قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن شهر رمضان فرصة لإعادة مجد الأمة الإسلامية وإصلاح أوضاعها، واستجلاء تأريخها، مؤكداً أن الأفراد والأمم لمحتاجون لفترات من الراحة والصفاء؛ لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ما جد من أدواء، وشهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي تجد فيها هذه الأمة هذه الفرصة».
وأكد القطان، في خطبته أمس الجمعة (27 يونيو/ حزيران 2014) أن شهر رمضان «محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية التي تحتاج إليها الأمة، بل يتطلع إليها كل فردٍ في المجتمع، إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وتقوية الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح جماح الشهوات، إنه مضمار يتنافس فيه المتنافسون للوصول إلى قمم الفضائل، ومعالي الشمائل، وبه تتجلى وحدة الأمة الإسلامية».
وذكر أن الصيام مدرسة للبذل والجود والبر والصلة، هو حقاً معين الأخلاق ورافد الرحمة، ومنهل عذب لأعمال الخير في الأمة. فما أجدر الأمة الإسلامية وهي تستقبل شهرها أن تقوم بدورها! وتحاسب نفسها! وتراجع حساباتها! وتعيد النظر في مواقفها. ما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والاستفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته ونمير خيراته.
وأوضح القطان أن الناظر في واقع الناس اليوم إزاء استقبال هذا الشهر الكريم يجدهم أصنافاً، فمنهم: من لا يرى فيه أكثر من حرمانٍ لا داعي له، وتقليدٍ لا مبرر له، بل قد يرفع عقيرته مدعياً أنه قيودٌ ثقيلة، وطقوسٌ كليلة تجاوزها عصر الحضارة، وتطور الثقافة، وركب المدنية الحديثة. ومنهم من لا يرى فيه إلا جوعاً لا يتحمله بطنه، وعطشاً لا تقوى عليه عروقه.
وأضاف «منهم من يرى فيه موسماً سنوياً للموائد الزاخرة باللذيذ المستطاب من الطعام والشراب، وفرصة سانحة للسمر والسهر، واللهو وتضييع الأوقات النفيسة إلى هجيعٍ من الليل، بل إلى بزوغ الفجر، يتبع ذلك استغراق في نومٍ عميق نهاراً، فإذا كان من ذوي الأعمال تبرّم بعمله، وإذا كان من أصحاب المعاملات ساءت معاملاته وضاق عطنه، وإذا كان موظفاً ثقل عليه الالتزام بأداء مسئولياته، وقلَّ إنتاجه وعطاؤه».
وتابع «إن في الأمة - وهم الأكثرون إن شاء الله - من يرى في شهر رمضان غير هذا كله، وأجلَّ منه جميعه، يرون فيه دورة إيمانية تدريبية لتجديد معانٍ عظيمة في النفوس، من الإيمان العميق، والخلق القويم، والصبر الكريم، والعمل النبيل، والإيثار الجليل، والتهذيب البليغ، والإصلاح العام للأفراد والمجتمعات».
ودعا إلى استقبال شهر رمضان بالحمد والشكر والثناء لله جل وعلا، والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم، وبالتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي، متسائلاً: «وأي عبدٍ لم يلم بشيءٍ منها؟».
وشدد على الخروج من المظالم في هذا الشهر، وأداء الحقوق إلى أصحابها، وفتح باب المحاسبة الجادة للنفوس، والمراجعة الدقيقة للمواقف، والعمل على الاستفادة من أيامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً، وتهيئة النفوس للصيام والقيام والوحدة والاعتصام، والتسامح والتصافي والوئام، والحذر من الفرقة والانقسام، وأعمال العنف والتخريب والاضطراب والخصام، بهذا الشعور والإحساس يتحقق الأمل المنشود، وتسعد الأفراد والمجتمعات.
واعتبر أن بعض الناس الذين يرون في دخول شهر رمضان تقليداً موروثاً، وأعمالاً صورية محدودة الأثر، ضعيفة العطاء، بل لعل بعضهم أن يزداد سوءاً وانحرافاً والعياذ بالله، فذلك «انهزام نفسي، وعبثٌ شيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع... ألا فلتهنأ الأمة الإسلامية جميعاً بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون قاطبة بهذا الوافد الكريم».
كما دعا القطان إلى «الجد والتشمير في شهر رمضان دون استثقالٍ لصيامه! واستطالة لقيامه، واستبطاءٍ لأيامه! وحذار حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه! أو تعاطي مفطراته الحسية والمعنوية!... وما أحوجنا للالتزام بتعاليم الإسلام الحقة، حتى يرحمنا الله، ويدفع عنا ما حلّ بنا من بلايا ومصائب ونكبات، ونحن نواجه المؤامرات تلو المؤامرات من قوى الشر والطغيان».
وأضاف «إن الغيور ليتساءل بحرقة وأسى في هذه الأيام: بأي حالٍ يستقبل إخواننا المستضعفون المظلومون في بعض الدول العربية والإسلامية شهر رمضان المبارك، وهم يقتلون ويذبحون، وترتكب بحقهم أبشع الجرائم، على أيدي الطغاة المجرمين، على مرأى ومسمع من العالم المتحضر».
ورأى أن «الواجب علينا شكر نعمة الله على ما نعيشه من أمنٍ وأمان، وأن نقدم لإخواننا المسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان، ما نستطيعه من دعاءٍ وبذل وعطاء لا سيما من ذوي المال واليسار، والغنى والاقتدار، في تلمس احتياجات إخوانهم الذين تربطهم بهم عقيدة الإسلام، كيف لا وقد حلَّ فينا شهر الخير والبركة، وهو شهر الجود والبذل والعطاء، فلنتحسس إخواننا المحتاجين من قريبٍ وبعيد، فنمد لهم يد العون والمساعدة، وهذا من واجب الأخوة الإسلامية».
ونصح إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، كل من يواقع معصية، أو يقترف خطيئة، فإن شهر رمضان فرصة للإقلاع والندم والتوبة والإنابة، وهو مدرسة الصبر والتحمل والقوة والإرادة، داعياً إلى «الكف عن الوقوع في أي لونٍ من ألوان المحرمات في حقوق الله، أو في حقوق عباد الله، لاسيما والأجواء الإيمانية والأوقات الروحانية تعين على ذلك، كيف لا والعمر قصير، والأجل يأتي بغتة. والله المستعان».
وأردف قائلاً: «إن الدعوة موجهة وبإلحاح إلى القائمين على وسائل الإعلام، والمسئولين عن القنوات الفضائية، أن يتقوا الله تعالى في الأمة في هذا الشهر الكريم، فيبثوا الخير والفضيلة، ويكفوا عن الشر والرذيلة، تأدباً مع قدسية الزمان، ورعاية لحرمة شهر رمضان، هذا إن رمنا الاستفادة من هذا الشهر الكريم، وإننا لفاعلون إن شاء الله».
وأشار إلى أن «الواجب علينا جميعاً أن نتقي الله عز وجل ونتخذ من استقبال شهرنا موقف محاسبة وتوبة، ونقطة رجوع إلى الله وعودة إلى حماه، فمن كان تاركاً للصلاة فليتب، ومن كان عاصياً لله فلينب، ليهتم كل أب ببيته وتربية أبنائه على تعاليم الإسلام، فإنه سيموت وحده، ويبعث وحده، ويحاسب على ما قدمت يداه، ليكن كل إنسان منا مفتاحاً للخير مغلاقًاً للشر، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، وليجعل من نفسه مشعل خير في أهل بيته وحيّه ومن حوله، وفي وطنه، لنكن أمة واحدة كما أراد الله منا».
وتابع «يا أسير الذنوب والشهوات، هذا شهر التوبة. يا عاكفاً على المعاصي والمحرمات، هذا شهر الطاعة. ويا مدمن الغيبة والنميمة والنظر والاستماع إلى ما حرم الله، هذا شهر الرجوع إلى الله، يا آكل الربا، يا متعاملاً بالرشوة وآكلاً أموال الناس بالباطل، يا سارقاً ومختلساً من الأموال العامة والخاصة، يا شارباً للخمر ويا متعاطياً للمخدرات، ويا عابثاً بأعراض الناس، ويا مسيئاً لوطنه ومزعزعاً لأمنه واستقراره، هذا شهر الأوبة والإنابة، هذا شهر صوم الجوارح وصونها عن كل ما يغضب الله، هذا شهر القرآن فاتلوه، هذا شهر الغفران فاطلبوه، هذا شهر الصيام والقيام والبر والإحسان فافعلوه».
العدد 4312 - الجمعة 27 يونيو 2014م الموافق 28 شعبان 1435هـ
كلام في الصميم
نعم ياشيخ جزاك الله خير بس الامة الاسلامية ( ان وجدت) امجادها متوقف على سفك دم الابرياء والظلم والسرقة والحرام بجميع انواع ومخالفة كلام الله وكلام الرسول (ص) فأي مجد تتحدث عنه؟؟ اقراء التاريخ المحرف واقراء احاديث الرسول التي كتبت بعد 200 سنة و تتشدقون بها وتقولون لنا في رسول الله اسوة حسنة..فهل من اعمالكم شئ له صلة بسنة الرسول (ص)..بعدين رمضان شهر الله اللي يبي يصوم فله واللي يبي يفطر فعلية