بينت خطة البعثات الطلابية للعام الدراسي 2014/ 2015 والتي اعتمدها وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي يوم (الجمعة) الماضي، أن غالبية البعثات موجهة للجامعات البحرينية، إذ خصصت «التربية» 81 في المئة من البعثات للجامعات داخل البحرين، في حين كانت نسبة البعثات الموجهة للجامعات خارج البحرين لا تتجاوز الـ 19 في المئة، بينها 82 بعثة لتخصصات اللغات.

الطب البشري يظفر بـ 38 مقعداً فقط في خطة البعثات 2014

«التربية» تخصص 19 % فقط من بعثاتها للجامعات الخارجية... 82 بعثة منها لـ «اللغات»

الوسط - زينب التاجر

بينت خطة البعثات الطلابية للعام الدراسي 2014-2015 والتي اعتمدها وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي يوم الجمعة الماضي، غلبت البعثات للجامعات البحرينية على تلك الموجَّهة للجامعات الخارجية، إذ خصصت «التربية» 81 في المئة من البعثات للجامعات داخل البحرين، في حين كانت نسبة البعثات الموجهة للجامعات خارج البحرين لا تتجاوز الـ19 في المئة بينها 82 بعثة لتخصصات اللغات كاللغة الكورية، الصينية، الروسية، اليابانية، الإيطالية، الإسبانية، الألمانية، الفرنسية والتركية.

وعلى رغم أن نسبة النجاح في الثانوية العامة لهذا العام جاءت مرتفعة وتصل إلى 97 في المئة وسجلت حصول 599 متفوقاً ومتفوقة على نسبة 95 في المئة فأكثر، وأن كثيراً منهم يفضلون دراسة الطب، إلا أن خطة البعثات تضمنت على 38 مقعداً لدراسة الطب البشري فقط جميعها في البحرين ماعدا بعثة واحدة لجامعة السلطان قابوس.

ومن بين التخصصات الطبية المطروحة والتي بلغت 307 بعثات كانت لها الغلبة فيها لتخصص التمريض، فيما طرحت تخصصات طبية أخرى كالصحة العامة، العلوم في المختبرات الطبية، علم الحيوان والتقنية البيطرية، الأطراف الصناعية، الصيدلة، علوم النطق والسمع، الطب البيطري ومختبرات طبية.

وتوزعت البعثات في الخطة على المساقات وفروعها، إذ حصد مسار توحيد المسارات فرع العلوم والرياضيات نصيب الأسد منها بعد أن خصصت له 814 بعثة داخل البحرين و241 بعثة خارج البحرين، في حين جاء طلبة المعاهد الدينية في آخر القائمة بتخصيص 14 بعثة لهم فقط داخل البحرين.

وبمقارنة خطة البعثات للعام الماضي مع مثيلتها لعام 2014-2015، تبين زيادة البعثات فيها بمعدل بسيط، ففي الوقت الذي كانت عدد البعثات والمنح الدراسية للعام الماضي تصل إلى (2624)، فإنها وصلت إلى 2749 أي بمعدل زيادة 125مقعداً، وبقت المنح الدراسية (المساعدات المالية) المخصصة للطلبة المتفوقين من الحاصلين على 90 في المئة فما فوق كما هي في العامين (800 منحة دراسية)، وكذلك لم تغير عدد البعثات المخصصة للطلبة الاحتياجات الخاصة والتي لم تتجاوز في الخطتين الـ50 بعثة دراسية.

وبالنسبة للمدارس الخاصة، فقد خصصت خطة البعثات الجديدة 352 بعثة لهم، 63 منها فقط لخارج البحرين، وأن مقدار الزيادة في عدد البعثات لطلبة المدارس الخاصة لهذا العام لم تتجاوز 41 بعثة.

وفيما يتعلق بالتخصصات التي طرحت في الجامعات الخارجية، فقد بينت خطة البعثات بأنها لم تبعد كثيراً فقد انحصرت في دول الخليج العربي ومصر والأردن وبعض بعثات دراسة اللغة الفرنسية في فرنسا.

وفي الوقت الذي خصصت فيه وزارة التربية والتعليم ثلاثة أيام للتسجيل للبعثات إلكترونياً، إلا أن المعدل التراكمي لم يكن المعيار الوحيد للتنافس بين الطلبة سيما بعد أن اعتمدت وزارة التربية والتعليم نظاماً منذ أربع سنوات بتخصيص 20 في المئة للمقابلات الشخصية، ومثلها للامتحان للقدرات و60 في المئة للمعدل التراكمي، وعللت ذلك بأن «هذه الآلية تهدف إلى معرفة توجهات الطلبة الأكاديمية والمهنية وشرح متطلبات كل تخصص بغرض مساعدة الطالب على حسن اختيار التخصص المتناسب مع قدراته واحتياجات سوق العمل، تجنباً للتسرب لاحقاً أو اللجوء إلى تغيير الاختصاص كما كان يحدث في السابق، بعد أن يكون الطالب أضاع وقتاً ثميناً في التخصص الذي اختاره بمحض إرادته».

هذا وواجهت هذه الآلية طوال السنوات الماضية سيلاً من الاعتراضات من قبل الطلبة المتفوقين وأولياء أمورهم فضلاً عن الجمعيات التربوية والسياسية أيضاً والتي وصلت إلى قبة البرلمان، وكثيراً منهم رأوا بأن النسبة «ظالمة» وأن تلك الآلية وسيلة لاستبعاد وحرمان بعض المتفوقين من البعثات لأسباب وصفوها آنذاك بـ«السياسية».

وفي تعليق المتفوقين على التخصصات المطروحة في خطة البعثات، فقد عبروا عن «صدمتهم» لمحدودية البعثات المخصصة للتخصصات الطبية وما يقابلها من ارتفاع عدد المتفوقين ورغبتهم في دراسة الطب بشكل خاص، في حين استغربوا من تخصيص مقاعد لبعثات من المتوقع ألا تلقى إقبالاً من المتفوقين فضلاً عن عدم حاجة سوق العمل لها كتخصصات تعلم اللغة الكورية واليابانية والصينية والتركية والألمانية والإيطالية.

وتساءلوا عن الجدوى من طرح مثل هذه التخصصات، وهو الأمر الذي اعتبروه متناقضاً مع تصريحات الوزارة السابقة بشأن قيامها بجمع البيانات الإحصائية من الجهات المختصة في مملكة البحرين للتعرف على التخصصات المطلوبة لطرحها ضمن خطة البعثات الجديدة، وأن الخطة تعد سنوياً وفقاً لاحتياجات سوق العمل في مملكة البحرين.

وأشاروا إلى أن خطة البعثات لم تشتمل على تخصصات «نوعية»، وأن كثيراً من التخصصات المطروحة مازال خريجوها ينتظرون على قوائم العاطلين كتخصص التغذية والتاريخ والدراسات الإسلامية، الجغرافيا والتربية الفنية وكثير من التخصصات التجارية وغيرها.

وفي الوقت الذي توقفت فيه وزارة التربية والتعليم منذ سنوات عن إعلان أسماء الحاصلين على البعثات والمنح الدراسية في الصحف المحلية بحجة المحافظة على خصوصية الطالب وتحقيقاً لرغبة كثير من أولياء الأمور، طالب الطلبة المتفوقون الوزارة بتحري الشفافية والإنصاف في توزيع البعثات المطروحة بما يتناسب مع المعدلات التراكمية وميول الطالب على حد السواء.