ونحن على أعتاب شهر الله لايزال العالم العربي غارقاً في آلامه منصبغاً بلون دماء أبنائه، ولايزال اللاجئون السوريون والفلسطينيون يبحثون عمّن ينقذهم من الحاجة والمرض والألم والتشرد، بينما العراق مصاب لهٌ بـ «داعش» ومريضٌ بإرهابييه الذين أنتجهم التشدد الديني غير السوي، إضافة إلى بقية الدول التي تعاني خريفاً طائفياً وسياسياً واقتصادياً أنتج وينتج احتراباً مستمراً بين أبنائها فتذهب ضحيته أرواحٌ بريئةٌ ليس لها في هذا الاحتراب رغبة ولا يد.
ونحن على أعتاب الشهر الفضيل، لاتزال بحريننا غير بعيدة عن آلام طالت الدول العربية؛ فمازالت بلادنا تعاني مخلّفات فترةٍ كان فيها الظلم والفساد والتشفي هي الأسياد، ولاتزال تنتظر فرجاً سياسياً يعيد لها توازنها بعد أن فقدته وأفقدت أهلها الأمن والراحة معه؛ فلايزال بعض البحرينيين ينتظرون عودة معيليهم إلى أعمالهم بعد أن نُشرت أسماؤهم في الصحف باعتبارهم ضمن من يجب أن يعودوا لوظائفهم بحسب الاتفاقية الثلاثية التي لم تفِ بها الحكومة بعد. ولايزال هناك من ينتظر حلاً يعيده إلى عمله بعد أن فُصِلَ منه لتوجهه السياسي المعارض للحكومة، وهو الذي أدى واجبه تجاه عمله بكل إخلاص، ولكن وشاية عابرة ونكاية حاقدة أدت به إلى الجلوس في منزله مفصولاً من غير أدنى حق.
ونحن على أعتاب الشهر الكريم، مازالت بعض الأسر ترقب أبواب بيوتها وتنتظر عودة أبنائها المعتقلين والمسجونين لصالح قضايا سياسية متعددة، بعضها لم تعرف عنهم شيئاً قبل موعد سرد التهم عليهم، فوصلت مدة أحكامهم إلى عشرين عاماً، فيما ترقب أسرٌ أخرى أبواب بيوتها في انتظار أبنائها المهاجرين خوفاً من بطشٍ أو محاكمةٍ تودي بهم في قعر السجون التي لا تخلو من تعذيب جسديٍّ ونفسيّ.
ولأن «اللمة حلوة» بشكل عام، وفي شهر رمضان بشكل خاص، فإن الأهل ينتظرون الغائب عنهم بشكلٍ لحوح، فيكون مكانه الخالي مؤلماً لمن يجلس على مائدة الإفطار، هذا الغياب القسري يخلف وراءه أُسَراً تنتظر وتفتقد وتحنّ وتحتاج إلى معيلها؛ إذ يتذكرون ابتسامته تارة، ويحنّون لصوته تارة أخرى، فيما يفتقدونه وهم يقومون بقضاء بعض الاحتياجات، وخصوصاً حين يكون هذا الغائب هو المعيل الأساسي للأسرة، كالزوج أو الأب أو الابن المسئول، فترى الزوجة منشغلةً بتربية أطفالها وبأعمال المنزل التي تتكاثر بشكل طبيعي في شهر رمضان، إضافة إلى التسوق لشراء حاجيات الشهر والعيد والقرقاعون، فيمر الشهر قاسياً من غير وجود السند والظهر اللازم لها.
ونحن على أعتاب الشهر الفضيل، نتمنى أن يكون هذا الشهر خفيفاً وسعيداً على البحرين وأبنائها، وكيف لا وهو شهر الله الكريم؟
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4312 - الجمعة 27 يونيو 2014م الموافق 28 شعبان 1435هـ
ان الله مع الصابرين
فقد الحبايب غربة مابعدها غربة
ام حسن
سؤال مؤلم حقا آه ثم آه هل شهر رمضان وهي السنة الثانية علي وابني خلف اسوار السجون وشباب وطنى بين شهيد ومسجون ودموع ايتام ماذا عساني اقول ؟ والقلب مفلوم والدمع مهمول ولكن يبقى الامل بالله موجود والصبر مفتاح الفرج