الحسابات الفلكية أم العين المجردة؟
كمجموعة أصدقاء معظمنا من المتقاعدين نجتمع فى إحدى المجمعات التجارية كل يوم نتحدث ونناقش مواضيع كثيرة وطبعاً هذه الأيام الكلام يتركز على مبارايات كأس العالم والتوقعات بنتائجها والذى أثار انتباهى هو أن الحديث تطرق إلى شهر رمضان المبارك وميعاد حلوله حيث قال أحدهم «أغلب الظن سيحل يوم 28 يونيو/ حزيران «وآخر قال «يمكن أن يحل إما يوم 27 أو 28 أو 29 يونيو» وهنا أتساءل: يبلغ عدد المسلمين فى العالم ما يقارب المليار ونصف مسلم ولاشك أن بينهم المختصين فى علم الفلك، فيا ترى لماذا لا ينتخب منهم المهرة الأفذاذ المعروفون عالمياً فى علم الفلك بالتعاون مع هيئات فلكية أجنبية ضليعة فى علم الفلك، كوكالة ناسا الفضائية مثلاً، ويستخدمون الحسابات الفلكية لاحتساب أول أيام رمضان على مر السنوات المقبلة بحيث لا يحتاج المسلمون إلى التريث وهم في حالة حيرة عن موعد حلوله بل يعلمون حلول أول رمضان لسنوات مقبلة حسب تقاويم سنوية (روزنامة) تصدر كما تصدر التقاويم الميلادية على أساس أن يطبق الشيء نفسه على ميعاد حلول عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى والمناسبات الأخرى.
أما إذا كان المانع عن الإقدام على هكذا منحى معضلة شرعية تحتم استخدام العين المجردة لرؤية هلال شهر رمضان فإن الحيرة تستمر. وقد أضاف أحد الأصدقاء المؤيدين لاستخدام الحسابات الفلكية بأن الرسول الكريم (ص) بنفسه استمع إلى مشورة الصحابي سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة عندما جهّز المشركون من مكة جيوشاً من قبائل متفرقة للهجوم على المدينة مع أن هذه الفكرة جديدة فى الجزيرة العربية، وقد قالها القادة المشركون عندما شاهدوا الخندق «ما هكذا يحارب العرب» ولكن هذا الخندق ساهم بشكل أساس فى ردع المشركين عن الهجوم ودحرهم.
إذن نحن على مفترق طريقين، الحداثة أو المراوحة فى المكان فأي الطريقين سنختار؟ وهل الدين الإسلامى الذى نقول إنه صالح لكل زمان ومكان سيراوح مكانه ويتخلى عن صلاحيته لكل زمان ومكان؟
عبدالعزيزعلي حسين
بلاء دب في مجتمعاتنا، ولقي قلقاً كبيراً من جميع الأطراف، ألا وهو «المخدرات» أو كما عرفه البعض بـ «آفة العصر»، فقصص نسمعها كل يوم بأم تفاجأ بابنها ممدداً بعد تعاطيه جرعة زائدة، أو شاب يحكم عليه بالسجن لعدة سنين إثر تعاطيه أو اتجاره بالمخدرات، ويأتي الخبر الأخير منها حيث نشرت وسائل الإعلام عن إبطال لعملية تهريب للمخدرات في مطار البحرين الدولي، كل هذه الحكايات تدفعنا إلى سؤال واحد، لماذا المخدرات؟
جواب هذا السؤال تناولته العديد من الأبحاث حيث أشارت لجملة منها أبرزها رفقة السوء والمشاكل الأسرية والوضع المادي السيئ، لكن المتأمل في القضية يدرك أن السبب الرئيسي هو غياب الوازع الديني عند المدمنين والمتاجرين بالمخدرات، فالكثير منهم اختار المخدرات بعد أن ملأ عقله بترهات تدعي أن المخدرات مهرب من المشاكل التي يعانيها وهي المتعة والتسلية الحقيقية، فلو استشعر هؤلاء الراحة التي تغمر قلب الساجد عندما يبث شكواه إلى رب السماء في سجدة ليلية لما اعترف بهذه الخرافات، ولو تمعن في قوله تعالى: «ادعوني استجب لكم» (غافر : 60) وقوله: «إن مع العسر يسراً» (الشرح : 6) و «وبشر الصابرين» (البقرة : 155) لما حاد عن الحق وسلك طريق الضلالة ولوترادفت عليه المصائب.
وفي اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والاتجار به، أناشد المؤسسات والجهات المعنية بالتوعية مؤكدة على دور المؤسسة الأهم عند الناشئة وهي الأسرة التي وجب عليها أن تغرس بذرة الإيمان في نفوس أبنائها وتسقيها بتوجيهات حكيمة وبالقدوة الحسنة لتنمو وتثمر خيراً.
