العدد 4312 - الجمعة 27 يونيو 2014م الموافق 28 شعبان 1435هـ

«مسعى» و«مجاز» تقيمان أمسية لثلاثة شعراء بحرينيين

الصفار وجميلي وسلمان... توقيع مشترك وحضور لافت...

برعاية مسعى للنشر، وبتنظيم من مجاز للثقافة، أقيمت في البحرين مساء الثلثاء الماضي أمسية شعرية وحفل توقيع، لثلاث مجموعات شعرية هي «أحبك والمرآة بيننا» لمنى الصفار، و«غفوت بطمأنينة المهزوم» لمهدي سلمان، و«أكملوا عني هذا المشهد» لسمية جميلي، وهو الكتاب الصادر ضمن مشروع علي الصافي للإبداع الشعري الذي تقوم عليه مسعى للنشر ضمن رؤيتها بتبني النص الجديد في الشعر. وذلك في مجمع ريادات في عالي.

وقدّمت الأمسية هديل كمال الدين، التي أكدّت في البداية على دور الشعر في توجيه المجتمعات، وفي قراءتها، كما أشارت إلى أهمية الصوت الداخلي للشعر في تحليل الطبائع الشخصية الفردية، وانعكاس ذلك على المجتمع بشكل عام.

بعدها، قرأت الشاعرة منى الصفار من كتابها، نصوصاً امتازت بالرهافة والخفة، متحررة من ثقل اللغة ومتجهة نحو الشعر بطاقته التخيلية، فكانت نصوصها تنمّ عن حالة تلبّس في الصورة، تنتقل فيها من صورة إلى أخرى، في محاولة للقبض على المعنى أو الشعور الداخلي، فقرأت:

لي قبل مخبأة في الخزانة

أنفضها علّ العث لا يلتهمها في المساء

لي شرائط طويلة من دمع

أربط بها جدائلي

وأصنع منها «فيونكات»

مزاجي قهوة

تبرد سريعاً

ينسى أحدهم أن يضع فيها قطعة سكّر.

ثم قرأت بعدها الشاعرة سمية جميلي، التي نقلت الحياة اليومية إلى حالة تأملية في الشعر ذاته، فكانت تزاوج بين حالة الشاعرة التي ترغب في البوح، والشاعرة التي تتأمل بدقة متناهية حال ذلك البوح نفسه، مخترقة ذلك الجدار الوهمي الفاصل حقيقة بين النثر والشعر، تقول في إحدى القصائد:

الهامشي حقيقي في الحب

أتساءل

تتساءل بدورك عن سبب رسالتي

عن أن ابتذال الحديث هو يأسك قبل أن يكون حيلتي في الالتفاف حول متعة ما أضعناه في الشكوى، حول حقيقتك وسؤالي، يذعرني الصواب الذي تحتمله الفكرة... أتساءل.

حدّثني عن صبي أغرم لفرط عجزه عن توقّع فتاة ما، يحدث الأمر ذاته معي، لكنني لا أغرم بك، لا يشدّني جهلي وعجزي، أتسع في خوفي بقدر كافٍ من السكينة.

تلا ذلك الشاعر مهدي سلمان الذي قرأ نصوصاً من تجربته الأخيرة، تخفف فيها فيما يبدو من ثقل كثير من أدواته الشعرية التي كانت حاضرة في مجموعاته الشعرية السابقة، فخرج بنص هادئ وواضح، يحمل معناه من دون مبالغة ولا رتوش، فقال:

فامضي أنتِ في حياتك

بعيداً اذهبي

حيث لا يمكنني التلصص عليكِ

حيث لا يمكنني شمّ ابتسامتك،

أو تذوّق دموعك،

اذهبي أبعد ما تستطيعين

بالقدر الذي يجعلني

صوت قطرة الندى الخائرة

على ورقة شجر منسية.

ثم التف جمهور الحضور اللافت على الشعراء الثلاثة ليوقعوا لهم إصداراتهم، وبهذا انتهت الأمسية التي تعتبر أولى فعاليات مسعى للنشر في مجمع ريادات الذي انتقلت إليه العام الماضي.

العدد 4312 - الجمعة 27 يونيو 2014م الموافق 28 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً