إن أهم ما يميز السياسة الأميركية الآن في المنطقة أنها سياسة متخبطة بامتياز.
وفي الوقت الذي تتهم فيه الإدارة الأميركية بالوقوف وراء أحداث «الربيع العربي» الذي كانت له عوامل داخلية موضوعية تماماً، إلا أن الواقع يؤكّد أن هذه الإدارة هي أكبر طرفٍ أُخذ على حين غرّةٍ جراء أحداث الربيع العربي، ومازال يعاني من حالة الصدمة والمباغتة.
كلنا نتذكّر أن أوباما اختار مصر، أكبر حلفائه، في أول زيارةٍ للمنطقة، واختار جامعة القاهرة منبراً لمخاطبة العالم العربي، وحين انطلقت ثورة الجماهير المصرية ضد نظام حليفه حسني مبارك، ظلت الإدارة الأميركية في حالة صدمةٍ لعدة أسابيع، وحتى قبل سقوطه بأسبوع واحد صرّحت وزيرة الخارجية آنذاك (هيلاري كلينتون) بأن أميركا مع إكمال مبارك فترته الرئاسية (أي حتى نهاية 2014). وظلّ التخبط هو أهم سمة تطبع السياسة الأميركية الراهنة.
أوباما الذي تسلّم جائزة نوبل في بداية عهده وقبل أن يحقّق شيئاً من وعوده، لم ينجح حتى الآن في حل أزمة سياسية واحدة على مستوى العالم. ووزير خارجيته (جون كيري) الذي جاب الأرض طولاً وعرضاً، في رحلاتٍ مكوكيةٍ لا تتوقف، لم يحقق اختراقاً واحداً في معالجة أيٍّ من المشاكل العالمية العالقة، من أزمة إلى أزمة أوكرانيا، وكان آخر إخفاق استقالة مبعوثه للشرق الأوسط دينيس روس قبل ثلاثة أيام.
آخر علامات التخبط في السياسة الأميركية سجّلها الرجلان، الرئيس ووزير خارجيته، خلال 48 ساعة. فالرئيس أعلن أمس الأول عن طلبه من الكونغرس الموافقة على تقديم مبلغ 500 مليون دولار للمعارضة السورية المعتدلة، وذلك بعد أربعة أيام فقط من اعترافه في مقابلةٍ تلفزيونيةٍ بأنها فاشلة وعاجزة ولا يمكن أن تغيّر شيئاً في الوضع السوري. وقال بالحرف: «إن الانطباع السائد لدى البعض (ويقصد منتقديه الجمهوريين)، بأن المعارضة السورية المعتدلة قادرة على إلحاق الهزيمة بنظام بشار الأسد الوحشي، غير صحيح مطلقاً... كما أن تغلبهم على معارضة وحشية أيضاً من الجهاديين المدربين جيداً، هو ضرب من الخيال». فكيف تغيّر رأيه في المعارضة السورية المعتدلة خلال هذه الفترة الوجيزة ليقدّم لها هذا الدعم المادي الكبير؟
تكملةً لدائرة التخبط، يأتي طلب وزير خارجيته (كيري)، من المعارضة السورية المعتدلة نفسها مساعدة العراق! كيف؟ بأن تلعب دوراً في صدّ «الجهاديين» الذين اجتاحوا مناطق واسعة من العراق. ويبدو أن الرجل مقتنعٌ تماماً بنجاح خطته، فقد طلب من رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، لعب دور في صد داعش، ليس فقط في سورية وإنّما في العراق أيضاً!
يقين الوزير كيري قائم على أساس قوي: «الجربا يمثل عشيرة تنتشر في العراق وهو يعرف أشخاصاً هناك...»! وبالتالي سيستطيع هذا الرجل الذي لم يعد يتبعه أحد، وعجز عن توحيد المعارضة، في تحريك من يعرفهم من أشخاص لصدّ «داعش» وطردها من العراق والشام!
إنها لحظة الحقيقة، بما بلغته السياسة الأميركية في المنطقة من تخبطٍ في هذه اللحظة من التاريخ.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4313 - السبت 28 يونيو 2014م الموافق 29 شعبان 1435هـ
زائر 11
انت هدى اعصابك الجيش العراقي ايام ويقضي على الدواعش ربعك والقاعدة الامريكي في البحرين موجودة قبل ما تروح العراق
لا تحاتي واجد
هد اعصابك ووسع صدرك ولا ترتبك وتفكر في الموضوع واجد ... اكو امريكا رايحه تنقذ احبابك العملاء العراقيين ولا يصير خاطرك الا طيب لا تحاتي حبيبك المالكي باقي في السلطه وبأذن الله راح تنتصرون بمساعدة اسيادكم الامريكان.