ورسالة أخرى أبعثها لكل مدمن: «ها قد اقترب شهر رمضان المبارك وهو فرصة عظيمة للتقرب إلى الله والتوبة النصوح، كما هو أيضاً فرصة للإقلاع عن المخدرات بقوة الإرادة التي نتعلمها في هذا الشهر الفضيل حين تدفعك إرادتك للامتناع عن الطعام والشراب والمعاصي، مع دعوة صادقة بالهداية لكل من ضل الطريق المستقيم».
زينب محمد متروك
لا... هو ليس برنامجاً تلفزيونياً يتشاجر فيه الطرفان أو يعلو فيه صراخهما لتشتد وتيرته وتبلغ مبلغ التقاتل على لا شيء...
أنا أتحدث عن اتباع المنطق الإيجابي المختلف بل والمعاكس للمنطق المعتاد في جميع التعاملات... بمعنى: حين يعبس في وجهك ابتسم ولا ترد العبوس بمثله وإذا تعرضت للشتم لا تردّها بشتيمة أكبر أو كما نردد دائماً (من رشني بماي أرشه بنار) وإذا ما عددنا الأمثلة لن ننتهي أحبتي ولكن لنأخذ بعض المواقف من واقع الحياة على ألسنة أصحابها...
يقول أحدهم: كنت متوقفاً أمام إشارة ضوئية حمراء في الصف الأول وفي الجهة المقابلة تماماً يقف طابور من السيارات تتقدمهم سيارة قد أضاءت الشارع بأسره من قوة إضاءتها التي كادت أن تصيبني بالعمى (والعمى هنا تعبير مجازي).
حينها اشتعلت غضباً وخصوصاً أنني على علم بأن هذه الإشارة بالذات تستغرق وقتاً طويلاً... لذا في غمرة الغضب حدثت نفسي: سأريك أيها الأناني سأذيقك ما أذقتني إياه... وقررت حينها أن أفتح إضاءة سيارتي على آخرها لكنني تراجعت وقررت أن أقوم بردة فعل عكسية فقمت بإغلاق إضاءة سيارتي تماماً.. ثوانٍ وإذا بصاحب السيارة في الطرف المقابل يقوم أيضاً بإغلاق تلك الإضاءة في سيارته كما فعلت أنا تماماً وكأنه يقول لي: رسالتك الإيجابية وصلت وأنا أعتذر.
ذلك كان موقفاً اتبع فيه صاحبنا أسلوباً مغايراً تماماً وبعيداً عن السلبية المدمرة للنفسية وللناس في حركة غاية في البساطة...
أما الموقف الآخر فهو لفتاة لا تملك من الحياة سوى ابتسامة...
تقول: تفاجأت يوماً وأنا أتمشى في حيّنا بامرأة قطعت علي خطواتي وراحت بدون مقدمات تشتمني وتقلل احترامي وتنعتني بأبشع الصفات بل وتطاولت بشتم والدتي دون وجه حق على أمر لا أعرف عنه شيء ولم أقترفه أصلاً...
تقول صاحبتنا: في مثل هذا الوضع كان من الممكن أن يعلو صوتي على صوتها أو أن أصفعها على وجهها علّها تصمت وتكف الأذى عني لكن الغريب العجيب أنني التزمت الصمت واستمعت لخطابها المليء بالشتائم والذي استمر قرابة عشر دقائق وحين أطبقت شفتيها المسمومتين ابتسمت لها برفق وشكرتها بكل بساطة بعبارة: رحم الله والديك... ومضيت في طريقي وأظنها كانت غارقة في حيرتها وأنا كذلك...
صحيح أنني كنت أتمزق من الداخل نتيجة لحجم السموم التي تجرعتها من كلماتها إلا أنني كنت سعيدة جداً كوني لم أتبع أسلوبها ولم أرد لها الشتم بالشتم ولا الصراخ بالصراخ... وراحت تلك الآية الكريمة تتردد في ذهني:
قال تعالى: (ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).
سبحانك يا الله ما أعظمك... علمتنا فحفظنا الدرس ولم نطبق ولو كنا كذلك لما تعقدت أمورنا الصغيرة،
وختاماً أقول مخضعة مروضة نفسي وأنفسكم:
ومن سقاني مرًّا سقيته حبّا
ومن أهداني شوكاً أهديته وردا
ومن تعمد نسياني ذكرته
ومن شتمني شكرته
نوال الحوطة
العدد 4311 - الخميس 26 يونيو 2014م الموافق 28 شعبان 1435هـ
المخدرات
استاذة زينب .. المخدرات آفة .. ولكنها ليست بقصة توبة .. لماذا تصورون للعالم بان المدمن هو عدو الله وعدو البشرية وهو ارهابي؟؟؟ المدمن هو شخص مريض وله حق الاحترام كما لغير المرضى لهم حق الاحترام ..