العدد 4313 - السبت 28 يونيو 2014م الموافق 29 شعبان 1435هـ

هل يوجد علاج نوعي للربو والرشح التحسسي ؟

العلاج المناعي للحساسية

إن التهاب الأنف التحسسي هو مرض تتواسطه أضداد «IgE»، وتتميز أعراضه بسيلان الأنف، الحكة، العطاس، انسداد الأنف، وبالطبع تأثر حاسة الشم مع الوقت، وتظهر هذه الأعراض عند كل تماس بين المريض والمادة المحسسة.

وعلى رغم أن التهاب الأنف التحسسي مرض غير خطير، إلا أن ازدياد نسبة الإصابة به وتأثيره السلبي على حياة المصابين به جعل منظمة الصحة العالمية تصنفه كرابع مرض على مستوى العالم.

ويعتبر الرشح التحسسي - وخاصة المستمر على مدار العام - عامل خطورة للربو التحسسي، حيث يجب أن يتم تقييم المرضى المصابين برشح تحسسي مستمر من حيث إمكانية إصابتهم بالربو والعكس صحيح.

ويبقى السؤال: هل يوجد علاج نوعي للرشح التحسسي؟

في الحقيقة، تعتبر المعالجة المناعية النوعية للحساسية المعالجة الوحيدة القادرة على تغيير طبيعة المرض التحسسي (كما جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية عام 1998).

ويعتبر هذا العلاج كمبدأ قديم العهد، حيث بدأت في العام 1911 على يد Noon and Freeman.

وهو عبارة عن استعمال كميات صغيرة ومتزايدة من لقاحات المواد المحسسة حتى الوصول إلى جرعة فعالة في تحسين الأعراض الناتجة عن التعرض للمادة المحسسة والسيطرة على المرض بمجمله.

مرت المعالجة المناعية النوعية بمراحل تطور مختلفة، فناهيك عن التطور الكبير على آليات فصل البروتينات المحسسة وتحديد المورثات المسؤولة عن إنتاجها والذي أسهم في الحصول على تراكيز أدق وبالتالي فعالية عالية، فإن التطور الأهم هو تطوير العلاج المناعي من طرق الحقن تحت الجلد إلى كونه اليوم يعطى كعلاج تحت اللسان الذي يعتبر آمناً تماماٌ مع المحافظة على الفعالية العالية التي يتمتع بها.

وتوصي الآن منظمة الصحة العالمية بضرورة تقييم المرضى من حيث إمكانية استفادتهم من المعالجة المناعية النوعية بالتوازي وبالأهمية نفسها تماماً مع المعالجة العرضية مضادات الهيستامين، بخاخات الكورتيزون.

وأثبتت العديد من الدراسات التي قيّمت المعالجة المناعية النوعية من ناحية الكلفة الاقتصادية مقارنة باستعمال المعالجة العرضية وحدها، أن إدخال هذا العلاج بتدبير المرضى يؤدي إلى توفير كبير في المصاريف المباشرة (الأدوية العرضية والدخول للمشفى) والمصاريف غير المباشرة مثل الغياب عن العمل والدراسة، وهذا جعل الوزارات المسؤولة عن التأمين الصحي في العديد من الدول مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا تعوض للمرضى من كلفة العلاج المناعي تحت اللسان نسبة أعلى مما تدفعه للمعالجة العرضية (مضادات الهيستامين، بخاخات الكورتيزون، بخاخات الموسعات القصبية).

وتأتي أهمية المعالجة المناعية من كونها تحسن الأعراض الحالية التي يشكو منها المريض وقد يصل التحسن إلى شفاء كامل عند بعض المرضى، كما تخفف من استعمال الأدوية العرضية كمضادات الهيستامين وبخاخات الكورتيزون، والأهم من هذا وذاك أنها تقي من تطور أعراض الرشح التحسسي إلى ربو كما أثبتت العديد من الدراسات.

ويعتمد نجاح هذه المعالجة على عوامل عدة:

أولاً: الاختيار الجيد للمرضى أصحاب القصة التحسسية الواضحة، على سبيل المثال أعراض رشح تحسسي مستمرة على مدار العام ولمدة أكثر من عامين، أو أعراض تأتي كل عام في فصل الربيع والصيف.

ثانياً: إجراء اختبار تحسس جلدي للمريض، حيث توضع نقاط المواد المحسسة على اليد وتوخز، وهو طريقة سهلة معتمدة ومن ثم مطابقة النتائج الإيجابية مع فترة ظهور الأعراض.

ثالثاً: اختيار المواد المحسسة المسؤولة عن الأعراض للمعالجة وعدم مزج محسسات لا تنتمي للعائلة نفسها.

رابعاً: الشرح الجيد للمريض عن طبيعة المرض التحسسي وعن المعالجة المناعية وأهمية الالتزام قبل البدء.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن الفترة الإجمالية للعلاج المناعي للحساسية هي بين ثلاث وخمس سنوات، ومن المهم أن يعرف المرضى أن هذه المدة ليست بالفترة الطويلة مقارنة بالمرض التحسسي الذي يستمر مدى العمر. وغالباً ما يبدأ التحسن بعد ستة إلى ثمانية أشهر من بداية استخدام العلاج.

يقع على عاتق الأطباء عامة توجيه المرضى الذين لديهم استطباب لإجراء اختبار التحسس ولاسيما أنهم يمكن أن يقدموا خدمة حقيقية لمرضى التهاب الأنف التحسسي في المراحل المبكرة من المرض بوضعهم على العلاج المناعي المناسب قبل أن تتفاقم الأعراض لتصبح لفترات أطول أو لتتطور لتصبح أعراضاً ربوية.

العدد 4313 - السبت 28 يونيو 2014م الموافق 29 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً