العدد 4312 - الجمعة 27 يونيو 2014م الموافق 28 شعبان 1435هـ

لكي نتخلص من «لكم عالمكم ولي عالمي»...

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

شهر رمضان الكريم يحلُّ علينا هذا العام ونحن نتطلع إلى شهر مختلف عن رمضان الذي مرّ علينا أربع مرات من قبل، منذ 2010، ونكاد ننسى معنى الشهر الذي تتضمن أمسياته زيارات العوائل والأصدقاء لتعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية. رمضان العام 2001 ربما كان من أسعد الشهور التي مرت على البحرين، إذ كانت الفرحة هي العنوان الغالب، واستمر صيام كل شهر في كل سنة، مع قليل من الهبوط والصعود في التوترات، إلى أن حلَّ علينا رمضان 2010. ففي ذلك العام بدأت البحرين تتغير، والخطاب السياسي أصبح في عهدة التشدد من كل جانب، والقبضة الأمنية الجديدة رجعت بصورة لم تعهدها البحرين منذ 2001، واستمرت في ازدياد في كل عام على مدى السنوات الماضية.

إننا نأمل أن يكون رمضان 2014 مختلفاً عن السنوات الأربع التي مضت، ولاسيما أن الشحن الذي تبنّته جهات لها نفوذها أدى إلى حال وصفه الشيخ عادل المعاودة يوم الخميس الماضي (أثناء اللقاء مع وزير الداخلية)، عندما أشار إلى أن البحرين حالياً فيها «عالَمان» مختلفان ومنفصلان عن بعضهما البعض، وكل عالَم لديه أخباره وتحليلاته ومشاعره وآماله ومسمياته وخطاباته ورمزياته، وبمعنى آخر فإن لسان حال العالمين المنفصلين داخل البحرين هو «لكم عالمكم ولي عالمي».

وزير الداخلية قال إنه «مرت علينا أيام مؤلمة لم نتمناها للبحرين ولا لأي بلد، فلقد عاش المواطنون الآمنون حالة من الذهول والخوف وخيبة أمل نحو بعض المواقف، ولا أريد أن أخوض في تلك المرحلة التي عشنا تفاصيلها، فإننا في مرحلة تضميد الجراح وليس فتحها من جديد»... وحسناً فعل الوزير عندما لم يدخل كثيراً في التفاصيل، لأن العالمين في البحرين لديهما تفاصيل مختلفة ومتناقضة 180 درجة، وإذا كنا نبحث عن «تضميد للجراح»، فإن على السلطة أولاً أن تكون محايدة وأن لا تحسب نفسها سلطة لأحد العالمين فقط، وأن العالم المنفصل الآخر ليس له إلا السجون والإجراءات والقوانين التي تطبق عليه لمأسسة حذفه من المعادلة الوطنية الرسمية.

وزير الداخلية أشار إلى أن هناك حواراً يجري (مع المعارضة)... وأنه «فيما يتعلق بالحوار فهنالك رأيان، رأي متشدد وآخر معتدل توافقي، فإذا طغى الرأي المتشدد احتجنا مع ذلك إلى مزيد من الوقت، وقد تكون هناك خسائر ومواقف غير متوقعة. وفي حالة تقدم الرأي المعتدل حصلنا على توافق وطني واستكملنا المسيرة». ونحن أيضاً نأمل أن يطغى الرأي المعتدل، ولكن يبدو أيضاً أن حديث الوزير موجّه للعالم المنفصل عن السلطة، ولذا فأنا أضمُّ صوتي لما قاله الوزير، على أن يسود الاعتدال لدى كل الأطراف من دون استثناء، وذلك لكي يعود العالمان «عالماً واحداً» متساوياً في الحقوق والواجبات على أرض الواقع، وليس في النصوص النظرية فقط، وبذلك نتخلص من حالة «لكم عالمكم ولي عالمي».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4312 - الجمعة 27 يونيو 2014م الموافق 28 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:31 ص

      ام حسن

      حتى تتضمد الجراح عليهم معالجة الجرح النازف كل يوم يزداد الجرح اتساع وسوف يأتي يوماً لا نستطيع ان نداوي دالك الجرح وان احت هذا اليوم ماذا سوف يحل على الشعب والوطن واذا هم جادون يخطون الخطوه تبيض السجون واعطاء كل ذي حق حقه ورمضان كريم

    • زائر 10 | 3:21 ص

      ونعم المقال

      بارك الله فيك يادكتور

    • زائر 9 | 3:08 ص

      لافائدة

      أثبتت الأيام .............................. يا شعبي عض على جراحك وامضي في طريق ذات الشوكة فما النصر إلا صبر ساعة..... رحم ا ااه الشهداء.

