العدد 4314 - الأحد 29 يونيو 2014م الموافق 01 رمضان 1435هـ

شهر رمضان وفرصة التغيير

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

من الطبيعيّ أن يراجع الفرد منا نفسه بين فترةٍ وأخرى؛ ليقفَ على مواطن القوة في شخصيته ومواطن الضعف فيها، فيسرد في وقفته مع ذاته إيجابياته وسلبياته، أخطاءه وصوابه، عثراته ومقوِّمات نجاحه؛ وذلك كي يتلافى ما من شأنه أن يكون سبباً في تراجعه في كل مجالات الدين والدنيا أو بعضها.

وشهر رمضان الكريم يعتبر فرصة من هذه الفرص التي يقف المرء فيها أمام نفسه باعتباره شهر الله الذي يجب ألا يتساوى مع غيره من الشهور، وألا ندخله أو نخرج منه من غير تغييرٍ إيجابيّ حقيقيٍّ في شخصياتنا وتفكيرنا ونظرتنا للأشياء والأشخاص من حولنا، فيقرّر الواحد منا الإقلاع عن العادات السلبية أو بعضها، والابتعاد عن المعاصي التي من شأنها أن تعطّل اتصاله بالله سبحانه وتعالى.

ومن مظاهر قرب حلول هذا الشهر الكريم أن نجد هواتفنا وقد امتلأت برسائل طلب السماح عن هفوات ارتكبها مَن حولنا في حقنا عن قصدٍ أو غير قصد، وهي عادةٌ باتت تتكرر في المناسبات الدينية والاجتماعية كثيراً، حتى طلب بعض الأفراد ممن حوله مازحاً ألا يرسلوا له هذه الرسائل مادام سيكون موضعاً لارتكاب الخطأ في حقّه مجدداً بعد انقضاء هذه المناسبة أو تلك.

إن قدسية شهر رمضان، وملامحه الخاصة به دون غيره من الشهور، تجعل منه محطةً رائعةً للإنطلاق نحو التغيير الإيجابي، فها هو هذا الشهر يمد يديه للأسر كي تترابط من خلال عادات مجتمعية متوارثة تجعلنا نفضل قضاء ساعاته بالقرب من الأهل من جهة خصوصاً وأن مائدة الإفطار لا تحلو إلا مع الجماعة كما يراها الكثير منا، ومن خلال التزاور الذي يحلو في مساءاته أيضاً من جهة أخرى، إضافةً إلى وجود ليلة القدر التي يسعى كل منا ألا يردها إلا وهو ناصع البياض ليلقى فيها الله حراً من المعاصي والأخطاء، وليحظى بالعفو والمغفرة، خصوصاً حين تكون رغبته حقيقية في التغيير نحو الأفضل، وهنيئاً لمن يستطيع تحقيق ذلك.

من جانب آخر فإن شهر رمضان فرصة أخرى للتغيير الإيجابي فيما يتعلق بالجانب الصحي أيضاً، إلى جانب ما ذكر من جوانب دينية واجتماعية، فهو فرصة جيدة للمدخنين كي يقلعوا عن هذه العادة التي من شأنها أن تكون سبباً في الموت مبكر والمفاجئ، وهو فرصة لمدمني المنبهات كالكافيين في التعوّد على التقليل منها حتى تتخلص أجسامهم من مضارها، خصوصاً وأنهم مضطرون للإبتعاد عنها طوال فترة النهار، إضافةً إلى كونه فرصة ذهبية لمن يعانون من السمنة لاتباع نظام غذائي تكون بدايته في شهر الله الذي يخلص الجسم من السموم وبعض من الدهون إن اتبعنا نظاماً صحياً أثناء إعدادنا لوجبة الإفطار.

أتمنى أن يكون هذا الشهر مباركاً علينا جميعاً، وأن يحقّق كلٌّ منا ما يصبو إليه وما يتمنى تحقيقه في هذا الشهر ويبقى متمسكاً به حتى بعد انقضائه، وكل عام والجميع بخير.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4314 - الأحد 29 يونيو 2014م الموافق 01 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:09 ص

      اسماعيل احمد

      شهر رمضان مراجعة للذات الانسانية على الانسان ان يغتنم هذه الفرصة التى تاتى فى السنة مرة واحدة وعليه ان لا يتاخر فى فعل الخير بين الاخرين فى هذا الشهر يراجع الانسان السوى نفسه فيما مضى خلال الشهور السابقة منا من ارتكب عدة اخطاء دنيوية فى هذا الشهر العظيم يتضرع المسلم الى الله سبحانه وتعالى من خلال القيام والتهجد فى الليل تقربآ وزلفآ لله سبحانه وتعالى هذا الشهر فرصة طيبة للإنسان ليكون قريبآ من الله عز وجل .. وفقنا الله واياكم فى فعل الطاعات وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

    • زائر 1 | 3:23 ص

      حفيد بن مهزع

      شكر الله لكي ومبارك عليكي رمضان أستاذه سوسن فنرجو تغيير الأنفس لننشد الاصلاح في النفس فمثال تلك الاسرة.المعسرة التي تجلس منذ زمن بدون خدمه الكهرباء وهي داخل وطنها الاصيل لهو مثال التغير المنعدم من نفوس بشريه تسابقت بخدمه الأجنبي الغريب وتغاضت عن من ينتمي لهذه الارض فهذا شئ من لا شئ والخافي اعظم من ذلك فلا يكن غير الصبر لمثل هؤلاء !

اقرأ ايضاً