ما شاء الله على الرد كفيت ووفيت
السيد لايملك ناقة ولا جمل ولا منصبا ولا حقلا من حقول النفط حتى بكونون اسياده ولكن انظر وتامل الى اولو امركم كيف سخرو ثروات الشعوب وتقاسموها مع الامريكان مقابل حماية عروشهم قل لي بربك هل السيد من احضر الاسطول الخامس لا ادري باي منطق تتكلمون تحرمون دم البعوضة وتحلون ماهو اعظم
زائر 11 ما تعل الجبد الا ( الحيلوانة )
عاد لو واحد غيركم يتكلم عن مساعدة امريكا قلنا معلش لكن اللي منخش تحت عباءة الأمريكان ويسوي روحه ( طرزان ) والله اضحكون العالم عليكم يعني اللي يشوف القاعدة الأمريكية في الجفير يقول من الأحباب مع الأمريكان ؟؟؟ يعني لازم اجيبون الحجي لنفسكم انتوا لولا حماية الأمريكان والأتفاقيات الدائمة معها وليس عيبا في ذلك والتعاون الأمني ولكن العيب انك تسبح بحمد امريكا ليل نهار وتتفلسف على كاتب كتب مقال هذا العيب بتساعد امريكا العراق يعني الأسطول الخامس في الخليخ جاي يتفسح لو عشان حضرتك تنام ويدافعون عنك ؟؟
و لكنها لم تكن متخبطه
و لكنها لم تكن متخبطه عندما سلمت العراق لايران و عندما سكتت عن استخدام السفاح للكيماوي
تصريحان متناقضان في ظل اسبوع واحد
لم يمضي يومان على تصريح بروك اوباما بأنه لا توجد معارضة سورية معتدلة ثم بعد يومين يطلب من الكونجرس 500 مليون لدعم المعارضة السورية المعتدلة !!
ما هذا التناقض في قمة الهرم الامريكي
الدول الكبرى لا تتخبط
شكرا لهذا المقال، نعم نرى هذا التخبط الأعمى. ولكن لابُدَ ان نرى أثراً لسياسة ذات كياسة. لابُد ان نجد في زحمة الفوضى أهداف ومآرب ومصالح دول كُبرى. فهلا اوجدت لنا مقالاً يُسمُن ربط الأحداث ويهدينا لمجرى الأهداف؟
اسمح لي ياسيد بان مايفعله الا مريكان ليس تخبط
وانما هو مخطط له وفق قواعد ولعبة سياية خبيثة لتقسيم العراق وفصل محور المقاومة السورية بدولة سنية معارضة للدولتين العراقية والسورية وقطع المدد البري بين ايران وسورقا وهو العراق وبامكان العراقيين في هذه الحالة المساومة مع امريكا بان اذا اردتم تقسيم العراق فمن حق اهالي المنطقة الشرقية الحصول على دولة مستقلة اسوة بما تصنعون في العراق
السياسة الأمريكية متخبطة إذا خالفت الهوى الإيراني
و السياسة الأمريكية واقعية و حكيمة إذا اتفقت مع الهوى الإيراني .... ما لكم كيف تحكمون؟ .... السياسة الأمريكية قائمة على ضرب أعدائها ببعضهم البعض ... لا نقول ضعوا ثقتكم في الأمريكان و لكن نقول لا تستهينوا بعدائهم فهؤلاء نفسهم طويل و لا ينسون الإساءات القديمة و هم ينتقمون و لو بعد حين. المالكي أتى يوم حسابه و حان وقت تأديبه ليكون عبرة لمن اعتبر. من كان يتصور أن الأمريكان سيرحلون من الشرق الأوسط من دون أن يحرقوه فلم يعرف أبجديات السياسة الدولية.
أنتم تعتقدون أن الدول العظمى هي جمعيات خيرية .... السياسة الأمريكية هي عين العقل
لا أمريكا و لا روسيا و لا الصين و لا الإتحاد الأوربي و لا حتى حبيبتكم إيران يهمها المبادئ الإنسانية أو القانون الدولي .... كل ما يهمهم هو بسط النفوذ و الهيمنة .... هم يؤمنون بالمثل الشعبي الشائع (اللي تغلب به ... إلعب به) ... إذا كان في مصلحتهم حرق سوريا ..... فمالمانع .... إذا كان في مصلحتهم ضرب المالكي بداعش فمالمانع ... السياسة الدولية هي لعبة الأمم .... نشر حقوق الإنسان و الديمقراطية هي جزء من اللعبة ... و لا تنطلي مثل هذه الألاعيب إلا على البسطاء. الأمريكان يعون ما يفعلون.
زائر رقم 1 ما تقوله صحيح ولكن
هل على الكاتب او ايران فقط ان تعي ذلك ؟؟؟ ماذا عن دول الخليج هل وعت ذلك ؟؟ وماذا عن الدول التي بها اطرابات في الخليج البحرين وبعض الدول الأخرى في الخليج هل وعت ذلك ؟؟ واذا وعت لماذا العداء بينها وبين شعوبها ؟ ولماذا وبدلا عن التقرب منهم تبعدهم عنها ( تلك الدول ) وتكون دائما في عداء ولا تقل لي تدخل خارجي ولا بطيخ ، كلنا يعرف بأن الحكام اي شخص يحاول المشاركة معهم في الثروة او ادارة البلد بغض النظر عن المعتقد او المذهب له النار والحديد فهل وعى حكام وحكومات المنطقة ....ذلك وان امريكا ليست حامية؟
أفا يا ....
أنظر الي أصحابك حينما جاء الخطر علي مصالحهم أنقلبو علي حبيبتكم داعش والنصره فلا مصلحه فوق مبادئهم ونواياهم الدنيويه