    • زائر 8 | 2:15 ص

      نعم يوجد عالمان

      نعم يوجد عالمان أحدهما ينشد العدالة والإنصاف والتنمية وعدم التهميش. طرح مطالبة بكل سلمية و حضارية. وهناك عالم اخر يصر على بقاء الدكتاتورية. و الظلم و التميز. وقابل العالم الاخر بالقوة والإرهاب. والتخوين فأي العالمين نختار يا دكتور؟؟

    • زائر 6 | 1:29 ص

      كي نعيش في أمان يجب

      كي نعيش في أمان و تنتهي المشاكل يجب فصل الدين عن السياسة. يجب منع قيام جمعيات على أساس طائفي و يجب إلغاء وجود كل جمعية طائفية سنيه و شيعية لأنهم هم سبب مشاكلنا السياسية. يجب منع اللحيه و العمامة من الخوض في الشأن العام و تفريغهما فقط للمسجد و المآتم دون التدخل في السياسة. من غير هذا الشيء سوف تستمر المشاكل و التوترات

    • زائر 12 زائر 6 | 5:45 ص

      سبحان الله

      ليش تحجر على رجال الدين الخوض في السياسة، وكأن السياسة للحابل والنابل فقط وكأن النبي الأعظم لم يأمر بالعدل والمساواة ولم يعطي كل ذي حق حقه ، أم أنه في رأيك أن السياسة مقتصرة على الفسقة والحرامية أو من يطبل لهم؟

    • زائر 5 | 1:02 ص

      أحسنت يا استاذ

      هذه الحقيقة التي نعانيها ( لكم عالمكم ولي عالمي) وكل واحد من العالم يريد حقوقه وشهر رمضان هو أفضل الشهور لأعطاء كل حق حقه..

    • زائر 4 | 12:43 ص

      عن اى اعتدال يتكلمون

      هناك ازمة طاحنه خلقتها السلطة وغذتها بروح الطائفية البغيضه ويأتى الوزير وبتكلم عن اعتدال .هناك حقوق يجب ان تعاد الى الشعب ليصبح صاحب القرار .

    • زائر 3 | 11:17 م

      يادكتور مقال يجب ان يحنط للاجيال القادمة شكرا لك

      في تصوري ان العالمان الذي تتحدث عنهم يادكتور ليسا وليدي الصدفة او ظهرا اعتباطا . فمن الطبيعي انه اذا طغت المذهبية على الوطنية في المجتمع خصوصا من الجانب الرسمي الذي هو يملك زمام المبادرة فان النسيج الاجتماعي قابل للانقسام كل على حسب عالمه الخاص. فالسياسة الخاطئة في ادارة البلاد وعلى مدى سنين طويلة بلهجة واحدة ولصالح عالم واحد كما تفضلت قد احدث توتر دائم في هذا البلد ، الكويت على سبيل المثال الشيعة قلة ولكنهم في الجيش ولديهم عشرات القنوات التلفزيونية ولهم صلة اكثر من جيدة مع الاسرة الحاكمة لماذا؟

    • زائر 2 | 11:16 م

      رأي

      مبارك عليكم الشهر .. في عالمنا العربي قاعدة ( اذا لم تلغ لا تستطيع أن تدعي ) تعمل بقوة وخصوصا من قبل الانظمة الجديدة !
      ففي البداية تطرح الشعارات البراقة وطي الصفحات السابقة - اذا لم تلغ لا تستطيع أن تدعي - وما ذلك الا خطوة أولى وبالتدرج نحو طرح نماذج وأفكار معلبة فصلت من أجل استبداد جديد ولكن بمقاس " حاكم بأمره " جديد .
      آخرها يزيد راتبه الى الضعف قبل التنصيب رسميا ثم يخطب في الناس بأنه قد تنازل عن نصف راتبه ليجوعهم أكثر ؟!

    • زائر 1 | 9:58 م

      الوزير؟

      ماهى الخسائر التىلا يتوقعها الوزير فى حالة طغى الرأى المتشدد على الرأى المعتدل؟ هل هذا تهديد مثلا؟

اقرأ ايضاً