإدمان، والذي يشمل تبادل الخبرات فيما يخص مجالي ضمان الجودة والآليات اللازمة لنشر الوعي بثقافة الجودة.
كما قام وزير الداخلية بتكريم عدد من منتسبي إدارة مكافحة المخدرات، مشيدا بجهودهم في التصدي لهذه الآفة، ومتمنياً لهم التوفيق في خدمة الوطن.
وعلى هامش الاحتفال، افتتح وزير الداخلية، المعرض التوعوي الشامل والذي تضمن رسومات وكتيبات إرشادية تحمل رسائل توعوية موجهة للجمهور توضح مخاطر تعاطي المخدرات، كما اطلع معاليه والحضور على نماذج من أهم البرامج التي تنظمها وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات المعنية للتصدي لهذه الآفة الخطيرة ومنها برنامج "معا" لمكافحة العنف والإدمان وكذلك نبذة عن أهم الفعاليات والأنشطة المقرر تنظيمها ضمن فعاليات اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ،بالإضافة إلى الإحصائيات الموضحة للجهود التي تقوم بها إدارة مكافحة المخدرات من أجل تجفيف حجم الطلب والعرض على المخدرات.